قيس قاسم من ستوكهولم: أثارت لوحة "مسرح الحب" للفنانة التشكيلية الجزائرية الأصل والمقيمة في باريس لوزلا درابي، والتي تجسد حالة أتصال جنسي بين رجل وامرأة و مرسوم في حافتها العلوية مقاطع من سور قرآنية باللغة العربية، أثارت أحتجاجات وغضب المسلمين من زوار متحف الثقافات العالمية في غوتنبورغ، مما دفع أدارته الى أنزالها من مكانها، خشية من تطورات خطيرة، سيما وأن تهديدات وصلت الى العاملين في المتحف عبر شبكة الأنترنيت، حسب صحيفة GT السويدية، التي ذكرت ان أكثر من 700 رسالة الكترونية وصلت الى المتحف عبر بعض مرسليها عن غضبهم من عمل أعتبروه يسيء الى دينهم الأسلامي ومعتقداتهم.

مديرة المتحف، الذي لم يمض على أفتتاحه سوى أسابيع قليلة، نفت أن يكون الخوف من التهديدات هو الدافع وراء قرارها برفع اللوحة وقالت.. ان السبب الذي دفعني لرفع اللوحة هو الخشية من أن يبعد النقاش الدائر حولها، الأهتمام بالموضوع الذي وجدت لخدمته في الأساس، أي موضوع مرض الأيدز وعالمية مكافحته، فاللوحة تعرض ضمن هذة الموضوعة وليس لذاتها الفنية، ولو كانت الأحتجاجات منصبة على هذا الجزء لكان رد فعلنا مختلف تماما، لأن الأمر عندها سيتعلق بحرية التعبير! وأضافت يته ساندال في حوارها الخاص لوكالة الأنباء السويدية.. لست مهتمة بالحديث عن هذا الموضوع، المهم هو أستبدال هذة اللوحة بواحدة أخرى تعيد النقاش حول مرض الايدز، لأن هذا الحوار والنقاش مهم جدا للمعرض. وعن التهديدات المباشرة أكدت ساندال ان أشخاصا من ذوي العقل السديد تحدثوا معها حول اللوحة وما إذا كان من المناسب أبقائها في مكانها، في الوقت الذي تثير شعورا بالإساءة عند المسلمين، وأضافت.. كان هذا النقاش قبل وصول أي تهديد الينا، ونفت ان يكون في نية المتحف رفع شكوى ضد هذة التهديدات الى الشرطة.
الفنانة لوزلا درابي قالت لصحيفة GT انها تعرضت لمثل هذا الموقف سابقا ولم يأت الأعتراض وقتها من المسلمين بل من المسيحيين، عندما أحتج عدد من المتقاعدين الفرنسيين على أعمالي وأعتبروها لاأخلاقية. وأضافت.. أنا أفهم مصدر الأعتراض على لوحتي في معرض الثقافات العالمية في مدينة غوتنبورغ فأعمالي تتضمن نقدا ورسالة ضد الاصولية، وهذا ما يثير ردود فعل حادة عند بعضهم. مسؤل المعلومات والنشر في المتحف يوناس دال علق على قرار منع عرض اللوحة بالقول.. نريد أن نعبر عن حزننا لأن تهديدات وجهت مباشرة لعمل فني وللمتحف وموظفيه.