تواجدت في لبنان وفقًا للقرار 425
اليونيفيل تنشر السلام وتساعد في الاعمار


ريما زهار من بيروت: قوات اليونيفيل الدولية في لبنان ليست بالجديدة، ومرت خلال سنوات عدة بمراحل كثيرة، استشهد من عناصرها الكثيرون في حروب اسرائيل على لبنان خصوصًا في ما سمي بعناقيد الغضب العام 1996 ثم في الحرب الاخيرة التي شنتها اسرائيل على لبنان.
تشكلت القوات الموقتة في آذار( مارس) 1978 في أعقاب الهجوم البحري الدامي الذي شنته عناصر من منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت تتخذ من لبنان مقرا لها، والاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان التي تلتها. وشكلت الأمم المتحدة القوات المؤقتة للتأكد من انسحاب القوات الإسرائيلية واستعادة الأمن الدولي والتأكد من عودة سلطات الحكومة المركزية إلى جنوب لبنان، طبقا لقرار مجلس الأمن رقم 425.
وتم تنظيم تلك القوات باعتبارها مؤقتة، بهدف الحد من تأثير الأوضاع في لبنان على تبديل الجهود الأميركية الرامية إلى استكمال وتوسيع عملية السلام بين مصر وإسرائيل التي كانت في ذلك الوقت لا تزال هشة وعملت القوات الموقتة طبقا للمبادئ التقليدية لقوات حفظ السلام: الحياد في معاملاتها مع الهيئات المحلية (حتى الجماعات الإرهابية)، وتقيدت في استخدام القوة بأهداف حفظ السلام فقط.
ووصلت قواها في أقصاها الى 6 آلاف جندي ومراقب وتحتاج القوة الدولية الجديدة لأن تكون أكبر وأكثر قوة من القوات المؤقتة، وتتكون ربما من 15 إلى 20 ألف جندي ومراقب وهذا ما سيتم العمل به اليوم بعد الحرب الاسرائيلية المدمرة على لبنان.
حققت القوات الدولية أكبر نجاح عندما كانت تشرف على ترتيبات سياسية تم التوصل إليها بالفعل، وبالمقابل لم تنجح في محاولات فرض تسوية بقوة السلاح.
وفي الحالات التي لم يتم التوصل فيها إلى ترتيبات سياسية، واجهت القوات الدولية اختيارين: إما أن يتم الزج بها في صراع قائم، ويتضمن ذلك مخاطرة بالدعم الدولي لمهمتها، أو أن تبقى بعيدا عن الصراع ويتضمن ذلك عدم أدائها لمهمتها.
ومن أجل نجاح عملية حفظ السلام، يجب خلق الظروف السياسية والعسكرية الصحيحة في لبنان قبل وصول القوات وعلى الدول المشاركة في القوة أن تدرك أن مشاركتها تعني استعدادها لان تتعرض لهجمات ، مع الأخذ في الاعتبار تجربة القوات متعددة الجنسيات في بيروت في العام 1982 .
وتعتبر المهمة الأساسية للقوات هي مساعدة الحكومة اللبنانية على اتباع قرار الأمم المتحدة رقم 1559 ويجب أن تسمح قواعد الاشتباك الخاصة بالقوات باستخدام جميع الأسلحة الفتّاكة لتحقيق مهمتها وللدفاع عن نفسها، الأمر الذي يتطلب أن يتم منذ البداية استبعاد قوانين الاشتباك القومية الخاصة بالقوات العسكرية للدول المشاركة، من أجل التأكد من فاعلية الأداء العام للقوات.
وهذا يتطلب أن تنفذ قوات حفظ السلام مهامها بالتعاون مع قوات الأمن الداخلي والقوات المسلحة اللبنانية. وبالتالي سيكون من بين المهام الطبيعية للقوات الدولية تدريب قوات الأمن والقوات المسلحة بحيث يستطيعون تحمل مسؤولية تدعيم الأمن والاستقرار في لبنان.
هيكل القوات وقدرتها
ويفترض أن تكون قوات حفظ السلام قوية بدرجة تكفي لمنع التحديات المفتوحة للقوات المسلحة اللبنانية ولسلطاتها. وقد يتطلب ذلك تشكيل قوات قوامها بين 15 و20 ألف جندي، تضم دروعا ومشاة وآخرون بمعدات آلية، ومدفعيات خفيفة، وقوات عمليات خاصة قادرة على تنفيذ عمليات مدنية وتقديم مساعدة خارجية للدفاع الداخلي وخوض المعارك والدول المشاركة في هذه المهام بشكل ضمني هي فرنسا وتركيا وإيطاليا والبرازيل وباكستان والهند وألمانيا.
ويجب أن تكون القوات قادرة على مساعدة الحكومة اللبنانية في التعامل مع تحديات إعادة الإعمار، ويجب أن تضم مهندسين مدنيين للمساعدة في إعادة إعمار الطرقات وإصلاح شبكات الكهرباء، إضافة إلى متخصصين في الشؤون المدنية لتقديم الدعم في مجال الصحة العامة والتعليم والإدارة المحلية وما شابه.
ويتم نشر الهيكل الأساسي لقوات حفظ السلام الجديدة في المناطق العامة التي تنتشر فيها القوات المؤقتة الحالية بين الحدود اللبنانية الإسرائيلية وعلى نهر الليطاني لمنع أي هجمات عبر الحدود وإطلاق الصواريخ المتوسطة المدى.
اما وجودهم في لبنان فيلقى ترحيبًا من فئات بالاضافة الى تحفظ من فئات اخرى، لكن الجنود الدوليين كانوا يلقون على مر تواجدهم في لبنان ترحيبًا من قبل اهالي الجنوب الذي شهد خلال الفترات الماضية تزاوجًا بين افراد القوى الدولية وبين بنات الجنوب وكثيرون من قياداتهم ومنهم القائد تيمور غوكسل لم يبرحوا لبنان حتى بعد انتهاء فترة توليهم القيادة.

[email protected]