من دبي: ترحيب واسع قوبل به قرار مؤسسة سلطان العويس الثقافية سحب جائزتها من الشاعر العراقي المتميز سعدي يوسف التي كان قد فاز بها عام 1990 واعتبارها كان لم تكن ردا على مقالته التي هاجم فيها فقيد الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان بعد أيام قليلة من وفاته ووصفه له بأنه الشيخ السخيف ضمن مقال له كان يهاجم فيه ـ كما اعتاد ـ على السياسيين العراقيين الحاليين. ورحب مسؤولو الصفحات الثقافية في الصحف والمجلات بالقرار الذي اعتبروه محاولة جادة لاعادة النظر في اهلية بعض هواة الهجوم العشوائي على الرموز العربية للحصول على جوائز وتعاطف لا يستحقه اغلبهم مشيرين الى استغرابهم مما كتبه يوسف الذي كان لم يكن يفوت عاما دون ان يحضر الى الامارات للاستزادة مما يمنحه له شيوخها على سبيل التعاطف معه نظرا لكونه يعيش لاجئا سياسيا منذ سنوات في لندن دون مصدر منتظم للدخل الا من مقالاته الحارة والهبات التي يتبرع بها له المحسنين من الشيوخ والامراء.
ولفت مصدر حكومي اماراتي الى ان قرار مؤسسة العويس الذي اتخذ بالتسيق مع جهات عليا في الدولة يعتبر ضوءا احمر لكل من تسول له نفسه نهش سيرة زعيم الدولة الراحل او سياساته التي يعتز بها الجميع هنا. ورحب ابن الديرة في عموده اليومي بجريدة الخليج بالقرار معتبرا انه رد بسيط على "خسة الشاعر ووضاعة اصله" اللتان اعلنهما على الملأ.
وكانت مؤسسة العويس التي تمنح جائزة سنوية باسم مؤسسها سلطان بن علي العويس قد اصدرت امس بيانا حاد اللهجة نشرته الصحف الاماراتية المحلية الثلاثة على صدر صفحاتها الاولى. ومما جاء في البيان "ان مؤسسة العويس الثقافية تأسف أشد الأسف لما بدر من الشاعر مؤخرا من اساءة بليغة ومنحطة لرمز من رموزنا الوطنية والقومية ولشخصية اجمعت عليها الأمم والشعوب بوصفها من رواد الوحدة العربية ومن دعاة التضامن العربي والعاملين من اجله بلا كلل ومن الذين عملوا من اجل السلام العالمي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”.
واعتبر البيان ان المقال الذي كتبه يوسف لا يدخل ضمن الرأي الذي يمكن الاتفاق عليه كمقال نقدي قابل للحوار والاختلاف ولا في اطار التعبير الحر عن رأي الكاتب النزيه بل في إطار الإسفاف والانحطاط الذي نأسف له والذي هبط اليه الشاعر فأثار غضب وحفيظة ومشاعر كل من اطلع عليه كما أثار غضبنا وجرح مشاعرنا لتعرضه لمؤسس دولتنا وباني نهضتها وازدهارها بما لا يليق وهو الرائد المؤسس الذي نعتز بدوره. وقد سعت المؤسسة جاهدة للاتصال بالشاعر سعدي يوسف عبر الأصدقاء ومباشرة للتأكد من صحة نسب المقال المنسوب إليه وقطعا للشكوك لكي ينفي ما ورد عن لسانه في هذا المقال او ينكر علاقته به وحتى لا نبني موقفا على ظنون إلا ان الشاعر تمنع للأسف عن النفي الصريح والنكران الواضح للمقال واكتفى بمبادرات مبهمة تؤكد نسبة المقال اليه أكثر مما تنفيه. وازاء هذا الموقف الذي ندينه ونأسف له والذي وضع الشاعر سعدي يوسف نفسه فيه وارتضاه لنفسه فإن المؤسسة قررت سحب جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية من الشاعر سعدي يوسف واعتبار فوزه بالجائزة كأن لم يكن وشطبه من سجل الفائزين بها.
