نواب لبنانيون لـquot;إيلافquot; في الذكرى الأولى للانسحاب
إنجازات تحققت ولا عودة ابدًا للوصاية السورية

ريما زهار من بيروت: عام مر على الانسحاب السوري من لبنان في ال26 من نيسان 2005، عام حمل معه الكثير من الآمال والخيبات وحقق انسحابًا جاء نتيجة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتطبيقًا للقرار الدولي 1559 الذي انهى اكثر من 30 عامًا من الوصاية السورية على لبنان. في الذكرى الاولى لهذا الانسحاب ماذا تحقق وماذا بقي؟ هل لا تزال قوى الرابع عشر من آذار عرابة الانسحاب موحدة كما في السابق؟ ما هي الرؤية المستقبلية للبنان بعد هذا الانسحاب وهل من الممكن ان نشهد عودة للسوريين الى لبنان مجددًا؟

بطرس حرب

يقول النائب بطرس حرب لquot;إيلافquot; ان الانسحاب السوري حقق بشكل اساسي السيادة اللبنانية بعدما كانت هذه السيادة على الصعيد الرسمي تحت الهيمنة والوصاية السورية ويقول ان هذا لا يعني ان الانسحاب العسكري السوري بالشكل الذي حصل لم يتم بالشكل الكامل على الصعيد السياسي، بل لا تزال هناك عملية تدخل واضحة من قبل الدولة السورية والشيء الثاني الذي حصل هو منح اللبنانيين فرصة كي يعززوا سيادتهم ويعيدوا بناء دولة ديمقراطية في اطار وحدتهم، والانتهاء من المشاكل الموروثة خلال السنوات الماضية، وهذا وضع لبنان امام تحد هو جديد من خلال استكمال عملية الاستقلال انطلاقًا من مبدأ عدم كفاية استرداد السيادة العملية على الارض، انما من التحرر من العملية التبعية ومن النفوذ السوري، وان نحرر آثار هذه الوصاية، والذي اعاد لبنان الى خارطة العلاقات الدولية في وقت كان يتم التعامل مع سورية، هذا من الجانب الايجابي اما السلبي فانا بتصوري وضع هذا الانسحاب اللبنانيين امام مسؤولياتهم ورتب عليهم الكثير من الامور، وفي حين اوجد بعض الادوات للفريق السوري في لبنان دون ان يعي ذلك، كذلك ما حصل على الارض اللبنانية من حالة فلتان امني طالت الكثير من رجالات الاستقلال، وعرضت حياة كل الفريق المطالب بالاستقلال للخطر، بالاضافة الى ان التدخل السوري لا يزال مستمرًا، اما عبر الاستخبارات او المنظمات التي لا تزال خاضعة لسورية، وطبعًا عبر التحالف للقوى السياسية القائمة، من خلال مصالح جانبية مرتبطة بالوضع السوري، وهذه العناصر ادت الى وجود الكثير مما يجب عمله .ومن الامور البارزة عرقلة تحرير مزارع شبعا وطبعًا بادخال كل العناصر المعارضة لمشروع قيام لبنان الدولة، ولضرب الوحدة الوطنية.

ولا تزال القوى التي ادت الى الانسحاب السوري على تواصل في ما بينها وبتوجه واحد، رغم خروج بعض القوى السياسية منها، وتعمل معًا، وتمكنت الى حد كبير لا سيما ما جرى حول طاولة الحوار من تقديم برهان على اننا مصممون على العيش المشترك.

اضافة الى امور اخرى منها اعادة الحياة الى لبنان من خلال انتخابات نيابية حرة بعيدًا عن التدخل السوري المباشر، واطلاق مشروع اعادة المؤسسات الامنية والدستورية والادارية من ضمن اطار مشروع متكامل، بالاضافة الى ما حققناه من مسعى الى تحرير القضاء، رغم العقبات التي واجهته ولا تزال تواجهه، اذا جمعنا كل هذه الامور تبدو ضخمة بالاضافة الى مؤتمر بيروت 1 ليتم التأسيس لحل مشاكل لبنان.

