المخابرات الأميركية تنصتت على مكالماتها
ديانا ماكانت ستموت لو ظلت في حراسة الشرطة البريطانية


عادل درويش من لندن : ديانا اميرة ويلز وخطيبها المليونير البريطاني المصري الاصل عماد (دودي) الفايد ماكان سيلقيان حتفهما في حادث سيارة في باريس لو كانا في حراسة الشرطة الانجليزية من شرطة سكوتلاندياراد، حسب تصريح المفتش دائي دافيز، الرئيس السابق لقسم حراسة افراد الاسرة المالكة في سكوتلانديارد، بينما رفضت المخابرات الأميركية اطلاع المسؤولين البريطانيين على أكثر من الف صفحة من نص مكالمات الأميرة الراحلة التي تنصتت المخابرات عليها عن طريق الستالايت.

وفي تصريح من المتوقع ان يثير استياء المليونير المصري محمد الفايد، والمسؤولين الفرنسيين، الذين تعرضوا لانتقادات كثيرة حول معالجتهم للحادث الذي ادى الى مصرع ديانا والفايد وسائقهما هنري بول، قال مفتش البوليس المتقاعد ان فرقته المخصصة لحراسة العائلة المالكة، كانت قلقلة على سلامة وحياة ديانا في الاسابيع التي سبقت الحادث في (آب) اغسطس عام 1997. وحمل المفتش دافيز المليونير الفايد جزءا من المسؤولية.
فالسائق بول الذي قاد السيارة بسرعة جنونية في شوارع باريس ليهرب من المصورين الصحفيين الذين يلاحقون السيارة، لم يكن سائقا مدربا لمرافقة شخصيات ملكية، وانما كان موظفا عند الفايد ويعمل مساعدا لشؤون الأمن في فندق الرتيز الفخم الذي يمتلكه، ثبت من تحليل الدم انه تناول ثلاثة اضعاف الجرعة المسموح بتناولها للقيادة الآمنة للسيارات وتشغيل الآلات.

وتأتي تصريحات المفتش دافيز، صبيحة بث برنامج البي بي سيquot;بانوراماquot; الذي تخصص في كشف الأضواء والتحقيقات، عن مصرع ديانا وعماد الفايد، لتزيد من الغموض حول ظروف حياة الاميرة التي تميزت بالدراما والصراعات في الأشهر الاخيرة، وتزود بالوقود محرك تيار نظرية المؤامرة، حيث يوجد قسم كبير من البريطانيين ومن المصريين، والعرب يعتبرون ان مصرع العاشقين، ليلة انتظار اعلان خطوبتهما، لم يكن حادثا، وانما مؤامرة مدبرة.

واشار البرنامج ليلية امس الى ما اعتبره مقدمو البرنامج اخطاءا جسيمة من البوليس الفرنسي في جمع الأدلة والقوا ظلال الشك على سيارة اصطدمت بسيارة ديانا واختفت، ومصور ادعى انه شاهد وميض ضوء قوي ادى بالسائق الى الانحراف بالسيارة، ثم انتحر في ظروف غامضة، وعدة ملابسات اخرى تقوي من فكرة المؤامرة .
وكان المليونير الفايد يصر على ان قسما من المخابرات البريطانية دبر الحادث لاغتيال ولده والأميرة، بناء على أوامر من قصر باكنجهام، واتهم دوق ادنبره، الأمير فيليب، شخصيا بلعب دور ما ، الامر الذي دفع الأمير فيليب والقصر الى الغاء التعامل مع محلات الفايد، واستعادة الدرع الملكي الذي كان يزين واجهة المحل الشرقية.
وقد نشر في الأيام الأخيرة الماضية تقرير عن تجسس المخابرات الأميركية على ديانا والتنصت على مكالماتها واحاديثها عن طريق الأقمار الصناعية.

وقال المفتش دافيز صباح اليوم ان فكرة تورط المخابرات البريطانية في تدبير الحادث هي فكرة مخبولة لايصدقها العقل، واضاف بأن ديانا اصرت على التخلص من حراس سكوتلانديارد المصاحبين لها، فور الانفصال عن ولي العهد الأمير تشارلز، بحجة انهم تدخلوا في حياتها الخاصة وكانوا عائقا امام تعاملها مع الناس بشكل عادي مثلما أرادت.

