كامل عبدالله الحرمي من الكويت: كل ما زادت " أوبك" من إنتاجها النفطي كل ما إزدادت أسعار النفط ارتفاعا..هذه هي الظاهرة الحالية لأسواق النفط في جميع المراكز النفطية العالمية. وهي ظاهرة تظهر و لأول مرة في أسواق النفط حيث كلما تعلن دول منظمة " أوبك " عن زيادة إنتاجها من النفط كلما أرتفعت وزادت الأسعار وحطمت الأسعار السابقة للنفط. ووصلت أسعار النفط الي أرقام قياسية و تاريخية حيث ارتفعت أسعار النفوط الأساسية مثل معدل سعرنفط بحر الشمال و النفط الأمريكي و سلة أوبك بنسب 50 و 52 و47% علي التوالي عن معدل العام الماضي وسجلت معدلات قياسية عند 88 ر43 و 58ر46 و 77 ر 40 دولار للبرميل .

وظاهرة أخري بدات تتضح مؤخرا وهي عدم وجود أرقام صحيحة و دقيقة وواقعية حول معدلات الطلب العالمي للنفط و في كل شهر تقريبا و منذ بداية العام الحالي ووكالة الطاقة الدولية تعدل أرقمها و أحصائياتها و تزيدها و تغييرها للأعىي مما يلهب اسعار النفط اكثر و أكثر. وجميع الأحصائيات النفطية تشيرالي أتجاه وحيد وهو أرتفاع الطلب العالمي علي النفط و من وفي مختلف دول العالم و أهمها علي الأطلاق هو الزيادة المستديمة لأستهلاك الولايات المتحدة الأمريكية للنفط ليبلغ 500 ر20 مليون برميل في اليوم و سيزداد معدل الأستهلاك بحوالي مليون برميل سنويا مما يعني زيادة في استيرادها النفطية وبنفس الرقم ونفس المعدل للمستهلك الثاني عالميا حيث أرتفعت واردات الصين و بنسبة 40% و بمعدل يومي يبلغ 500ر 2 مليون برميل في اليوم عن العام الماضي. و بلغت معدلات الأستهلاك كذلك ارقاما قياسية وأصبح من السهل كسر هذه الأرقام القياسية خلال السنوات القليلة القادمة اذا ماأستمرت معدلات الأستهلاك بهذا المعدل المتزايد. مما يعني حتما و مؤكدا بأن اي زيادة في انتاج النفط أو أي طاقة جديدة فائضة " ستبتلع " علي الفور في اسواق الولايات المتحدة و الصين.

ولهذا السبب نجد ان الأسواق النفطية ستكون دائما مضطربة وغير مستقرة نتيجة لعدم وجود اي طاقة نفطية زائدة أو فائضة لسد الطلب العالمي المتزايد علي النفط و خاصة في هذه الأيام وتحت الظروف الحالية و المتعلقة ب3 دول نفطية أساسية مصدرة للنفط حيث ستجري أنتخابات الرئاسة يوم الأحد في فنزويلا والتهديدات بتفجير أنابيب النفط في جنوب العراق و مشكلة شركة " يوكوس" الروسية وهي فعلا تمثل هاجسا و كابوسا مخيفا في أسواق النفط حيث تمثل هذه الدول حوالي 20% أو مايعادل تقريبا 16 مليون برميل في اليوم من الأنتاج العالمي من النفط.

ولهذا تجد و تحاول الدول المصدرة للنفط زيادة أنتاجها و أيجاد بقدر الأمكان طاقات فائضة أو اعادة فتح الحقول القديمة و التي لم تكن ذي جدوة وعائد اقتصادي مربح و لكن ومع زيادة كل برميل من النفط تحس وتضطرب الأسواق النفطية أكثر لأن مع كل زيادة برميل من النفط ستقل و تنقص الطاقة الأنتاجية الفائضة بنفس المقدار. وهذه هي "أم" والمشكلة الأساسية الحالية في أسواق النفط. بعكس ماكان يحدث في الماضي القريب حين كانت دول منظمة " أوبك" تحاول تحديد سقف و توزيع حصص الأنتاج حتي لا تحدث تخمة في الأسواق النفطية مما كانت ستؤدي الي ضعف اسعار النفط. ولهذا ستظل اسعار النفط قوية صلبة و جامدة في أطار ال40 دولار للبرميل الواحد.

و لاداعي حتي لمنظمة الدول المصدرة للنفط " أوبك" التحدث أو التصريح عن أطار تسعيري قديم جديد لأسعارالنفط " فالعرض و الطلب هما سيدا الموقف" و عليها ان " تستريح " لبعض الوقت وماعليها سوي محاولة زيادة استثمارتها النفطية والأستفادة القصوي من ايرادتها النفطية المتضاعفة.

[email protected]