تقارب الأعياد والوحدة الوطنية المنشودة
كيف أمضى السياسيون عطلة المولد والفصح؟

ريما زهار من بيروت: شهد لبنان خلال الاسبوع الماضي أعيادًا دينية عدة، من عيد المولد النبوي الشريف الى عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية الغربية والشعنينة لدى الطوائف المسيحية الشرقية، واتت هذه الاعياد لتؤكد على روحية الوحدة الوطنية التي ينشدها اللبنانيون منذ فترة طويلة.

اما كيف امضى السياسيون هذه العطل بانتظار ال28 من الشهر الجاري موعد انعقاد الحوار اللبناني، وما هي الامنية الموجهة الى لبنان في هذه المناسبات؟

يقول النائب الدكتور عمار الحوري لquot;إيلافquot; ان المجتمع اللبناني يزخر بكثير من عوامل الابداع والغنى الثقافي والطائفي باوجه كثيرة، ولعل تقارب هذه الاعياد في أحيان كثيرة، تأكيد على وجه لبنان الحضاري المتعدد، ولا نشعر في لبنان ان اي عيد هو ملك لطائفة او مذهب، فاي عيد هو ملك للوطن كل الوطن، وخصوصًا بعد انتهاء الحرب الاهلية في لبنان وتكريس نمط جديد في الحياة السياسية بعد اتفاق الطائف، اصبحت اعيادنا كلها وطنية، وتعود الى كل الشعب اللبناني وليس الى جزء منه، وتشوب هذه الاعياد احيانًا بعض الشوائب من هنا او هناك، لكننا واثقون ان هذه الشوائب يقف وراءها قلة لم يقتنعوا بعد بان لبنان هو نهائي لجميع ابنائه، وبانه حسم خياراته بالانتماء والوحدة الوطنية والعيش المشترك، وبالتالي هذه الاعياد قضيناها وسنقضيها باذن الله انطلاقًا من شعور بالانتماء الوطني بالاضافة الى الانتماء الطائفي او المذهبي.

ويضيف الحوري:quot;لبنان هو املنا وهدفنا الدائم السيد الحر المستقل المعبر عن طموحات جميع ابنائه، وهذا ما نعمل دائمًا لاجله في لبنان، ومرة جديدة رغم محاولات البعض ثنينا واضعاف عزيمتنا في هذا المجال يبقى تصميمنا اكبر.
مجدلاني
يقول نائب بيروت الدكتور عاطف مجدلاني لquot;إيلافquot; انه كسياسي لا يملك عطلة بمعنى الكلمة ودائمًا من واجباته مواكبة الاحداث ومن واجباته ان يبقى قرب الناس في الاعياد كما في الايام الصعبة، والامر الذي أزعجه واصابه بحزن شديد الاحداث التي جرت في مصر بين الاقباط وبعض المتزمتين، وهذه الاحداث كانت محزنة ومخزية ومؤلمة وتعطي صورة بشعة عن الامة العربية، ونتمنى الا تتكرر احداث من هذا النوع، ومن اجل ذلك لا بد من التربية على الانفتاح وعلى الاعتدال وقبول الآخر، لان من خلال هذه الامور يمشي الشعب العربي على سكة التطور والحضارة وبناء مستقبل افضل له ولاولاده، وطبعًا مثل هكذا احداث ممكن ان تحصل في اي بلد عربي فيه تعدد بين مسيحيين ومسلمين.

ويضيف مجدلاني:quot;ان الامنية الموجهة الى المواطنين ان يكونوا لبنانيين اولًا، وان ينظروا الى مصلحة بلدهم اولًا واخيرًا ومن ثم يفتشون على الاصدقاء والاشقاء لخدمة مصلحة البلد لا اكثر ولا اقل، لمساعدة بلدنا الذي هو بحاجة الى ذلك خصوصًا بعد السنوات العجاف التي مررنا بها والتي لم ننته من تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية والمالية، وستظهر مدى الحاجة لاصلاحات جذرية مؤلمة للشعب، ولكن اذا لم نقم بها اليوم سندفع حقها اغلى غدًا، وكلنا، ليس فقط الدولة او الشعب، بل كل الناس سيدفعون ثمن ما حصل من تمديد بالاضافة الى المجازر والزلزال الذي جرى في 14 شباط/فبراير وكل ما تبعه من اعمال ارهابية واغتيالات وكان آخرها اغتيال الشهيد جبران تويني. من هنا اطلب من كل المواطنين ان ينظروا الى مصلحة لبنان ويستغلوا صداقاتهم مع الاشقاء والاصدقاء لما فيه مصلحة لبنان اولًا.

نقولا
يقول النائب نبيل نقولا لquot;إيلافquot; انه امضى عطلته مع المقربين له ان كان عائليًا ومناطقيًا وبالنسبة له امضى العطل مع عائلته ، اما الامنية الموجهة الى لبنان فهي القيامة وان تكون في هذه المناسبة ولادة وقيامة للبنان في الوقت نفسه.

سكرية
النائب اسماعيل سكرية امضى عطلة الفصح في البقاع والمولد النبوي قضاه في بيروت، وشارك في احتفالات عيد المولد وفي البقاع قام بواجباته تجاه quot;اخواننا في الطائفة المسيحيةquot;، وفي هذه المناسبة يقول سكرية ان على لبنان ان يعي اهمية قيام دولة قانون ومؤسسات ودولة عادلة ترعى الانسان اولًا قبل ان تنظر الى انتمائه الطائفي، لان من خلال هذه الاعياد نتحسس بانسانيتنا ونحلم بان يكون هناك دولة تهتم بالانسان اولًا قبل ان تسأله عن مذهبه او دينه.

عطالله
النائب الياس عطالله يقول لquot;إيلافquot; انه عمد الى اقامة اجتماع لنواب طرابلس نهار السبت الماضي وتمت مناقشة وضع البلدة من جميع الجوانب خصوصًا الاقتصادية والسياسية ثم اقام ندوة لشباب اليسار الديموقراطي ومؤتمرًا صحافيًا وامضى الليل مع الشباب في الشمال، وفي صباح اليوم التالي مر على دار المطرانية وهنأ المطران رولان ابو جودة وذهبت الى طرابلس كي اتعرف على مطران منطقتنا، ثم عايدت اهلي وابنتي واهل البلد، اما الامنية الموجهة الى لبنان فهي بنظر عطالله ان يتمكن الشعب اللبناني من ان يزيح عن نفسه هذا الوضع الاستثنائي الذي اصبح واقعًا مألوفًا ، وان يُؤمن له حقه في العيش الطبيعي.