كان حلم الشاعر سعدي يوسف أن يحكم العراق من حواري الغربة التي تعودها، ففي تلك الضواحي المدفوعة الأجر صار سعدي يوسف شاعرا كبيرا عبر زوايا صحف الشتات، وحيث لم يتطاول الشاعر سعدي يوسف على صدام حسين الطاغية إياه ممنيا نفسه بهدية من الهدايا غياها أو منصب رفيع في وزارة الثقافة والإعلام جنبا إلى جنب مع لطيف نصيف جاسم، فإنه وجد ضالته من خلال الفكر الضال الذي عانت منه شعوبنا المنكوبة بأيدولوجياتهم طويلا.
وسعدي يوسف الشاعر، يقول اليوم كلاما يتنطع فيه مهاجما رجل مات؟ ليته قال ما قاله عبر موقع إلكتروني لا أيد ذكر اسمه وهي مواقع كثيرة تشتم، والرجل المعني في مقال سعدي يوسف هو باني أول وحدة عربية الشيخ زايد هذا البدوي العريق الذي ودعناه دمعا تكريما لمآثره الكثيرة على نحو عربي واسع من مصر والمغرب وفلسطين وصولا إلى قلب لبنان والعراق وسورية وكذا حال الأردن.
زايد الراحل، لا يطلب من أي أحد وحتى من أولاده أن يشيروا لمكرماته التي هي قائمة وستظل، وزايد هذا هو الذي قال يوما ما "إذا قرر العرب قطع النفط عن الغرب .. اقطع أبوه". وهو ذاته قال "حل مشاكل العرب بسيطة يا ولدي .. نركب ونزور معمر ونأتي بحافظ وهو يقصد معمر القذافي وحافظ الأسد ونحل قضايانا". وزايد هو نفسه الذي قال "القدس هودجنا" ، والهودج في العرف العف البدوي العربي سنامة جمل تركبه العروس ليل زفافها لأشجع الشجعان.
يحكي سعدي يوسف الشاعر الآتي في مقاله عن زايد بن سلطان :مع رحيل الشيخ زايد ، مُــمَــوِّل و حبيب الليبراليين العراقيين ، والشيوعيين السابقين ، والقوميين الأقحاح ، وحاملي أختام السنّــة والشيعة ، والأكراد ، وعدنان الباججي ( لا تنسَــوا الطفلَ الـمعجـزة ! ) …
نعم كان زايد حبيب الجميع، وصديقهم ليبراليين وشيوعيين وقوميين وإخوان مسلمين، كان زايد للجميع من تلك الأطياف السياسية، ولا فرق عنده بين أي من أبنائه الذين كان ديوانه عامرا بهم من عرب وغير عرب، وكان يستمع للجمع، مهللا مرحبا بكل عنفوان البدوي الكبير.
وسعدي هذا الشاعر الذي عرفنا يتهم ويتهم ويزيد في الاتهام، ليته لم يقل ما قاله "حيث يضيف لا فض فوه "مع رحيل هذا الشيخ الســخيف ، سوف نجد أيتاماً لا يدرون ما يفعلون ( أعني لا يعرفون مـمّـن سيقبِــضون ) ، وهنالك إلى جانب الطفل المعجزة ، مَن أقنعوه بأن يشكِّــل حزباً ، ويصدر صحيفةً ( تافهة بمعايير الصحافة الحقيقية ) ، وأن يرشِّــح نفســه ، لأيّ شــيء؟ هؤلاء أيضاً ، من أمثال مَن نعرفهم جميعاً ، سوف يحارون مِــمّـن سيقبِضون … والحقُّ أن الشيخ السخيف الراحل ( تغمّــدَه صيبٌ من الصلوات ! ) ، كان أغدقَ على مَن يَـسْــوى ولا يَـســوى ( حسب التعبير الشعبي الدقيق ) ، أموالاً أرى أن شعب الإمارات كان أحَــقَّ بها من المحتالين الدوليين العراقيين الذين أقنعوه بتمويلِ اجتماعٍ ملفّــقٍ في لندن ، لـ " المعارضة العراقية ! " كي تقدمَ
مقترَحه السامي بتنحي صدّامٍ قبلَ يومينِ فقط من بدء الإجتياح الأميركــي ، بينما هؤلاء المحتالون العراقيون الدوليون يعرفون جيداً بموعد الإجتياح .
الشيخ السخيف الراحل ( هل سمعَ أحدُكم أو رأى حِـكَــمَــه ؟ ) ، كان يأتمِــرُ بما يراه أسيادُه الذين نصّــبوه حارساً على آبار النفط …
قالوا له : نحن لا ندفعُ كل شــيءٍ ، فادفَعْ أنتَ أيضاً …
الشيخ زايد ، رحِــمَــه الله ، ربّــما صَـدَعَ بما أُمِــرَ ، فأعطى وأغدقَ …
لكنني أزعُــمُ أنه بحصافته الفطرية كان يعرفُ أنه يعطي ، مُرغَـماً ، قوماً لا يستحقّــون حتى البصقةَ .
ويعترف سعدي يوسف بأنه زار الإمارات بدعوة رسمية، وهو معروف بقبوله جميع الدعوات من أي نظام ولو أنه يعارضه عير بيت من الشعر أو الكلام الذي يقال ولا يقال غلا في المناسبات، حيث يقول لا فض فوه "في إحدى زوراتي الإماراتِ ، حرصتُ على أن أشهد يومياً " ســوقَ الـتّــمر " هناك.
إنه أجملُ سوقِ تمرٍ شهدتُــه في حياتي . لا نهاية لأصناف التمر ، ولا نهايةَ لجودة هذه الأصناف ومصادرِها …".
ويختم الكلام بالقول "أنا أعرفُ حرصَ البدويّ على حلمه الأثيرِ :
أن يكون له نخلٌ بالعراق ؛ وأن يكون عند ماءٍ : كجابية الشيخ العراقيّ تفهَــقُ ….
هؤلاء المحتالون الدوليون العراقيون ، صرّفوا حلمَ الشيخ زايد ، الطاهر ، سُحْـتاً حراماً . فليظلّــوا ملعونين ، إلى أبد الآبدين".
وإليه فإن نخل العراق أطول قامة من شعراء صغار، وهو للأمة كافة فالعراق الكبير للجميع تاريخيا رغم دمه النازف في أجل من الدهر وكلنا ينزف دمعا ودما عليه، لكننا ننهض به، فهو إلينا ونحن إليه "ولا الدمع يرويك يا بصرة" "ولا الدم يكفيك يا بغداد" "و"لا الحب يعطيك حالتك يا كركوك" و"العين بصيرة واليد قصيرة يا موصل".
بالتأكيد فإن سعدي يوسف لا يتكلم باسم شرفاء العراق، فهو خرج عن الطوق الرافدي منذ زمن بعيد. أقول قولي هذا واستغفر الله لكم جميعا من كلام شيطاني بحق رجل كبير ذهب وودعناه بالدمع، ورحم الله زايد بن سلطان ولسعدي يوسف الحق بما يقول وليته كان صادقا..