عفوا ان كانت كتابتي في العربية ضعيفة، و عفوا ان كنت لا افهم في السياسة كثيرا، و عفوا ان كنت انسانا عربيا بسيطا، ولكن مع كل هذا فقد قررت ان ابعث لك ردي على مقالتكم للاسباب التالية:
1. سمعنا الكثير من امثالك الذين يتفهون الاسلام و المسلمين الى احط المستويات، وسكتنا كثيرا و نحن نقول انكم سترون الحقيقة في يوم من الايام و تستيقظون، و لكن ليس بعد
2. لم اسمع من سيادتكم اي نقد في يوم من الايام لكردينالكم العظيم و كانه النبي المنتظر الذي سينقذ العالم من الجنون الذي هو فيه
3. قلبت المسلمين الى رعاع لمجرد انهم خالفوك الراي، او لنقل لا يؤيدوك في افكارك و طموحاتك
4. حولت مؤيديك الى القيادة و الريادة وكانهم من سيرفعون الامة الى الاعالي، ولكن امتنا لا تفهم و لا تعقل و لا حول و لا قوة الا بالله

لذا فردي اليك سيكون الاتي:

1. سيدي لم نكن نحن المسلمين في يوم من الايام رعاع او تافهين لدرجة ان يضحك علينا امثال القرضاوي، ولو نظرت الى واقع الحال في العراق لرايت ان فتواه لم تغير شيئ هناك، فلم تقل المقاومة او تزداد فهي ما زالت على حالها وستظل، سواء ابيت ام رضيت انت و امثالك، وهذا ان يدل فهو يدل على ان مستمعي القرضاوي و مؤيديه لا يمثلون شيئ داخل امتنا الاسلامية، و ذلك لما قلت في بداية مقالتك، فهو كاذب في معظم ما يقول وهو منافق يفصل الفتوى حسب ما يملي عليه الحاكم او مصلحته الشخصية. نعم فقد اتخذ الافتاء و سيلة للكسب و لذا لا يصدقه احد بعد الان و لا يلقون بالا لما يقول او يفتي. لكنكم انتم يا احباء اليبرالية اثرتم فتواه و علقتم عليها و كأن الاسلام قد نطق بلسان القرضاوي و عندما عاد عن ما قال، كانت فرصتكم لتثبتو للعالم ان هؤلاء هم علماء المسلمين، منافقين افاكين و متذبذبين. وان المسلمين ما هم الا رعاع يتبعون هؤلاء الى حتفهم، لذا كان لزاما عليكم ان تنقذوهم من هذه الكارثة بان تظهروا لهم مدى سخف الدين و تفاهته، و مدى روعة الليبرالية و عظمتها.

2.لم اسمع من سيادتكم الا المديح و التبجيل بالكاردينال صفير الرجل الصلب الذي و قف من اجل مصلحة بلده و امته التي لا اعرف من هي بضبط. و اسالك بالله هل تعتقد فعلا اننا اصبحنا رعاع لا نفهم ولا نعقل، ام تحسبنا جهالا في السياسة و التاريخ لدرجة ان تضحك علينا كما يحاول القرضاوي ان يفعل؟؟ فمن في العالم العربي كله لا يعرف ان الكاردينال العظيم الذي تتكلم عنه لا يتكلم الا من منطلق مصلحته الشخصية ايضا، و انه ان كان عارض الوجود السوري في لبنان، فهو يعارضه لانه يقوض سلطته التي يريدها على كل لبنان، انا لا اؤيد الحكم السوري و لا احترمه، و لكن في النهاية الصراع بين الكاردينال و بين الحكم السوري هو سياسي بحت ليس اكثر من ذلك. لذا كفاكم تمجيدا به و كأنه قال ما لم يقل من قبل؟؟ ولا استبعد ابدا انه لو سلم له حكم لبنان في يوم من الايام ان يسلم لبنان كلها لاسرائيل ليقود حربا على العرب و المسلمين كما كان محرضا على الحرب الاهلية في لبنان في السابق. نحن لسنا اغبياء يا سيدي، نحن نقرأ التاريخ ايضا، و لكن كما هو دون ان نحوره لمصالحنا و افكارنا. لا تعتقد انني اسلامي متزمت او انني وطني قومي، انا مواطن عربي مسلم اعيش مع امتي في شوارعها و حاراتها و مدنها، اسمع ما يقولون و احس بما يشعرون. لبنان بلد رائع و اتمنى له كل الرخاء و السعادة بجميع اطره و طوائفه، و لكنني لست ممن يضع مقارنة سخيفة بين اثنين كل منهم يسعى لمصالحه الشخصية غير عابئ بما يعانيه شعبه و امته من قهر و حرمان.

