الكويت استعادت حيويتها ... والصحف تتوزع المواقف
اجتماع آل الصباح اليوم لحسم القضايا العالقة

في إيلاف ايضا

تواصل التعازي في وفاة أمير الكويت الشيخ جابر

فاخر السلطان من الكويت : استعادت الكويت اليوم حيويتها بعد ثلاثة ايام من الحداد الرسمي والشعبي الكامل على امير الكويت الراحل الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح ، ففتحت المدارس والبنوك والشركات والمؤسسات ابوابها، وبدأ الوسط التجاري بالتقاط انفاسه، في وقت لا يزال فيه الجدل السياسي مستمرا بشأن أداء أمير الكويت الجديد الشيخ سعد العبدالله الصباح القسم الدستوري كأمير للبلاد نظرا لحالته الصحية غير المستقرة، وهو ما يعكس الانقسام في الشارع السياسي الكويتي.

ويعتقد مراقبون في الكويت أن الأكثرية النيابية باتت تميل نحو تسهيل أداء الشيخ سعد العبدالله لليمين أمام أعضاء مجلس الأمة وفق المادة 60 من الدستور، مستندين بذلك إلى رأي خبراء دستوريين. ويبدو لافتا الدور الذي يلعبه رئيس مجلس الأمة السابق أحمد السعدون في هذا السياق، رغم انه كان قد غاب عن الاجتماع الاستثنائي الذي عقده النواب في مكتب رئيس المجلس جاسم الخرافي بعد يوم من وفاة الأمير الراحل. وقد شنت صحيفة quot;الرأي العامquot; اليوم هجوما عنيفا على السعدون واتهمته بتغيير مواقفه، وقالت ان السعدون حينما كان رئيسا للمجلس أصر على أن يلقي الشيخ سعد العبدالله (ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء آنذاك) كلمة له في نهاية دور انعقاد وهو واقف بالرغم من بداية ظهور أعراض المرض عليه الأمر الذي جعل الشيخ سعد ينسحب من الجلسة، وكيف أن هذا الموقف تغير في الوقت الراهن وبات السعدون يطالب بالتساهل في مسألة قسم الشيخ الأمير الجديد. وهو ما يفسر رأي الصحيفة من أن السعدون بات يتلوّن في مواقفه وفق الظروف السياسية لا وفق المبادئ الدستورية.

وبات واضحا من جانب آخر أن رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي أصبح يميل إلى التمسك بالرأي المتمسك بتطبيق المادة 60 من الدستور وفق رؤية غير متوافقة مع التسهيل، رغم أن مراقبين يعتقدون بأنه سوف يميل في نهاية الأمر لرأي أكثرية النواب. وإذا ما كان هناك تحليل لأزمة قسم أمير الكويت الجديد، فإن المراقبين باتوا على قناعة بوجود تكتلين واضحين إزاءها، الأول يدعو للتساهل ويقوده أحمد السعدون وبات يلمح إلى تأييد الموقف السياسي لكبير السن في أسرة آل الصباح ورئيس الحرس الوطني الشيخ سالم العلي، وأصبحت الصحف المعبرة عن وجهة نظره مفروزة ومعروفة ويأتي على رأسها صحيفة quot;السياسةquot;، فيما يقود التكتل الثاني رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي وتعبر عن وجهة نظره صحف عديدة لكن الأبرز فيها هي صحيفة quot;الرأي العامquot;.
وعقد امس اجتماع لعدد من أبناء الأسرة، واجتماع اخر بين رئيس الحرس الوطني الشيخ سالم العلي ورئيس الوزراء الشيخ صباح الأحمد لم يدم طويلا، وسيعقد اليوم اجتماع آخر موسع للأسرة للتباحث في قضايا ترتيب بيت الحكم. كما كان قد عقد امس على هامش العزاء بالأمير الراحل لقاء بين رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي والشيخ سالم العلي.

