النائب السابق تمام سلام خلال
لقائه مع إيلاف_تصوير ريما زهار

ريما زهار من بيروت:أكد النائب اللبناني السابق تمام سلام ان اللبنانيين في الماضي اخطأوا كثيرًا في تعاملهم مع سورية، كما ان السوريين اخطأوا في تعاملهم مع لبنان. وأشار في حديث خاص ل quot;ايلافquot; الى ان العلاقة مع النائب سعد الحريري جيدة ومرتكزة على منطلق الشفافية في التعاطي في مواجهة التحديات. وتساءل لماذا لا يشمل الحوار امورًا اخرى ايضًا، فهناك مواضيع داخلية ايضًا تتطلب توافقًا ان على مستوى الخطة الاصلاحية او قانون انتخابي جديد. ووصف جولة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى اميركا بانها مباحثات عامة متقدمة على مستوى توطيد العلاقة مع الدول الكبرى، مؤكدا بان الحرب في لبنان لم تكن في الماضي بين الفقير والغني ولا بين اليساري والرأسمالي او بين الشمالي والجنوبي او المسلم والمسيحي، بل بين quot;الاوادمquot; وquot;الزعرانquot;.

في ما يلي الحوار:

يستأنف مؤتمر الحوار الوطني يوم الجمعة،ما هي توقعاتك منه خصوصًا بعدما قابلت رئيس المجلس النيابي نبيه بري أول من امس؟

+ نتوقع منه المزيد من الحوار، فهو يبدو عملية مستمرة وليس حكرًا على فريق ولا على موضوع او جلسة. في البداية كان الرئيس بري حدد ثلاثة محاور ونحو 12 موضوعًا، وتم البحث في غالبيتها في الجلسات الماضية، ويبقى موضوعان رئيسيان للبحث، وهذا في تقديري لا ينفي امكانية البحث في مواضيع اخرى، وأنا اتساءل لماذا لا يشمل هذا الحوار امورًا اخرى ايضًا، فهناك مواضيع داخلية ايضًا تتطلب توافقًا ان على مستوى الخطة الاصلاحية او قانون انتخابي جديد، والبعض يقول ان 28 نيسان/ابريل، موعد انعقاد الحوار، سيكون محطة مفصلية، ربما، ولكن في رأيي لا يجب اعتماد الحدة في الامور خصوصًا وان طبيعة الحوار لينة وسلسة، ولا تتوقف على ايام او تواريخ.

جولة السنيورة

- كيف تقوّم جولة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الاخيرة الى اميركا؟

+ لا شك انها جولة علاقات عامة متقدمة على مستوى توطيد العلاقة مع الدول الكبرى، ومحاولة للاستفادة من اي دعم من جهات معينة تساعدنا على النهوض لمواجهة استحقاقاتنا الاقتصادية بالدرجة الاولى والمالية، ونأمل ان يكون في تلك الزيارة خير يعود على لبنان، لانه باستثناء المجاملات للتعبير عن موقف معين، لم يصدر اي شيىء عن تلك الزيارة يمكن لنا ان نقومه ونعلق عليه، ولكن طبعًا في اطار الذين قاموا بهذه الزيارة من رئيس الوزراء وفريقه لا بد انهم حاولوا الاستفادة من توطيد العلاقات الدولية ومع اميركا بالذات بما فيها مصلحة لبنان، ونأمل ان يتجلى هذا الامر في مواقف وقرارات معينة تظهر على الساحة.

جدل

- كيف تنظر الى الجدل الكلامي بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر؟

+ انه من جملة الجدل القائم في البلد بين الافرقاء والقوى السياسية المختلفة، ومن الطبيعي انه لا يريح ولا يطمئن، ويحمل معه شئنا ام ابينا نوعا من الهبوط في الخطاب السياسي بينما نحن ننتظر ان يتم التعامل من خلال خطاب جدي لتحقيق التقارب وتوحيد الصف الداخلي، ونجد ان التعبير يهبط ويعيدنا الى اجواء غير مريحة، خصوصًا انني ادعو ان يتم خارج جلسات الحوار تواصلًا سياسيًا بين الافرقاء لتأتي الجلسات مكملة لها، ولكن يبدو انهم يسعون الاستفادة من عدم انعقاد جلسات الحوار للتصعيد والمواجهة، وادعو في هذا المجال الى تجاوز 8 آذار و14 آذار/مارس. لقد شبعنا من ذلك، فالكل يقف عند متراسه ويتعاطى مع الآخرين بسلبية ويثقل البلد بكثير من الاخطاء والمواقف الضاغطة التي لم تساعدنا على الوصول الى أي حل لمشاكلنا،بل على العكس فانها زادت من التشنجات والصدامات. فلننتقل الان الى طروحات جديدة وربما يكون جزء منها تفعيل الحكومة الحالية التي عليها ان تقوم بالكثير بما في ذلك تفعيل المجلس النيابي ونشاطه من متابعة ومراقبة لهذه الحكومة، ونشعر بان هناك غيابًا في هذا المجال.