ووفي ختام البيان اكدت المؤسسة على انها إذ تأسف لاتخاذ مثل هذا القرار المؤلم لنا إلا ان الشاعر لم يترك فرصة أخرى لغير مثل هذا القرار الذي نعتبره حقا طبيعيا لمؤسستنا ازاء تجاوز الشاعر لمفاهيم حرية التعبير وحق الاختلاف ولكل المفاهيم الأخلاقية في الحوار. وكان سعدي يوسف الذي يعيش منذ عام 1999 في العاصمة البريطانية كلاجئ سياسي قد اشار في المقال الازمة الى انه "بعد رحيل هذا الشيخ السخيف سوف نجد ايتاما (يقصد مسؤولوا العراق وسياسيه من امثال عدنان الباجة جي وغيره) لا يعرفون ممن سيقبضون" واضاف في موضع اخر من مقاله "الحق ان هذا الشيخ السخيف (تغمده صيب من الصلوات) اغدق على من يسوون ومن لا يسوون اموالا كان الشعب الاماراتي احق بها من المحتالين العراقيين.
ولم يكتف يوسف بما قاله عن زايد دون سند او مبرر بعد رحيله وهو وقت لا يجب فيه على الرجل الحر ان يهاجم فيه خصمه لو افترضنا ان بينهما خصومة ما بينما كان يمكنه ان يفعل ذلك خلال سنوات طويلة كان الرجل فيها موجودا يستطيع الرد على ما زعمه يوسف .. لكن الشاعر العراقي زاد في وقاحته بالقول في موقع اخر.." الشيخ السخيف كان يأتمر بما يؤمره به اسياده الذين نصبوه حارسا على ابار النفط" والغريب ان يوسف اختار ان يهاجم رجل عرف عنه بره بشعبه وحرصه على توفير الرفاهية لهم بينما سكت عن زعماء عرب كثر اخرين اهدروا بالفعل ثروات بلادهم على مغامراتهم وطموحاتهم الحمقاء تراكين ابناء شعوبهم فقراء يتسولون الستر بالعمل ادراء في دول اخرى.

وفيما يلي نص البيان الذي وزعته مؤسسة العويس الثقافية أمس:
منذ انطلاقتها في العام 1987، اكدت جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية على حزمة من المبادئ الخاصة بعملها وبأهدافها وبجائزتها وكرست هذه المبادئ عبر السنوات الماضية بإرساء العمل المؤسسي وبآليات منح الجائزة، وتأتي على رأس هذه الحزمة استقلالية الجائزة ونزاهة منحها وحياديتها التامة.
وذلك تحقيقاً للهدف الاساسي من انشائها وهو تكريم المبدعين العرب في كافة حقول المعرفة والثقافة بعيداً عن مواقفهم السياسية وانتماءاتهم الدينية والقطرية، آخذة في الاعتبار قوة الابداع واهميته واضافته الحقيقية في مجرى الثقافة العربية.
وعلى هذا النسق منحت الجائزة لجان التحكيم مطلق الحرية في اختيار الفائزين من دون ادنى تدخل في عملهم واختياراتهم النهائية، وارست لذلك نظاماً داخلياً محكماً ومستقلاً للتحكيم تمنح الحكم حرية الاختيار وتعينه على قراره الذي لم يحكمه سوى ابداع المبدع وأهمية هذا الابداع وجدارة استحقاقه للفوز في كل دورة من دوراتها.
وعلى هدى هذه السياسة وهذه المبادئ فاز بالجائزة من الادباء والمفكرين العرب ممن استحقها من كافة الاطياف السياسية والفكرية.. ذلك لأن الفائزين انما اختيروا لابداعهم وليس لما يؤمنون به من معتقدات او لما يتخذونه من مواقف سياسية.
