ريتشارد مابلي من لندن : اشتدت المخاوف من صدمة نفطية يوم الجمعة اذ سجلت اسعار العقود الاجلة للنفط الخام مستويات قياسية مرتفعة جديدة وقد دعمتها أدلة على قوة طلب الصين على الطاقة ومخاوف من تعرض منشات البنية الاساسية للصناعة النفطية العراقية لعمليات تخريب جديدة واحتمال وقوع اضطرابات في فنزويلا حيث يواجه الرئيس هوجو شافيز هذا الاسبوع استفتاء على حكمه.

وساعدت انباء انفجار في مصفاة في ويتينج بولاية انديانا الامريكية على رفع اسعار العقود الاجلة للنفط الامريكي الى مستويات قياسية.

في بورصة نيويورك التجارية نايمكس ارتفع سعر العقود الاجلة للنفط الخام الامريكي الخفيف عند الاقفال 1.08 دولار او 2.4 في المئة الى 46.58 دولار للبرميل بعد ان بلغ في وقت سابق 46.65 دولار اعلى سعر للعقد في 21 عاما هي عمر التداول للعقود الاجلة للخام بنايمكس.

في بورصة البترول الدولية بلندن سجل سعر العقود الاجلة لمزيج نفط خام برنت عند الاقفال مستوى قياسيا جديدا 43.85 دولار للبرميل مرتفعا 1.56 دولار. وفي وقت سابق بلغ سعر العقد 43.92 دولار وهو اعلى سعر لبرنت في تاريخ البورصة.

وقالت شركة بي بي ان انفجارا في مصفاة طاقتها 420 الف ب-ي وهي ثالث اكبر مصفاة في البلاد تسبب في اغلاق وحدة لمعالجة المنتجات النفطية. ويبلغ معدل نمو الطلب على النفط في الولايات المتحدة 3.5 في المئة حتى الان هذا العام وكانت الاختناقات في المصافي الامريكي عاملا رئيسيا في صعود اسعار النفط هذا العام. وتزيد اسعار النفط الخام اكثر من عشرة دولارات عما كانت عليه في بداية العام.

وبالاسعار الحقيقية التي تأخذ التضخم في الحسبان فان الاسعار مازالت تقل كثيرا عن ذروتها عام 1980 وهي 80 دولارا للبرميل في اعقاب الثورة الايرانية. غير ان الاسعار الان تقترب من تلك التي كانت عام 1974 حينما وقعت الصدمة النفطية الاولى التي بلغ فيها سعر النفط مع اخذ التضخم في الحسبان 43 دولارا خلال الحظر النفطي العربي.

وسجلت الاسعار سلسلة من الارقام القياسية في كل جلسات التعامل الاحدى عشرة الماضية ماعدا جلسة واحدة وقد عززها نمو الطلب العالمي على النفط الذي يسير باسرع معدل له منذ 24 عاما وكذلك تقلص فائض الطاقة الانتاجية العالمية.

وقال محلل النفط المستقل في لندن جيوف باين "لم يتبدد شيء من المخاوف بشان نقص امدادات المعروض ولم تبد اي علامة على انحسار نمو الطلب."

وأظهرت أحدث بيانات شهرية أن الواردات الصينية من النفط الخام نمت بنسبة 40 بالمئة حتى الان هذا العام وليس هناك أي دلائل تشير الى احتمال تباطؤها رغم أسعار النفط المرتفعة والجهود التي تبذلها الحكومة لتهدئة النمو الاقتصادي.

وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الرسمية يوم الجمعة ان الصين ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة استوردت 70.63 مليون طن أي 2.49 مليون برميل يوميا من النفط الخام في الاشهر السبعة حتى نهاية يوليو تموز بزيادة بنسبة 39.5 بالمئة عن الفترة نفسها من العام الماضي.

وقال مسؤول في مصفاة جينهاي اكبر مصفاة صينية ان شركة سينوبيك النفطية الصينية "تعتزم زيادة انتاج المصافي في النصف الثاني بالمقارنة بالنصف الاول مما يعني أن ارتفاع واردات النفط سيستمر."

وفي الولايات المتحدة قالت بي بي ان انفجارا وقع في مصفاة في ويتينج طاقتها الانتاجية 420 الف ب-ي وهي ثالث اكبر مصفاة في البلاد مما تسبب في اغلاق وحدة لتكرير المنتجات النفطية.

وعادت صادرات النفط العراقية لتتدفق كالمعتاد من الحقول الجنوبية الى المرافيء البحرية بعد استئناف الضخ عبر خط الانابيب الرئيسي الذي تعرض لعمليات تخريب في وقت سابق من الاسبوع حسبما قال مسوءول من شركة نفط الجنوب العراقية. وكانت صادرات النفط انخفضت بمقدار النصف تقريبا الى اقل قليلا من مليون برميل يوميا في اعقاب الهجوم التخريبي.

ولكن تجار النفط يخشون ان ينفذ مقاومون عراقيون موالون لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر المعادي لامريكا تهديدا بضرب البنية الاساسية للصناعة النفطية بعد ان اجتاحت قوات امريكية مدينة النجف المقدسة لاخماد تمرد عمره اسبوع لانصار الصدر.

ويشعر التجار ايضا بالقلق خشية ان يوءدي الاستفتاء على حكم شافيز في فنزويلا يوم الاحد الى حوادث عنف اذا هزم شافيز ويعرض للخطر صادرات البلاد النفطية الى الولايات المتحدة.

ومازال هناك قلق بشان صادرات النفط من شركة يوكوس الروسية العملاقة التي مازالت تكافح الافلاس لكنها نجحت حتى الان في تفادي اي ايقاف لانتاجها البالغ 1.7 مليون برميل يوميا. .