آل الحريري

- يعتبر البعض ان آل الحريري أخذوا مكان زعامات بيروتية كثيرة منها زعامة آل سلام، كيف تقوّم علاقتك اليوم بالنائب سعد الحريري؟

+ العلاقة مع سعد الحريري جيدة ومرتكزة على منطلق الشفافية في التعاطي في مواجهة التحديات، والى اليوم لا يمكنني الا ان اقول انني لمست من الشيخ سعد الحريري الكثير من التفهم والوعي، رغم ان الظروف التي احاطت في تحمله المسؤولية ليست سهلة بل صعبة جدًا وأرثه كبير وحمله اكبر، واذا اخذنا ذلك في عين الاعتبار نرى ان الفرصة في التعاون والتفاعل جيدة، وآمل منها خيرا.
اما على مستوى الزعامة فلا ارى الامور من هذا المنظار، والساحة واسعة وتحتمل الجميع، والظروف هي التي لها الحصة الكبرى في ابراز قوى على اخرى، وهو امر كان وسيستمر دائمًا في هذا الشكل.

عودة الحرب

- هل الاجواء مهيئة برأيك اليوم لعودة الحرب الاهلية الى لبنان؟

+ لا اعتقد ان هناك أي مجال لحرب اهلية في لبنان، لأن اللبنانيين تعبوا من العنف والتقاتل. لكن من جهة اخرى يبدو ان الوضع مرشح لعدم استقرار وعدم نهوض على مستوى البلد؟ ربما، لانه لا يمكن ان نتجاهل الظروف الاقليمية والمتغيرات في كل المنطقة، ولبنان كان ولا يزال يتأثر بشكل مباشر سلبًا او ايجابًا بهذه التطورات، ومن هنا باعتقادي قد نكون مقدمين على مرحلة غير مريحة، ودعوتي المتواصلة الى كل الافرقاء السياسيين في البلد لكي يعوا خطورة هذه المرحلة وان يسعوا جاهدين الى لملمة الصفوف وتوحيد الكلمات على الاقل داخليًا لمواجهة هذا الحال، وهذا امر ليس سهلا لكنه غير مستحيل ايضًا اذا ما صفيت النيات وجد الجد وتحملت كل قيادة مسؤوليتها كاملة في ما يتعلق بمصير ومستقبل اللبنانيين.

لبنان وسورية

- كيف تصف علاقات لبنان بسورية اليوم؟

+ بعد كل الاحداث التي طرأت في العام الماضي، لا يمكن ان نقول ان العلاقة بين لبنان وسورية هي علاقة مريحة او مستقرة، لكن هذا لا بعني انه لا يجب علينا بذل الجهود المكثفة لتحسين هذه العلاقة وتقويمها. اللبنانيون في الماضي اخطأوا كثيرًا في تعاملهم مع سورية، كما ان السوريين اخطأوا في تعاملهم مع لبنان، وانا قلت في مناسبات عديدة ان الاخطاء بين الاشقاء يمكن ان تؤدي الى ظروف صعبة في لبنان، والشقيق الاكبر ربما يتحمل الاكثر وسورية هي الشقيق الاكبر، ومن هنا دعوتي الى القيادة السورية بان تحاول اجتياز الكثير من الصدامات التي عرفناها العام الماضي، وان تسعى جديًا لتجاوز ذلك لتأسيس علاقات ثقة جديدة، مبنية على قواعد عمل مع لبنان، حفاظًا على ما نتمناه كلنا من وحدة حال، ومن وحدة مستقبل، فنحن في لبنان لا يمكن ان نعيش بامان واستقرار ونبني مستقبلًا زاهرًا اذا لم تكن علاقتنا مع سورية على محبة ووئام وثبات، وعلى اللبنانيين ان يدركوا ذلك وايضًا ان نتجاوز اخطاء واساليب الماضي، فالعلاقة اللبنانية السورية محكومة بالوفاق والتكامل لمستقبل لبنان.