3. ان كنت تعتقد ان امريكا او اسرائيل قد جائت الى العراق او العالم العربي كي تنقذه مما هو فيه، او كي تجعل العالم العربي و الاسلامي عالما ديمقراطيا، فاسمح لي ان اقول لك انك تعيش في عالم الاحلام. هل تعتقد حقا ان امريكا تنفق هذه الاموال كلها من اجل مصلحتنا، هل تعتقد فعلا ان امريكا جمعية خيرية تسعى لاسعاد البشرية. امريكا بلد الراس مالية التي لا تعرف الرحمة عندما يتعلق الامر بالمال، تنفق اموالها من اجل سعادة العراق و اهل العراق؟؟ لماذا لا اجد في هذا الكلام اي منطق او احساس بالمسؤلية؟؟ كل العالم حتى بعض الاحزاب الامريكية تعلم ان امريكا تحتل العراق الان و لا تخدمه و ان كانت تنفق اموالها عليه فليس حبا في العراق و اهله، و انما لمصالحها الاقتصادية، منها البترول ومنها تشغيل بعض شركاتها التي قاربت على الافلاس ومنها ما لا نعلمه الان و قد نعلمه قريبا. لذا انا لا اجد اي طريقة لازاحة هذا المارد المتجبر على امتنا الا بالقتال و ليس بان نبيع عاداتنا و ديننا من اجل رضاه عنا. اما عن فكركم الليبيرالي الاخاذ، و حلمكم بان نكون مثل امريكا عبر اتباعها، فانا لا اجد في امريكا اي حسنة تفوق ما يامر به ديننا الحنيف، و ليس طبعا على طريقة القرضاوي الدجال. فلماذا تصرون على دراسة الثقافة الامريكية و تدريسها و ترفضون الثقافة الاسلامية و شريعتها حتى قبل ان تدرسوها او تعطوها الفرصة لاثبات صلاحيتها لكل زمان و مكان.

4. سيدي انتم الليبيراليون لا تشكلون نسبة تذكر بيننا، و لن تشكلوا اي نسبة في اي زمان او مكان، هل تعرف لماذا؟؟ لانكم انطلقتم من عالم ناصبنا العداء على مر العصور ومازال فلا تتوقعوا منا ان نسمع لكم او حتى نقتنع باي من كلامكم عن الحرية و السلام و الاخوة، لان واقع الحال لنا عندما تتكلمون هو ان امريكا و الغرب يتكلم و لكن بلسان عربي. امتنا ليسوا رعاع. لنا طاقات و عقول جبارة، دفنها حكام يدعون الليبرالية مثلكم تماما ليبرروا تبعيتهم لامريكا و الغرب. و لو تركت الفرصة لهذه العقول لتبدع لكان حالنا الان افضل من مثلكم الاعلى الغرب، لكن امريكا و الغرب ايقنوا ذلك لذا فهم يوجهون عقولكم الصغيرة الى ان مشكلة امتنا انهم رعاع لا يفهمون العالم كيف يسير و حل مشكلتهم هو التبعية المطلقة للغرب الا في العلم و التقدم الفكري. فهو ارهاب و عصيان لنواميس امريكا التي رسمتها للعالم.

عفوا ان كنت اطلت على سيادتكم، ولكن و جب التوضيح

و السلام ختام.

[email protected]