ووفق تقارير إخبارية فإن اجتماع الأسرة اليوم سيحضره جميع رموز آل الصباح, ووصف بأنه سيكون اجتماعا مهما جدا وسيحسم القضايا العالقة داخل الأسرة. وكان السعدون أعرب أمس عن تأييده للرأي القائل بالتساهل في مراسم اداء الشيخ سعد العبدالله اليمين الدستورية، نافيا وجود ازمة في هذا الصدد. وقال السعدون لراديو لندن: quot;اعتقد ان الازمة لاتوجد الا في اذهان من حاول ان يفتعلها، لاننا بلد دستوري ونعتقد ان مجلس الوزراء اتخذ خطوة صحيحة باعلانه وفقا للدستور ووفقا لقانون توارث الامارة الشيخ سعد اميرا للبلادquot;. وقال ان quot;النصوص واضحة وصريحة وعندنا ايضا سوابق. الشيخ سعد هو الآن امير الكويت ولا يمكن لأي احد ان يقول غير ذلكquot;. وبالنسبة الى القسم الدستوري، قال السعدون انه quot;منصوص عليه في الدستور ولا خلاف على ذلك، لكن ايضا علينا ان نعود بالسوابق وكيفية اداء القسم وليس مثل ما يقول بعض الخبراء الدستوريين الذين يحاولون ان يفصلّوها بالشكل الذي يريده بعض الاطراف، وانه يجب ان يقسم كذا، ويجب ان تكون سرية.. هذا الكلام ليس صحيحا، فالقسم ليس له طريقة معينة او اسلوب محدد، ويمكن ان يكون في جلسة علنية او سرية وهو امر يقرره المجلسquot;.

وكانت صحيفة quot;الرأي العامquot; عنونت على صدر صفحتها الأولى اليوم quot;السعدون يفتي بالتساهل في أداء القسم ردا على تمسك الخرافي بالدستور ونصوصهquot;. وقالت انه quot;مع انتهاء التعازي الرسمية بوفاة سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، تعود اليوم الحياة الطبيعية الى البلاد، اذ تفتح الدوائر الرسمية والمؤسسات الخاصة والمدارس أبوابها، وتجرى الامتحانات التي أدت أيام الاقفال الثلاثة الى ارجائها، فيما تستكمل مؤسسة الحكم في البلاد laquo;امتحانraquo; انتقال السلطة الذي نجحت في المرحلة الأولى منه، فيما تحولت المرحلة الثانية، المتمثلة في اداء سمو الأمير الشيخ سعد العبدالله اليمين الدستورية، محوراً لجدل دستوري ـ سياسي ينتظر أن تحسمه التطورات والتحركات المرتقبة في الساعات المقبلة على أكثر من مستوى، ويعتقد أن حسمه سيكون مرتبطاً، الى حد كبير، بالاطار الذي سترسمه هذه التحركات لمستقبل مؤسسة الحكمquot;.

وأشارت الصحيفة إلى حديث السعدون لردايو لندن قائلة quot;في هذا السياق برز أمس موقف لافت للنائب أحمد السعدون الذي لم يشارك أول من أمس في الاجتماع التشاوري النيابي الذي عقد في مجلس الأمة ، laquo;أفتىraquo; فيه بأن laquo;ليس للقسم (الأميري) اسلوب معين وطريقة معينةraquo;، مخالفاً بذلك رأي رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي الذي أصر على التمسك بضرورة اداء القسم بنصه الدستوري الكاملquot;. ونقلت الصحيفة عن مصادر قانونية استغرابها كلام السعدون عن جواز التساهل في أداء القسم، وقالت quot;رغم النصوص الدستورية الواضحة فان السعدون الذي طالما تغنى بالتمسك بالدستور وعدم جواز المرونة في تطبيق احكامه، نسي أن الدستور له قدسية أكبر بكثير من اللائحة الداخلية للمجلس، مذكرة بإصراره laquo;الفجraquo; يوم كان رئيسا للمجلس على سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء آنذاك الشيخ سعد العبدالله بأن يقف خلال القائه كلمته في جلسة ختامية لدور الانعقاد، وقد كان سموه في بداية مرضه، الأمر الذي دفعه الى القول: laquo;آسف، آسف، آسفraquo; وترك الجلسة وسط استغراب النواب وعموم الكويتيين لتصرف السعدون, وألقى النائب الاول لرئيس الوزراء آنذك الشيخ صباح الاحمد الكلمة نيابة عن الشيخ سعدquot;.