حزب quot;الاوادمquot;

- في الماضي طرحت اقامة حزب quot;الاوادمquot; في لبنان، من برأيك اليوم ينتمي الى هذا الحزب؟

+يمكنني ان اقول انني عندما طرحت هذا الامر وسط وخضم الحرب الاهلية في لبنان، وفي مواجهة من كان يسيطر ممن اسميتهم بquot;الزعرانquot;، اي الفئة الصغيرة والمتحكمة بالاوضاع، كان سلاحي في مواجهتهم الكلمة فاطلقت هذا الشعار, وقلت يومها ان الحرب في لبنان ليست بين الفقير والغني ولا بين اليساري والرأسمالي وليست بين الشمالي والجنوبي او المسلم والمسيحي، بل بين quot;الاوادمquot; وquot;الزعرانquot;، وقد ازعج هذا الموقف الكثير من الزعران في هذا الوقت فاستهدفت في بيتي مباشرة من خلال اعمال عنفية وشاذة وغير منضبطة في وقتها، لكنني صممت على طرح هذا الموضوع، وكانت النتيجة ان تغلب الاوادم وانحسر الزعران، ولكن الامر لم يأخذ مداه كاملًا، فكثير من هؤلاء ممن صنفتهم يومها بالزعران، ومنهم امراء الميليشيات تمكنوا من الانخراط في عملية السلام، وتداخلت الامور بين ما هو آدمي وغير آدمي، وبين ما هو مستقيم وغير مستقيم. ومع الاسف فأن هذا التداخل انشأ جوًا من الفساد في البلد، مما اوجدنا في موقع صعب لرسم خط بين الآدمي والازعر، والبلد يدفع من جراء ذلك. ولكن من جهتي ما زلت متمسكًا بالتعامل من منطلقات واضحة وشفافة، خصوصًا وان بناء الدولة، اي بناء لبنان المستقبل، لا يمكن ان يتم الا بشفافية وصدق واخلاص، ولا يمكن ان يتم بالتلاعب وتقاسم الجبنة والاستيلاء على الدولة لهذه المنفعة او تلك، وما يتم تسويقه من جو فاسد ينعكس على كل المنشآت العامة في البلد ويعطي مردودًا سلبيًا.

المقاصد الخيرية

- تسلمت جمعية المقاصد الخيرية عام 1982، وتم البدء باستعمال الاساليب الحديثة فيها، كيف بدت هذه النهضة في المقاصد؟

+ عندما تسلمت جمعية المقاصد كانت البلاد تشهد حربًا اهلية وكانت الاوضاع غير مريحة، ومع ذلك تمكنا من اعتماد بعض الاساليب الحديثة التي سعينا من خلالها الى تطوير مفهوم العمل الاجتماعي والخيري بشكل عام، لكن الامر لم يكن بهذه السهولة، فطورنا في جوانب ولم نتمكن من ذلك في جوانب اخرى، وخصوصًا على مستوى الاستحقاقات المادية، والمؤسسات الكبرى التي تقوم بعمل اجتماعي وخيري مطالبة دائمًا بالتقديمات في الميادين الاجتماعية المختلفة، من تربوية وثقافية وتعليمية وصحية وخدماتية. وذلك ليس من السهل فعله في مجتمع متطلب وظروف صعبة وتمكننا من تأمين دعم مالي كبير، ولولا المساعدات التي كانت تأتينا من الخارج وخصوصًا الاخوة العرب والمملكة العربية السعودية في المقدمة لسنوات متتالية وبارقام محترمة لما تمكّنا من تغطية الكثير من استحقاقاتنا، ولكن منذ بضع سنوات تراجع هذا الدعم ولا اعرف اسبابه وانعكس فورًا على المؤسسة، وهي اليوم لا زالت من كبرى المؤسسات وتقوم بما يمكنها القيام به، مع انحسار لبعض نشاطها وربما التركيز في مجالات معينة بالنسبة لهذا الوضع المالي الصعب.

اهتمامات

- ما هي اهتماماتك خارج نطاق السياسة؟

+ منشغل في اكثر الاوقات في اطار العمل العام ومن ضمنه السياسة من الجوانب الاجتماعية والثقافية، فعلى الانسان ان يتابع كل هذه الامور ويتفاعل معها إغناءً لمسيرة بلده، فالنشاط من سياسة او غيره يصب في ما نسميه الحقل العام في مختلف الاتجاهات وهذا لا اقصر به.