في ايام المهرجان الخامس للفلم السينمائي في مدينة يونشوبنك االسويدية

كل عام يتكرر في الفترة مابين 25 الى 29 آب هذا التقليد الثقافي البديع في احدى اجمل مدن السويد"يونشوبنك" وكنت قد كتبت وعلى صفحات ايلاف عن ايام هذا المهرجانات في دوراتها في الاعوام السابقة. واليوم وفي دورتها الخامسة تقدم الهيئة المنظمة للمهرجان كل جديد في عالم الفن السابع وهناك بالطبع مهرجانات اخرى للسينما كمهرجان السينما في استوكهولم ويتابورك وترولهيتان ومهرجانات اخرى ولكن جهود مجلس المدينة في انشاء استوديو للسينما ومركزاعلامي يعطي ابعادا جديدة لمهرجان هذا العام.
سيعرض ثلاثون فلما سينمائيا خلال ايام المهرجان ومن جميع انحاء العالم وسيتم العرض في العديد من صالات السينما في المدينة وهناك عدد من الافلام يتم عرضه لاول مرة. والجدير بالذكر ان احدى تلك العروض سيتم في الهواء الطلق في الميدان المركزي للمدينة" ميدان المحاكم" والدعوة عامة للجميع كالعادة وفلم هذه الدورة للمخرج الامريكي "مارتين سكورسي" الشهير "سائق التاكسي" من تمثيل الممثل المعروف " روبرت دي نيرو".

السينما بصورة عامة في حياة الانسان الاوربي انتفل من تلك الصالات الفخمة والتقاليد العريقة في قضاء الامسيات في دور السينماحيث كان الناس يلبسون الملابس الانيقة وكان هذا اللقاء جزء مهما من الحياة الاجتماعية للناس. اليوم و حيث دخل السينما الى بيوت الناس عن طريق التلفزيون وبمساعدة الاقمار الصناعية الفظائية المنتشرة في الغلاف الجوي. تتبارى تلك المحطات لشد انتباه اكبر عدد من المشاهدين الى شاشة التلفزيون في حين ان هناك مئات اخرى من القنوات التي تخصصت في عرض الافلالم السينمائية الحديثة منها والقديمه في صراع بين الانتاج الوطني للافلام وما تنتجه صناعة السينما الامريكية التي طغت انتاجها على الاسواق في معظم انحاء المعمورة في عصر العولمة والقرية الكونية.
اما السينما الاوربية فلا تزال تتصارع من اجل ذلك المشاهد الذي حار بين "حانه ومانه " وكيف سيختار قضاء امسيته. ولا ريب ان السينما الفرنسية بصورة خاصة تتميزة بين سينما اوربا و قد تحملت العبء الاكبر في هذا الصراع حيث نرى اليوم انتصاراتها المتلاحقة في بناء سينما تضاهي انتاجها نوعية انتاج السينما الهوليودية . فبات الاثارة والمغامرة تحل محل ذلك النمط البطئ في الحركة التي تخصص بها السينما الفرنسية ابان الستينيات.
يبقى العالم الثالث ذو السكان الملياردي الاكثر انتاجا للافلام السينمائية رغم ان نوعيات اشرطتها قد لا تضاهي المعروض من الانتاج السينمائي العالمي. الجدير بالذكر بالنسبة لمهرجان السينما في هذه المدينة الاسكندنافية هو تلك التشكيلة الرائعة من الافلام الغير تجارية والبعيدة عن سينما الاثارة ومشيا على هذا التقليد نلتقي ولاول مرة مع المخرج الكوردي " جانو روزبياني" ورائعته زيان وكان الفلم احد الاشرطة السينمائية التي تقدمت بترشيحها للمهرجان وتدور حوادث الفلم في كردستان العراق حيث يعود اليها " دياري " من منفاه في الولايات المتحدة بعد اربع سنين على ماساة حلبجة وسقوط الاف الضحايا في القصف الكيمياوي للمدينة ليقرر هناك بناء دارا ياوي الايتام.
كما سيعرض في المهرجان افلام من افغانستان ,الصين الولايات المتحدة, كوريا الجنوبية , فرنسا التي تتصدر في عدد الافلام المشاركة والبعض منها انتاج مشترك , بريطانيا" , هونك كونك , النروج , الهند , اليابان , , ايران حيث تشترك بفلمين واحد تلك الافلام للمخرجة سميرة مخملباف " الخامسة بعد الظهر" , وطبعا مجموعة من الافلام السويدية. سيفتتح مهرجان هذا العام بالفلم الالماني " في متاهة افريقيا" للمخرجة "كاولين لينك" الذي لا يزال يعرض ومنذ عام في صالات السينما في المانيا.

