نحن في ايلاف التقينا السيد المناضل جويد الغصين في منزله قبل اسبوعين ونشرت ايلاف نص المقابلة الكامل يوم الاثنين التاسع من أغسطس أب 2004 وبعد ذلك باسبوع التقت اهم صحيفة بريطانية الصندي تايمز مع السيد الغصين في منزله في لندن وتحدث بصراحة عن الطريقة التي تتخبط فيها السلطة في القرارات وسلط الضوء على ظاهرة الفساد والتسيب والمحسوبية ولكي يكون القارىء على علم بالتفاصيل، اقوم بتلخيص اهم النقاط التي وردت في مقال الصندي تايمز في الخامس عشر من اغسطس أب. 2004
مع ايضاحات وتعليقات:
ونترك للقاريء الكريم ان يقرر من هو الصادق: ياسر عرفات المحاصر ام السيد
جويد الغصين رفيق النضال والكفاح المتقاعد. وحرصا على الموضوعية اجريت اتصال مع مسئول فلسطيني مرموق ليعطي رد على ما جاء في الصندي تايمز وتغطية ايلاف ولكنه اعتذر بأدب وديبلوماسية قائلا " لا اريد ان ادخل في هذا الموضوع الشائك والمتشابك:

السيد جويد الغصين 74 عاما خدم السلطة الفلسطينية لمدة 12 عاما كرئيسا للصندوق القومي الفلسطيني وكان يقدم شيكا بمبلغ 25و10 ملايين دولار كل شهر للسيد عرفات اي ما مجموعه 123 مليون دولار سنويا. من المفروض ان تذهب هذه الاموال للمقاتلين وعائلات الشهداء.
ولا احد يعرف بالضبط كيف تم التصرف بهذه الاموال. هل وصلت لمن يستحقها؟؟
وما ازعج السيد الغصين هو الطريقة التي يتصرف بها الرئيس عرفات بالاموال. فمثلا كان في حوزته باستمرار حقيبة رجال اعمال مليئة برزمات من الدولارات للتوزيع على المتملقين ورجال السلطة الذين يمتدحوا الاخطاء ويوافقون على كل شيء حتى القرارات العشوائية التي لا تخدم المصلحة الفلسطينية. يتم اعادة تعبئة تلك الحقيبة يوميا. الحراس الشخصيين استلموا مبالغ من هذه الحقيبة على المزاج اضافة للراتب الرسمي.
اضطر جويد الغصين للاستقالة لانه اصبح من المستحيل ان يستمر في عمله كرئيس للصندوق تحت ظل ممارسات عرفات في الانفاق والتبذير وهدر المال على زعيط ومعيط ونطاط الحيط. اي كل من هب ودب من الزمرة ذات الحظ الكبير والتي لا صلة لها بالنضال الفلسطيني من بعثد او قريب.
الاستقالة كانت في عام 1996 وانذاك توسل جويد لعرفات بان يستقيل ويسمح لغيره بقيادة الشعب الفلسطيني.
الآن يطلب جويد من الرئيس عرفات ان يقدم اعتذارا علنيا لان عرفات هو المسئول عن ترتيب عملية خطف جويد الغصين واحتجازه لمدة 16 شهرا. ويطلب من دولة الامارات ومصر تفسير كيف استطاع حرس عرفات الشخصي اختطاف السيد جويد ونقله الى غزة..
عندما سوءل عن التمويل والتصرف بالمال قال السيد الغصين: لا يوجد هناك محاسبة او تسجيل. هناك فوضى عامة، وذكر كيف انه عرف عن 3 شيكات استلمها عرفات من صدام حسين قيمتها 50 مليون دولار للشيك الواحد.