عمار الحوري

يقول النائب الدكتور عمار الحوري لquot;إيلافquot; ان موضوع الانسحاب السوري من لبنان مرتبط ب14 آذار(مارس) 2005، عندما طرحت عدة عناوين للانسحاب السوري من لبنان، واحالة قادة الاجهزة الامنية الى القضاء واقالة رئيس الجمهورية اميل لحود، وبالتالي تم هذا الانسحاب اقله بالجيش اضافة الى قادة الاجهزة الامنية ، وهذا الانسحاب نراه من زاويتين: الاولى خطوة لاستعادة لبنان لسيادته وحريته ومن زاوية ثانية يعتبر فرصة لتركيز العلاقات اللبنانية السورية، التي لم تتح لها باعتراف الطرفين فرصة لعلاقات هادئة ومستقرة تقوم على التكافؤ، فمنذ بداية الحرب وخلالها وبعد توقيع اتفاق الطائف لم تتح للطرف اللبناني فرصة تطبيق هذا الاتفاق الذي ينظم العلاقات بشكل ايجابي وجيد بين البلدين، ولعلي هنا استذكر كلام الرئيس الشهيد رفيق الحريري:quot;ان لبنان لا يحكم ضد سورية او منها، وحين نكرر هذه المقولة فهي من منطلق ايجابي وليس من زاوية عدائية، وعليه بعد عام من هذا الانسحاب اعتقد انه لا بد للعقل ان يسيطر وللموضوعية ان تطغى للتأسيس لعلاقات ندية ومتوازنة بين البلدين خصوصًا بعد الخطوة الجريئة والكبيرة التي اتخذها النائب سعد الحريري بفصل موضوع الحقيقة والتحقيق عن العلاقات ما بين البلدين.

اما هل قوى 14 آذار(مارس) التي دفعت الى الانسحاب السوري في لبنان لا تزال فاعلة فيقول الحوري:quot;انها اكثر تماسكًا من السابق، واليوم هذا التحريض والتشويه للحقائق واعتقد ان هذه الهجمة على 14 آذار(مارس) تعود لنجاحاتها، واليوم بغض النظر عن خروج العماد عون منها، فكما قلت البرنامج الذي وضع تم تحقيق جزء كبير منه، وهذا لا يعني ان اخفاقات حصلت في الكثير من الامور، ومن لا يعمل لا يخطئ، وقوى 14 آذار عملت على مساحة اكثر من سنة، وبالتالي هذا العمل اصاب في اماكن كثيرة واخفق في اماكن اخرى واقول ان هذه القوى الآن في مرحلة تقويم ايجابي لبعض الاخفاقات تمهيدًا لاعادة تصحيح مسارها وصولا الى عمل سياسي اشمل انطلاقًا من روحية 14 آذار(مارس) من الوحدة الوطنية والعيش المشترك.

ولدى سؤاله هل تعتقد بوجود محاولات لاعادة الجيش السوري الى لبنان يجيب الحوري:quot;استبعد ذلك مع التغييرات الطارئة وليس سرًا ان لسورية حلفاء في لبنان وهم يجاهرون بذلك، وربما لغير سورية حلفاء ايضًا في لبنان، ولكن ما يجب ان نؤمن به جميعًا، هو ان يكون ولاؤنا الاول للبنان قبل ان يكون لاي جهة اخرى، وحسمنا في اتفاقية الطائفية نهائية لبنان ككيان، وهذا ما يفسر ما اعلنه الشيخ سعد الحريري يوم 14 شباط(فبراير)، بلبنان اولًا، ولبنان جزء من انتمائه العربي وشبكة علاقاته الدولية لكن كل شيء يأتي من منظور لبنان اولًا اي المصلحة الوطنية.

ماذا عن بقايا الاجهزة الامنية؟ يقول الحوري:quot;ان ثلاثين عامًا من نمط هذه الاجهزة لا يمكن الغاؤها بسنة واحدة وهي تحتاج الى وقت، والعلاج الحقيقي لهذه الامور قيام دولة بكامل مؤسساتها واجهزتها الامنية والسياسية والادارية، والحل بايماننا جميعًا وقناعتنا بفكرة الدولة في لبنان.

اما عن رؤيته المستقبلية للبنان بعد الانسحاب السوري فيقول الحوري:quot;متفائل بلبنان وما رأيناه سابقًا على طاولة الحوار يعني اننا نتعاطى مع امورنا ومشاكلنا فوق الطاولة ولأول مرة كلبنانيين نتعاطى مع المشاكل بوضوح، لكن اهم خطوة لحل هذه المشاكل هو الاعتراف بوجودنا.

لبنان سيقوم ولكل ابنائه وسيكون رائدًا لكل المنطقة في تجربة نموذجية ستعمم على كل المنطقة.

هادي حبيش

يقول النائب هادي حبيش لquot;إيلافquot; انه في الذكرى الاولى للانسحاب السوري تحقق استقلال لبنان اما ماذا بقي فهذه المشاكل العالقة والحوار الوطني مع مشاكله المطروحة،من بند رئاسة الجمهورية الى سلاح المقاومة والفلسطيني وهي من ذيول الوجود السوري في لبنان، وهو يستبعد عودة الجيش السوري الى لبنان رغم بعض الاشخاص والقوى التي تضررت من هذا الانسحاب لكن لا احد يساوم على وطنيته.

واضاف ان بقايا الاجهزة لا تزال تملك بعض الحلفاء في لبنان او من خلال بعض الفرقاء الذين هم على علاقة معهم، ولكن كأجهزة واضحة لا وجود لها في لبنان،وهو يرى ان الانسحاب السوري كان امرًا ايجابيًا للبلد.