تقول مقيمة فرنسية في المملكة: "إن السعودية يتوفر فيها الأمان، وحسن التعامل، والكرم"، هذا رأي موضوعي استند إلى خبرة عملية شخصية وليس انطباعات منقولة لها من آخرين، سوف تكتشف صاحبة هذا الرأي المستقل المتحرر من المؤثرات السياسية والإعلامية، مع طول الإقامة في السعودية إلى أين وصلت السعودية في مسيرة التنمية في مجالات كثيرة، البنية التحتية، الرعاية الصحية، التنمية الإدارية وما تحقق من قفزة في هذا المجال تمثل في الخدمات الإلكترونية المتطورة، واستحداث وتطوير الأنظمة، والعمل المستمر لتطوير التعليم والتكيف للاحتياجات المتغيرة. حراك اقتصادي وثقافي وإعلامي واجتماعي وفعاليات دولية جاذبة.

الزائر للمملكة سيجد نفسه أمام وطن تأسس وتوحد وتطور في زمن قياسي بفضل الله، ثم قياداته الحكيمة التي تؤمن بالأعمال قبل الأقوال، والتلاحم بين القيادة والشعب، وحسن استثمار إمكاناته البشرية والمادية من خلال التعليم بمستوياته ومجالاته المختلفة. المملكة بلد لا يدعي الكمال ولا العظمة فهذه صفات إلهية، المملكة بلد يتشرف قبل كل شيء بخدمة الحرمين الشريفين وخدمة الحجاج والمعتمرين، ويفتخر بأنه لا يتوقف عن العمل وتحقيق الإنجازات الفعلية على أرض الواقع، لم يعد من الضروري سفر المريض لخارج المملكة بحثا عن العلاج، مستشفيات متطورة، وأطباء وطبيبات سعوديون مهرة في تخصصات مختلفة، عناية بالإنسان في تعليمه وأمنه وصحته واحتياجاته الضرورية، أجهزة رسمية وجمعيات خيرية وإنسانية تتابع احتياجات الإنسان وتكون عونا له في توفير حياة كريمة. تحدثنا لغة الأرقام عن هذه الشؤون الإنسانية من حيث عدد تلك الأجهزة والجمعيات وما تقدمه من خدمات متنوعة للمواطن والمقيم.

المملكة أصبحت جاذبة ليس للزائرين أو العاملين فقط وإنما للباحثين والمتخصصين بالدراسات التنموية والاجتماعية.

جاذبية العمل والإنجازات في المجالات الحيوية المختلفة، حركة تطوير وتحديث شاملة، دور إنساني عالمي ريادي يقدم المساعدات للدول المتضررة من الكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية، تطوير خدمات تعزز تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، برامج الطاقة المتجددة، التطور التقني، الترتيب المتقدم دوليا في مؤشرات الأداء اللوجستي، وفي جودة الطرق، تحديث وإنشاء أنظمة ولوائح تنظم حياة الناس وتعاملاتهم وعلاقاتهم، مكافحة العنصرية والمخدرات والتحرش والجرائم المعلوماتية، والعنف الأسري وحماية الأطفال، وتعزيز المسؤولية المجتمعية، وتعزيز الحياة الصحية وتوفير الخدمات الصحية، البرامج والمشروعات والفعاليات التي تعمل متكاملة من خلال القطاعات المختلفة لتحقيق جودة الحياة وهو هدف رئيس من أهداف رؤية 2030. يمكن القول إن من أبرز العوامل التي تجذب الباحثين لزيارة المملكة بهدف إجراء الدراسات هو قدرة المملكة على التكيف للمتغيرات والتطورات في المجالات المختلفة ومنها المجالات الصحية والعلمية والتقنية، والاستجابة للاحتياجات المستجدة، وترك الإنجازات تتحدث عن نفسها وعدم تضييع الوقت في الرد على أعداء النجاح.

على الصعيد الدولي تنتهج المملكة مبادئ التعاون الدولي لمصلحة السلام والتنمية والعلاقات الدولية البناءة وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، تقوم بدور ريادي دولي سياسي واقتصادي وإنساني نحو أهداف تخدم الأمن والسلام والتعايش بين الشعوب.

كان إعلام ودول الشعارات المنتمون لمجموعة (الظاهرة الصوتية) يعايرون المملكة بالنفط ويطرحون سؤالا غارقا بالسلبية يقول: ماذا فعل النفط بالمملكة؟ الواقع يقول إن السؤال كان يجب أن يكون: ماذا فعلت المملكة بالنفط؟ لقد فعلت الكثير والتفاصيل في التنمية الشاملة التي تحتاج إلى بحوث ومؤلفات.