quot;توازن الرعبquot; يفتح الأبواب على العنف والسلام معاً
جاء العيد ... هل انتهت الهدنة اللبنانية؟

الجيش الاسرائيلي يعترف باستخدام قنابل فوسفورية في لبنان

إسرائيل كانت ستقصف مقر إقامة عون

هدنة رمضان تتمدد إلى آخر السنة

طلاب لبنانيون يعودون الى الجامعة بعد صيف دموي

تهدئة في لبنان على جميع المحاور بلا حل نهائي

14آذار على محك المصالح الإقليمية؟

إيلي الحاج من بيروت: مع حلول العيد يسود الرأي العام اللبناني انطباع أنquot;هدوء ما قبل العاصفة يشارف الإنتهاءquot;، وان البلاد أمام نهاية الهدنة السياسية وبداية أوضاع متفجرة مفتوحة على كل الاحتمالات فيما الآفاق السياسية مسدودة في المدى المنظور، وان الغيوم quot;تتلبدquot; وعناصر المواجهة تتجمع بعدما استكملت او تكاد عملية التمترس السياسي عبر أشكال ومظاهر عدة، لعل أبرزها الكلمات والمواقف المتشددة التي ألقيت خلال حفلات إفطار أقامها فريقا 14 آذار(مارس) المناهض لمحور سورية وإيران وفريق 8 آذار(مارس) المؤيد لهذا المحور، وكذلك المهرجانات الشعبية التي تنقلت بين منطقة وأخرى وتحوّلت وسيلة من وسائل عرض القوة في مرحلة اعادة تحديد الأحجام والأوزان السياسية.

وفي هذا الانطباع أيضا، ان الحرب الاسرائيلية الأخيرة وما كان لها من تداعيات ونتائج وما أدت اليه من تدخل دولي على أساس القرار ١٧٠١ أوجدت واقعا جديدا مستقرا في جنوب لبنان وعلى جبهة الحدود مع اسرائيل، وهذا تطور مهم جدا يحصل للمرة الأولى ومن شأنه ان يحيّد لبنان عسكريا ويقيم فك ارتباط جزئي بين الوضعين اللبناني والاقليمي.

لكن التطور الايجابي في الجنوب يقابله تطور سلبي في الداخل يتمثل في الصراع السياسي المحتدم والذي يسلك منحى تصاعديا كلما اقترب موعد الاستحقاق الرئاسي. وهذا الصراع الذي يمكن ان يخرج عن الضوابط المرسومة له وعن السيطرة في حال خرج الى الشارع يهدد الاستقرار العام، السياسي والأمني والاقتصادي، ويحمل أخطار الوصول الى quot;فراغاتquot; في السلطة، فراغ تلو آخر .

أولا quot;فراغ حكوميquot; في حال قيض لمعارضي حكومة الرئيس فؤاد السنيورة ان يسقطوها تحت وطأة الضغوط المتعددة الشكل والحجم، وربما تكون جبهة المعارضة التي ارتسمت معالمها قادرة على اسقاط الحكومة وقرار الاسقاط في يدها، ولكنها بالتأكيد ليست قادرة على تشكيل حكومة جديدة وقرار التغيير ليس في يدها .وثانيا quot;فراغ رئاسيquot; في حال حان أوان انتخابات رئاسة الجمهورية ولم يكن الأفرقاء المعنيون في الداخل والخارج قد توافقوا على الرئيس الجديد، علماً أنه من دون هذا التوافق لا سبيل الى تأمين نصاب وجلسة انتخاب.

هذه المخاوف تغذيها وقائع ومناخات ومشاعر وهواجس ولكنها تنطوي على مبالغة لأن الوضع محكوم بتوازنات ومعادلة دقيقة جدا تقيم تساويا في المأزق وتوازنا في الرعب . توازن الرعب قائم لأن لا مصلحة لأحد في دفع الوضع الى الهاوية ولا أحد قادراً على تحمّل تبعات أي انهيار داخلي . والمأزق قائم لأن أي طرف يعجز وحده عن حسم الوضع، فلا فريق ١٤ آذار(مارس) قادر على تغيير رئيس الجمهورية والإتيان برئيس جديد من صفوفه، الأمر الي يساهم في استمرار المراوحة وفقدان المبادرة عند هذا الفريق... ولا خصوم ١٤ آذار(مارس) قادرون على تغيير الحكومة بالوسائل السياسية الهادئة والطبيعية ما داموالا يمتلكون أكثرية في مجلس النواب، ولا فريق ١٤ آذار(مارس) مستعد للتخلي عن quot;سلطة الأكثريةquot;، ولا quot; حزب اللهquot; مستعد للتخلي عن سلاحه.

وفي ظل هذا المأزق الشامل تبرز الاحتمالات الآتية:
- احتمال لجوء الأكثرية الى خيارات وتحالفات سياسية جديدة تمكنها من الامساك بزمام الحكم والمبادرة واتخاذ القرارات ومواجهة الاستحقاقات، وأمامها ثلاثة خيارات: quot;حزب اللهquot; والجنرال ميشال عون والرئيس نبيه بري، وكل منها خيار صعب بما في ذلك quot;خيار بريquot; الذي يبدو الأسهل والممكن نظريا.

- احتمال لجوء quot;الأقليةquot; الى الشارع والى الوسائل الشعبية لاثبات انها أكثرية على الأرض ولها الحق في المطالبة بالتغيير والقدرة على تحقيقه.

- احتمال انزلاق الوضع الى مرحلة من التوتر السياسي والأمني والفوضى والأحداث والاغتيالات الكبيرة من النوع الذي quot;يفتحquot; اللعبة ويخلط أوراقها، وبعد مخاض عسير تكون ولادة قيصرية لحل قسري يفرض على الجميع من دون ان تكون لأحد قدرة الممانعة والرفض.

- احتمال معاودة عملية الحوار ولكن على أسس جديدة ووفق أجندة جديدة تتعلق بالاستحقاقات الداخلية وأزمة الحكم، ومن خلفية السعي الى حل شامل وفق مبدأ السلة الواحدة التي تشمل التغيير الرئاسي والحكومي وقانون الانتخابات، وهذا الحوار الذي يبشر به الرئيس بري ويلوّح به quot;عيديةquot; للبنانيين يلزمه دعم دولي وقوة دفع عربية بالتلازم مع تسهيلات ايرانية وسورية، وكذلك اقتناع أطراف الداخل بأن الحسم غير ممكن وان لا بديل عن التوافق والتنازلات متبادلة. وهو اقتناع لا يبدو متوافراً أقله حتى اليوم .