هل نحن في صدد التعامل مع قضية او أزمة سياسية نبحث عن حل دبلوماسي لها حتى نحرص ونتمسك ببيان متوازن يرضي كافة الأطراف ، ثم ماذا نفعتنا فيه البيانات المتوازنة التي حرصت الأنظمة العربية على الخروج بها عند بحثها لأية قضية خلافية تواجهها !! اقول هذا الكلام في ردي على الاستاذ محمد بن عبداللطيف آل الشيخ ، وهو يهاجم بيان الليبراليين الجدد الذي يهدف التصدي لقوى التخلف الديني وسيطرتها على العقول بعد الأجساد وما تنتهاجها للفتاوى كسلاح فتاك تقوض من خلاله وصاية على عقول الامة . اننا في سبيلنا للتخلص من هذه السيطرة المقيتة على عقول أبناء الأمة لن نرضى أبدا بالحلول الوسطية ، بل سنتمسك بما جاء في هذا البيان ونعتمده مبدأ لمواجهة هذه القوى المتخلفة. يبقى أن أؤكد لك أخي العزيز الأستاذ آل شيخ ان قوى التخلف هذه لا تنحصر فقط في فئة من رجال الدين المسلمين ، وإنما كل من هم على هذه الشاكلة من رجال الدين أي دين ، وكوننا مسلمون فإننا أولى من غيرنا في العمل على التخلص من سيطرة رجال الدين المسلمين علينا ويبقى لأبناء الأديان الأخرى ان ينتهجوا مثل هذا النهج اذا ما أرادوا التحرر من هكذا سيطرة. وإذا ما اصرينا على ربط حل مشاكلنا بإصلاح سلوك إسرائيل ، فإننا لن نستطع أولا إرغام إسرائيل على ما لا تريد ونحن تخضع لظلام التخلف ، كما ان استمرار ممارسة إسرائيل لهذه السياسات كان في كثير من الأحيان ردود أفعال لنتيجة لفتاوى وممارسات عربية ، او على الأقل هكذا تقول إسرائيل وهكذا أصبح العالم يقبل منها هذا القول. دعونا يا إخوان نبتعد عن ربط كل خطوة من خطوات الإصلاح في مجتمعاتنا بمثيلها او نقيضها في إسرائيل ، فشعب إسرائيل قادر على علاج مشاكله وإصلاح سلوك حكامه .