سلطان القحطاني من الرياض: أعلنت مصادر غربية وثيقة الإطلاع في حديث مع quot;إيلافquot; أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتزم القيام بزيارة دولة تاريخية إلى المملكة العربية السعودية أوائل شهر فبراير المقبل، برفقة وفد كبير يضم عدداً من الخبراء الاقتصاديين ورجال الأعمال ومسؤولين كبار في آلة صنع القرار السياسي في موسكو، وذلك لعقد جلسة مباحثات موسعة مع عاهل البلاد الملك عبد الله بن عبد العزيز بغية تعميق العلاقات مع الرياض بشكل أكثر حيوية عن سابقه.

وقالت المصادر، التي رفضت إعطاء توضيحات أكثر حول ملفات النقاش على طاولة الزعيمين، أن الزيارة ستستمر لنحو ثلاثة أيام، ويشتمل برنامجها الرسمي على توقيع الأحرف الأولى من اتفاقيات اقتصادية في مجالات النفط والغاز والاستثمار بين البلدين، إضافة إلى احتمال الاتفاق على صفقة تسلح جديدة كانت الرياض قد تباحثت فيها مع مسؤولين روس قبل عدة أشهر.

وأكدت مصادر سعودية نبأ الزيارة لكنها رفضت الجزم بإمكانية التوقيع على اتفاقية تسلح جديدة مع موسكو لشراء آليات عسكرية خلال المباحثات بين بوتين والملك عبد الله، في خضم الأنباء المتواترة منذ عدة أشهر عن صفقات تسلح أبرمتها الرياض مع كل من لندن وباريس، وهي أنباء راجت بعد زيارة سابقة لأمين عام مجلس الأمن الوطني الأمير بندر بن سلطان إلى موسكو أوائل شهر أبريل الفائت.

ونقلت وكالة quot;انتر فاكسquot; الروسية حينها عن وزير الخارجية quot;سيرجي لافروفquot; قوله للأمير بندر بن سلطان في موسكو: quot;إن اهتمامنا ينصب على التعاون مع بلدكم في القضايا الإقليمية في منطقة تشهد عدداً متزايداً باطراد من المشاكلquot;.

وأضاف لافروف quot;نعتقد أن روسيا والسعودية تتبنيان مواقف متماثلة بخصوص تلك الأمور، وأنهما تبذلان قصارى جهدهما لتجنب أي خطوة من شأنها زعزعة استقرار الوضع، أو تزيد من حدة التوتراتquot;، في حين أكد الأمير بندر بن سلطان أن العاهل السعودي يولي أهمية كبيرة للعلاقات مع روسيا.

وعلاوة على التقارب السياسي الذي تلحظه واشنطن بقلق خلال الأعوام الفائتة فإن الرياض وموسكو يبدوان أكثر قرباً إلى بعضهما البعض أكثر من أي وقت مضى، فإضافة إلى الاستثمارات المتبادلة التي تشهد نمواً متصاعداً، فإن السماوات بين البلدين ازدادت انفتاحا غداة تدشين أول رحلة جوية منتظمة بين الخطوط الجوية السعودية والخطوط الجوية الروسية في الأول من كانون (ديسمبر) الفائت.

واعتبرت زيارة الأمير بندر، الذي يعد أحد ألمع سياسيي المملكة العربية السعودية، ثاني أهم زيارة لمسؤول سعودي رفيع خلال العامين الفائتين، بعد الزيارة التي قام بها الأمير سلمان بن عبد العزيز حاكم منطقة الرياض منتصف العام الحالي واستمرت لنحو ستة أيام.

وأعربت مصادر سياسية روسية حينها عن سعادتها البالغة بالزيارة التي يقوم بها الأمير سلمان احد رجال الحكم الكبار في السعودية وأمير منطقة الرياض التي هي إضافة إلى اعتبارها عاصمة المملكة تعد أكبر مدنها سكانا . وقالت المصادر لـquot;إيلافquot; إن الزيارة تعكس رغبة السعوديين بإقامة علاقات متوازنة مع كافة القوى العالمية.