هل هذا هو سر دعم عرفات لصدام في اقتحام الكويت؟؟ لا احد يعرف كيف تم التصرف بتلك الاموال ولا احد يعرف مقدار المبالغ التي استلمتها السلطة من الدول العربية. قد تكون بالبلايين؟؟
بعد توقيع اوسلو دول الاتحاد الاوروبي بدأت بارسال مساعدات للسلطة بانتظام واصرت على تحويل الاموال لوزارة المالية. ولكن لم يكن هناك اي حسابات تبين كيف استعملت هذه الاموال. العلاقة بين الرجلين ازدادت في التوتر بعد استقالة جويد الغصين لانتقاده غياب الشفافية في التعامل مع الاموال ولدعمه لصدام في غزو العراق وحرب الخليج التي تبعت ذلك واصبح جويد في نظر عرفات من المغضوب
عليهم. كان أخر لقاء بين عرفات والغصين عام 1998 في ابو ظبي وانتهز الغصين هذه الفرصة ليحث عرفات بالانفتاح والشفافية في الامور المالية. من المدهش ان عرفات وافق على ذلك شفهيا. وبقيت الموافقة شفهية حتى يومنا هذا.

وفي نيسان عام 2001 بينما كان الغصين يحضر حفلة زواج في ابو ظبي اقترب منه ضابط امن وطلب من السيد الغصين الخروج خارج القاعة. وفعل ذلك ولم يتوقع ان يتم اختطافه واخذه للمطار لطيارة عرفات الخاصة. من الجدير بالذكر ان السيد الغصين يحمل جواز سفر اردني.
وأخذ الى غزة. ولم يتم اطلاق سراحه الا بعد ان قامت ابنته منى النشيطة اعلاميا في لندن بالتدخل وسمح له بالسفر للقاهرة للعلاج وهو مريض بالسكري ويعتمد على هرمونات الاونسلين البروتينية لمعالجة السكري. هذا في تشرين الثاني نوفمبر عام 2001. وهناك تحت عيون وأذان السلطات المصرية اختطف مرة اخرى ومن قبل رجال امن مصريين واخذوه الى غزة. واطلق سراحه في عام 2002.
لم يرد ان يعطي اسماء النخبة المقربة من عرفات التي تسمن وتنهب اموال الشعب الفلسطيني. وعلق توفيق الغصين نجل جويد اذا كان علي بابا محاطا باربعين حرامي فان عرفات محاطا باربعمائة من هوءلاء.
السيد جويد يعتقد ان الوقت قد حان للتحقيق في الظروف النتي منحت فيها العقود دون اللجوء للمناقصات والتنافس التجاري النزيه. منح امتيازات توزيع السجاير ورخص للمقربين لانشاء محطات تلفزة والحصول على مشاريع واستثمارات على حساب الشعب الفقير الذي يزوح تحت الاحتلال..
رفضت السلطة التعليق على تصريحات السيد الغصين وكانت السلطة قد اتهمت السيد الغصين باقتراض مبلغ 5و6 مليون دولار وهذا الادعاء رفضته المحكمة العليا في الامارات.
واكد الغصين ان منظمات مثل حماس والجهاد الاسلامي لهم اساليبهم الخاصة في الحصول على التمويل واضاف ان عرفات لم يأخذ اموال لجيبه الخاص بل استعمل النفوذ المالي لتركيز السلطة بيده باثراء الذين يتواجدوا حوله. في بداية مرحلة النضال كان شخصا ديناميكيا ولكن الان حان الوقت ان يتقاعد.
هذا هو النص الكامل للمقابلة ولكن يبقى السوءال مطروحا الى متى سيستمر هوءلاء في الدعس على ارقاب هذا الشعب المغلوب على امره. الم يحن الوقت لقيادة شابة متنورة قادرة على مواجهة التحديات ان تحل محل قيادة من ذوي روءوس الاموال الذين همهم الوحيد هو استغلال الاوضاع الموءلمة لمصالح شخصية بحتة. كان المفروض من هذه القيادة التركيز على فضح الممارسات الاسرائيلية الوحشية، الجدار العنصري والاستيطان ومصادرة الاراضي والمطالبة برفع الحصار وازالة الاحتلال ومطالبة الرأي العام العالمي بالتدخل لعمل انتخابات نزيهة كما ينادي بوش. للاسف ان القيادة الفلسطينية لديها اولويات اخرى وهو جمع الثروة وتوزيعها على الدائرة الضيقة من مجموعة "نعم سيدي" "كلامك مزبوط سيدي" والى ما ذلك من النفاق.
شكرا لجويد الغصين لاطلاعنا على الحقائق الموءلمة من فراش المرض في لندن المنفى.