ويرى ان حراسة دايانا، التي رتبها الفايد، او المسؤولين عن الأمن عنده لم تساعد ديانا، وان سكوتلانديارد كانت تعاملت مع الامر بطريقة مختلفة، حيث كانت ستصر على ان يقود السيارة سائق مدرب وليس مسؤول امن، بينما يتولى رجال الشرطة متخصصون في الحراسة ويتأكدون من عدم مضايقة المصوريين الصحفيين على الدراجات النارية لسيارتها.
وقال انهم في سكوتلانديارد تعودوا التخطيط مقدما وبدقة والتأكد من سلامة الشخصية الملكية التي يتولون حراستها، وكان سيصر على ان يصاحبها ضابط بوليس يتولى الحراسة، وكان سيصر على ان تربط ديانا ورفيقها عماد حزام الامان. وكان تقرير البوليس الفرنسي اشار الى ان عدم ربط حزام المقعد ادى الى ارتطام عماد وديانا بالحطام.
وقال دافيز ان اجراءات سكوتلانديارد تشترط التأكد من سلامة الطريق الذي تسلكه السيارة على طول الخط قبل السير فيه بدقائق.
وقال انه كمسؤول عن الترتيبات لم يكن ليسمح بان يقود هنري بول السيارة لأنه كان في البار قبل الرحلة بدقائق.
وبالطبع يثير كلام دافيز استياء المليونير الفايد الذي اعتبر ndash; والقسم المؤيد له في الصحافة، خاصة مجموعة صحف ألأكسبريس- انه حقق انتصارا في الأسبوع الماضي عندما قررت القاضية التي ستتولى فتح المناققشة والتحقيق في تقرير عن ظروف الحادث اعده اللورد ستيفينسن، سيكون علنيا، بعد ان كان الاتجاه الى جعله مغلقا.
وقد استمر التحقيق ثلاث سنوات، تحت اسم quot; عملية باغيتquot; واستجوب عددا كبيرا من الشهود، من اهمهم الحارس الشخصي كيز وينجفيلد الذي رافق ديانا اثناء تجوالها في باريس في الساعات التي سبقت مصرعها؛ وقدم شهادة مكتوبة في 13 صفحة.
وحسب معلومات مسربة من التقرير فإن شهادة الحارس تريفور ريس-جونز، الذي رافق العاشقين وجلس بجوار السائق، وهو الوحيد الذي نجا من الحادث، بعاهات مستديمة، ايدت تماما شهادة وينجفيلد وتفاصيلها.

وكان عماد الفايد، غير مسار الرحلة والسيارة والسائق في اللحظات الأخيرة بعد محادثة تليفونية مع ابيه في لندن، بعدما اكتشف تجمع الصحفيين امام المدخل الرئيس للفندق حيث انتظر السائق الخاص في الليموزين الخاصة. وقد دفع ذلك المفتش دافيز الى القول بان الفايد يتحمل جزءا من المسؤولية اذا اثبت تحقيق اللورد ستيفنس هذه التفاصيل وان السائق كان مخمورا.

وقد اكتشف اللورد ستيفنس ان محادثات ديانا الهاتفية كانت معرضة لتنصت المخابرات الأميركية دون علم المخابرات والمسؤولين البريطانيين مفصلة في 49 وثيقة. وقال مصدر قريب من التحقيق ان اللورد ستفينس تلقى quot; ضمانات رسميةquot; بان اي من الوثائق ال 49 لايحتوى من المعلومات ماقد يلقي الضوء على وجود مؤامرة او يشكك في ان موتها لم يكن سببه غير حادث مرور.

ومن المتوقع ان يشرح اللورد ستيفنس الظروف والملابسات حول الحادث يوم الخميس في مؤتمر صحفي ينشر فيه التقرير الذي تكلف اعداده مليوني جنيه استرليني.

ويعد الصحفيون بالطبع وابلا من الأسئلة للورد ستيفنس، خاصة عما اذا كان اطلع بنفسه على تقارير تفريغ اشرطة التنصت، خاصة وانه اتضح ان الأميركيين لديهم 1054 صفحة من تفريغ اشرطة التنصت على مكالمات ديانا ولم يقدموا ايا منها للمسؤولين البريطانيين ، وهو امر سيقوي من اتهامات المؤامرة لاغتيال ديانا وعماد الفايد في الوقت الذي يحاول فيه تقرير اللورد ستيفنس انهاء هذه الشائعات.
وكان الفايد تقدم بطلب لمحكمة اميركية للسماح له برؤية الوثائق الاميركية تحت قانون حرية المعلومات، وبعد ان حصل على تصريح، استأنف المسؤولون الاميركيون الحكم وسحبوا التصريح.

واتهم المليونير الفايد المسؤولين الفرنسيين باستبدال عينة دم السائق هنري بول لاظهاره كمخمور مسؤول عن الحادث، لكن الفرنسيين يقولون ان اختبارات الحامض النووي اثبتت انها العينات صحيحة.