أسامة العيسة من القدس: للمرة الثانية في اقل من عام، تعلن سلطة الآثار الإسرائيلية عن عثورها على محجر جديد، تقول إنه تم استخراج حجارته لبناء الهيكل الثاني المفترض، في القدس. واعلن اثاريو سلطة الآثار الإسرائيلية تشابها بين نوع الحجارة التي استخرجت من هذا المحجر، وتلك المبني منها الحائط الغربي للحرم القدسي الشريف، الذي يطلق عليه الإسرائيليون اسم (حائط المبكى)، بينما يسميه المسلمون حائط البراق. ويكتسب هذا الحائط أهمية بالنسبة لليهود، باعتباره كما يعتقدون الحائط الوحيد الباقي من الهيكل الثاني الذي بناه هيرودس لليهود، رغم أن هذا الحائط يحوي حجارة تعود إلى عصور مختلفة من بينها العصر الأموي.

وتجري سلطات إسرائيل حفريات غير شرعية، باعتبارها سلطة محتلة، بجوار حائط البراق، استتبعت غضبا عربيا وإسلاميا قبل اكثر من عام، وتجهز ألان لإقامة جسر مؤدي إلى باب المغاربة بجوار الحائط، وهو أحد أبواب الحرم القدسي الشريف.

ووفقا لسلطة الآثار الإسرائيلية، فانه تم الكشف عن المحجر الجديد، على بعد 2 كلم من بلدة القدس القديمة، خلال حفرية إنقاذ أثرية روتينية نفذتها السلطة، تمهيدا لاعطاء ترخيص للبناء لاحد السكان.

ووجد اثاريو السلطة، بان الحجارة المستخرجة من المحجر مطابقة للحجارة الهيرودية (نسبه إلى هيرودس) في حائط البراق. وقال الدكتور جيرالد فنكيلسزتيجن، مدير التنقيب في الموقع quot;الجزء الأكبر من الحجارة التي وجدت في المحجر، تماثل تلك الموجودة في حائط المبكى، لذا فإننا نفترض بان هذا المحجر هو واحد من المقالع التي استخرجت منها الحجارة لبناء الهيكلquot;. وعثر في المحجر المكتشف على حجارة أحجامها تصل إلى 0.69 x 0.94 x 1.65 مترا، متروكة في المكان، يبدو أنها كانت جاهزة للنقل، ولسبب ما بقيت في المحجر.

ويعتقد فنكيلسزتيجن، بانه تم هجر المحجر خلال عامي 66-70م، في فترة التمرد اليهودي على الرومان في القدس. وهذا المحجر الثاني الذي تعلن إسرائيل عن اكتشافه خلال اقل من عام وتربطه بالهيكل المفترض، ففي شهر أيلول (سبتمبر) 2007، أعلنت سلطة الآثار الإسرائيلية، وسط ضجة إعلامية كبيرة، عن كشفها لموقع المحجر الذي استخرجت منها حجارة الهيكل.

وخلال أعمال التنقيب في مدينة القدس وحولها، تم الكشف عن عدد كبير من المحاجر، اشهرها مغارة سليمان تحت سور القدس، والتي ربطت أيضا بمسالة الهيكل. وقال البروفيسور آموس كلونير، الرئيس الأسبق لمنطقة القدس في سلطة الآثار الإسرائيلية quot;تم العثور على بضع العشرات من الكسارات في منطقة القدس، التي من المحتمل أن تكون استخدمت لبناء الهيكلquot;، معتبرا أن العثور على المحجر الجديد، أمر غير مستغرب.

وتثير مثل هذه الاكتشافات، حفيظة الفلسطينيين، لربطها بموضوع الهيكل، الذي تقول المصادر اليهودية انه يقع في مكان الحرم القدسي الشريف، وخلال أربعين عاما من الاحتلال، نفذت اسرائيل حفريات أثرية ما زالت مستمرة حتى الان، وصلت تحت قبة الصخرة والمسجد الأقصى.

وفي دول العالم، يكون أي كشف اثري جديد مدعاة للحفاوة، إلا في فلسطين، حيث يثير ذلك مخاوف سياسية. وقال الدكتور إبراهيم الفني، وهو آثاري فلسطيني متابع لما يجري في القدس quot;من الصعب الثقة فيما يعلنه الإسرائيليون، فما يجري هو أولا حفريات غير قانونية ومخالفة للقوانين الدولية التي تحرم التنقيبات الأثرية في أراض محتلة، وثانيا لقد تعودنا على الأكاذيب الإسرائيليةquot;. واضاف في حديث لايلاف في منزله بمدينة رام الله quot;ننظر بشك كبير لكل ما يعلنه الاثاريون الإسرائيليون، لانهم يربطون ذلك بأحداث التوراة، لغايات سياسية، وليست علميةquot;.