وكان لسياسة التسامح وإعلان شأن الحرية وللدور المتوازن في العلاقات العربية والدولية التي ارسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ طيب الله ثراه ـ باني وحدتنا ومؤسس دولتنا الحديثة، الاثر العميق الذي مكن جائزتنا الوليدة ومؤسساتنا الثقافية «مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية» من ان تلعب دورها الثقافي المرجو بكل حيادية ونزاهة ومنحها المناخ الملائم ولغيرها من المؤسسات الثقافية الاهلية لكي تنمو وتتطور بعيداً عن التدخل الحكومي والاشراف الرسمي.
وتأكيداً لكل ما سبق فإن جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية، التي منحت في العام 1990 للشاعر العراقي «سعدي يوسف» تكريماً وتقديراً لريادته الشعرية ولدوره الابداعي المتميز في النهوض بمستوى القصيدة العربية المعاصرة بعيداً عن افكاره السياسية ومواقفه الفكرية، نأسف اشد الاسف لما بدر من الشاعر مؤخراً من اساءة بليغة وبلغة منحطة لرمز من رموزنا الوطنية والقومية ولشخصية أجمعت عليها الامم والشعوب بوصفها من رواد الوحدة العربية.
ومن دعاة التضامن العربي والعاملين من اجله بلا كلل ومن الذين عملوا من اجل السلام العالمي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ طيب الله ثراه ـ وذلك عبر مقال منشور في احد مواقع شبكة الانترنت. ولإيضاح الحقيقة فإن المقال المذكور لا يدخل ضمن الرأي الذي يمكن الاتفاق عليه كمقال نقدي قابل للحوار والاختلاف.
ولا في إطار التعبير الحر عن رأي الكاتب النزيه بل في إطار الاسفاف والانحطاط الذي نأسف له والذي هبط إليه الشاعر فأثار غضب وحفيظة ومشاعر كل من اطلع عليه، كما اثار غضبنا وجرح مشاعرنا لتعرضه لمؤسس دولتنا وباني نهضتها وازدهارها بما لا يليق، وهو الرائد المؤسس الذي نعتز بدوره وبقيادته وبذكراه العطرة بيننا.
وقد سعت المؤسسة جاهزة للاتصال بالشاعر سعدي يوسف عبر الاصدقاء ومباشرة للتأكد من صحة نسب المقال المنسوب اليه، وقطعاً للشكوك، لكي ينفي ما ورد عن لسانه في هذا المقال.. او ينكر علاقته به، وحتى لا نبني موقفاً على ظنون، الا ان الشاعر تمنع للاسف عن النفي الصريح والنكران الواضح للمقال واكتفى بعبارات مبهمة تؤكد نسبة المقال إليه اكثر مما تنفيه، وازاء هذا الموقف الذي ندينه ونأسف له والذي وضع الشاعر «سعدي يوسف» نفسه فيه وارتضاه لنفسه.
فإن المؤسسة قررت سحب جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية من الشاعر «سعدي يوسف» واعتبار فوزه بالجائزة عام 1990 كأن لم يكن، وشطبه من سجل الفائزين بها.
وإذ تأسف مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية لاتخاذ مثل هذا القرار المؤلم لنا، الا ان الشاعر لم يترك فرصة اخرى لغير مثل هذا القرار الذي نعتبره حقاً طبيعياً لمؤسستنا، ازاء تجاوز الشاعر لمفاهيم حرية التعبير وحق الاختلاف ولكل المفاهيم الاخلاقية في الحوار.. كما اننا ونحن نعلن هذا القرار للساحة الثقافية العربية، لنؤكد لها استمرار العمل بالمفاهيم والاسس والمبادئ التي قامت عليها الجائزة.
مبادئ النزاهة في المنح والحيادية في العطاء، واعلاء شأن الابداع وحده واننا على ثقة تامة بأن الساحة الثقافية العربية بكل مفكريها ومثقفيها ومبدعيها، والتي خبرتها الاحداث بما تملكه من وعي ورشد ونضج تتفهم الاجراء في اطاره الصحيح، حفاظاً على صورة الثقافة العربية في نقائها وايجابياتها ودورها التنموي في بناء شخصية الانسان العربي