السينما العربية لم يكن له حضور فاعل في مهرجانات السينما الاسكندنافية و على الاقل في السويد رغم ان العديد من ابناء المهاجرين ذو الاصول العربية يشاركون في العملية الابداعية والحياة الثقافية من مخرجين وفنانين. مهرجان هذا العالم يحمل ميزة جديدة في استحداث مجال جديد للسينما المحلية وقد تم اختيار وقبول ستة افلام من مجموع 130 انتاج قدم الى اللجنة المنظمة للمهرجان وكان فلم "الامنية" للمخرج الشاب "ئازا آلتونجي"(17 سنة) على راس القائمة وسوف يعرض يوم 27 اب على شاشة السينما الرئيسية "فوكوس" في قلب المدينة. الفلم يعالج خلال ثمانية دقائق احلام المهاجر من نجاحات واخفاقات في محاكات مع البيئة الرائعة للمدينة. ويتحظر الفنان الذي يعتبر من الجيل الثاني من المهاجرين لتصوير فلم جديد بالكوردية عن حياة احدى العوائل المهاجرة وصراعهم مع طفلتهم المريضة المقعدة . حيث بدا الاستعدادات الاولية للتصوير . الموسيقى التصويرية ومن الحان الفنان "دلير نامو" . وقد اغدقت الصحافة المحلية على الفنان بالمديح والمقابلات ويعتبر اليوم الاكثر حظوة بين المشاركين للحصول على جائزة المهرجان هذا العام.


التقيت بالفنان " يوهان فينكال" المسؤول عن تنظيم المهرجان والمستشار الثقافي في المدينة وسالته عن مغزى غياب السينما العربية ولسنوات متتالية فاجاب قائلا: ان المطروح من الافلام الغير اوربية محدود ومهرجان السسينما في يونشوبنك محدود ويعتمد بالاساس على ما يقوم باستيراده موسسة السينما من افلام والمؤسسة تنطلق من منطلقات تجارية ولذا لا يتم اختيار افلام من المنطقة العربية بالدرجة الاولى ومع الاسف الشديد. رغم كل ذلك فانا اعتقد باننا نعرض افلام من الشرق كقلم المخرج الكوردي جانو والمخرجه الايرانية سميرة وفلم المخرج صديق بارماكس " اسامة" كما اننا نعرض فلم المخرج الهندي مانيش جاس "بلاد بلا نساء" والايراني جعفر بناهيس " الذهب الاحمر". اني ارى نورا في الافق وان عالمية المهرجان في توسع وهذا اعتقد بان جليا فيما يعرض في المهرجان هذا العام من افلام. عن الدافع وراء استحداث مجال جديد في سينما الشباب وللقلم المحلي قال المستشار الفتي: ان توفر والاسعار الزهيدة لمعدات التصوير الرقمي"ديجيتال" ادى الى اقتنائها بسهولة كالكاميرات واجهزة المونتاخ ,. لذا نرى العديد من الشباب ممن تخصصوا بسهولة وبسرعة تقنيا ولديهم انتاج فني غزير حتى في مدينة يونشوبنك. كما ان الحكومة المحلية قدمت تسهيلات كثيرة للشباب واقصد طبعا مركز تزويدهم بالمعدات للافلام السينمائية. كما تحدث عن استراتيجية المنظمين والقائمين على ادارة ا لمهرجان حول اختيار الاعمال الفنية قال وعن سؤالنا حول موقع المهرجات على الخارطة الثقافية السويدية رد قائلا : رغم محلية المهرجات ولكننا نتوسع باظطراد سنة بعد اخرى حيث بدا المهرجان يعرف اكثر واكثر. ونحن بدورنا نتمنى للقائمين على اعداد وتهيئة هذا المهرجان الفني الموفقية وعسى ولعل نرى قي السنوات القادمة حضورا للفلم العربي

.
اشارات:
الصفحة الرئيسية للمهرجان على صفحات الانترنت
http://www.filmfestival.nu/index.shtml
عنوان الصفحة الانترنيتية للمخرج ئازا آلتونجي
http://goldschmied.blogspot.com/