سلطان القحطاني من الرياض: بعد أربعٍ وعشرين ساعة من إعلان الموقف السعودي إزاء تقاعس الحكومة الدانمركية عن محاولة الحصول على إعتذار من قبل إحدى صحفها التي أساءت للمسلمين ونبيهم، والمتمثل في استدعاء السفير السعودي لدى كوبنهاجن quot;للتشاورquot;، فقد جرت قبيل ساعات قلائل غزوة إلكترونية لموقع صحيفة quot;جيلاندز بوستنquot;،التي سبق وأن نشرت رسوم ساخرة من النبي محمد، عبر هاكرز سعوديين، وتم تغيير محتواه بالكامل ليظهر علم المملكة العربية السعودية وعبارة تحذيرية عن عدم معاودة الإساءة إلى النبي محمد.

وليست هذه الغزوة سوى انعكاس للمزاج الشعبي السعودي الذي يشهد منذ أيام عدة محاولات تجييش منقطعة النظير لاتخاذ موقفا صارما حيال الصحيفة الدانمركية، وحكومة بلادها بطبيعة الحال، إذ يجهد السعوديون منذ أربعة أيام في الحصول على دعم مالي للقيام بغزوة quot;حميدةquot; أخرى للدانمرك، تتمثل في طباعة عدد من كتب العالم الإسلامي الشهير أحمد ديدات باللغة الدانمركية وتوزيعها بالمجان هناك، وهو دعم سيحصلون عليه بشكل كبير خلال الأيام المقبلة.

وخيّم الغضب الكبير على جميع خُطب صلاة الجمعة في العاصمة الرياض بسبب ذلك quot;التهكم الصحافي الذي نال من شخصية النبي محمدquot; كما قال أحد رجال الدين السعوديين وهو يعتلي منبر أحد المساجد شمال العاصمة الرياض، مشيرا في ذات الوقت إلى تلك الوقفة السعودية quot;الصادقةquot; في وجه المحاولة quot;الشنعاءquot; التي قامت بها الصحيفة الدانمركية،في ظل سمع ومرأى حكومة بلادها.

وكذلك ندد علماء دين سعوديون وعرب بالتقاعس الحكومي الدانمركي، مطالبين بوقفة إسلامية أكثر صلابة على المسرح الدولي.

وبتلك الخطوة الإلكترونية يكون السعوديون قد أذاقوا الدانمرك وبالهم التكنولوجي بعد أن أذاقوها يوم أمس وبالاً سياسياً،ووبالاً اقتصاديا بفعل المقاطعة الشعبية للمنتجات الدانمركية،والتي يتوقع أن تسبب خسائر للشركات الدانمركية تقارب نحو 300 مليون دولار على أقل تقدير،وهو رقم يبعث القلق في نفوس التجار الدانمركيين الذين هم في تمام التأكد من أن الرقم سيرتفع خلال الأيام المقبلة.

وتعود مفردة quot;المقاطعةquot; إلى الساحة السعودية بعد غياب قارب الأعوام الأربعة،حينما بدأت ملامح المفردة في التشكل خلال الدعوات التي كانت وقت ذاك لمحاولة مقاطعة المنتجات الأميركية،وهي مقاطعة انتشرت كالنار في الهشيم لتجوب أرجاء العالم الإسلامي برمته. وحتى وإن كانت لم تصمد طويلاً في وجه محاولات quot;تمييعهاquot; كما يقول مراقبون آن ذاك،فإنها خلال تلك الأشهر التي استمرت فيها أوقعت خسائر جمة في صفوف المنتجات الأميركية.

وقال مفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ: quot;إنها (الحكومة الدانمركية) يجب أن تفرض عقوبة رادعة على الذين شاركوا في إثارة هذا الموضوعquot;، مضيفا quot;أن هذا أقل شيء يطالب به المسلمونquot;.وتتزامن دعوة مفتي السعودية مع انتقادات من جانب جمعية quot;العلماء المسلمين الجزائريينquot; لصمت السلطات في كل من الدانمرك والنرويج عن تلك الحملة ضد الرسول بدعوى حماية حرية التعبير.

وكانت صحيفة quot;جيلاندز بوستنquot; ،وهي أكبر صحيفة بالدانمرك، قد نشرت في سبتمبر الماضي 12 رسما كاريكاتيريا مسيئا للنبي محمد.