جولة لتبيان مدى استهلاكها في لبنان
أدوية الأعصاب بيعت بكثرة خلال الحرب

ريما زهار من بيروت: بعد اكثر من شهر على مرور الحرب الاسرائيلية في لبنان، بدأت تظهر بعض العوارض النفسية والعصبية على كبار السن اللبنانيين باعتبار ان الشباب يتحملون ضغوط الحياة، فكان الملاحظ استهلاك اكبر لأدوية الأعصاب من قبل فئة عمرية تترواح بين ال40 وال60 عامًا.
غير ان هذا الامر، كما يؤكد معظم الصيادلة الذين التقتهم ايلاف، ليس الا مرحليًا ونتيجة للازمة النفسية التي عصفت بلبنان خلال شهر كامل، وان اللبناني لا بد ان يستعيد قوته العصبية لانه اعتاد على الصعاب وباتت من الامور العادية لديه.

وكانت جمعية جاد أو (شبيبة ضد المخدرات) واحدة من الجمعيات التي حذّرت من خطر ازدياد معدّل تناول الأدوية المسكّنة والمهدّئة والمنوّمة، وتحديدا أدوية الأعصاب، لأن ذلك يتم بطريقة عشوائية، خصوصا بعد الحرب الأخيرة وما تركته من آثار سلبية على صحة الانسان، الجسدية أو النفسية، وأكدت على ضرورة وضعها في اطارها الطبي ومراقبة توزيعها، والحد من إساءة استعمالها، لأن الاهمال في هذا الموضوع يؤدي حتما الى ارتفاع عدد المدمنين ليس مباشرة بعد الحرب وانما بعد بضعة أشهر حين يعتاد جسد الانسان على هذه الحبوب التي تظهر نتيجتها سريعا.

جولة على الصيدليات

وفي جولة على بعض الصيدليات في المناطق اللبنانية اتضح ان المناطق التي كانت قريبة من مواقع الدمار والخراب كان سكانها الاكثر تناولًا لمهدئات الاعصاب بعكس المناطق التي كانت نوعًا ما بعيدة عن الاستهداف الاسرائيلي. الصيدلية الدكتورة شرفان من احدى الصيدليات في منطقة الحازمية تقول ان ادوية معالجة الاعصاب استهلكت بكثرة خلال الحرب على لبنان، خصوصًا تلك التي تعالج الانهيار العصبي والاكتئاب والمهدئات التي تساعد على النوم، وكانت مطلوبة خصوصًا من كبار السن، وزادت النسبة بقدر لا بأس به وتضيف بانه لا يمكن بيع هذه الادوية من دون وصفات طبية، وكان يتم طلبهم بدون وصفات ولم تؤمن لهم هذه المهدئات بلا وصفات طبية.

زيادة بنسبة 20%

أحمد زين الدين من صيدلية في بلدة كفرشيما يقول ان شراء المهدئات زاد خلال الحرب بنسبة 20 % والمهدئات المطلوبة لم تكن تعالج امراضًا بحد ذاتها بقدر ما تهدىء الاعصاب. والاعمار تترواح بين ال40 وال60 عامًا وبعد الحرب عاد استهلاك شراء ادوية الاعصاب الى وضعه الطبيعي.
والمهدئات التي تحتاج الى وصفات طبية كان اصحابها يحصلون عليها من اطباء الضيعة.

استهلاك من النازحين

صيدلي في منطقة برمانا يقول انه خلال الحرب ولان برمانا شهدت هجرة كبيرة لضواحيها فان نسبة شراء ادوية الاعصاب زادت ولكن ليس من قبل اهالي برمانا، ولا يمكن اعطاء هذه الادوية الا من خلال وصفة طبية، ولم يستطع المهجرون في برمانا الوصول الى صيدلياتهم لذلك كانوا يبتاعون ادويتهم منها، ولا يملك احصاءات دقيقة للموضوع، ولكن منطقيًا فان استهلاك ادوية الاعصاب زادت، وبعد انتهاء الحرب يجب ان نتوقع ازمات ما بعد الصدمة وذلك خلال شهر من الآن. صيدلية اخرى في برمانا تقول ان شراء ادوية الاعصاب مستمرة على مدار السنة وهي مطلوبة من قبل كبار السن، وهي مطلوبة لتأمين الراحة والنوم خصوصًا، اكثر من تأمينها علاجات نفسية وعصبية.

اللبناني معتاد

صيدلية في النقاش اعتبرت ان ما مر به اللبنانيون كفيل بان يزيد استهلاك الادوية المخصصة للجهاز العصبي، لكن يبقى ان اللبناني اعتاد هذه الحروب لذلك فان ارتفاع هذه النسبة لم تكن كبيرة جدًا، ولاحظها خصوصًا لدى من كانت اعمارهم فوق الاربعين اولئك الذي عايشوا في طفولتهم ومراهقتهم سنوات الحرب الماضية، فاتت هذه الحرب لتوقظ لديهم الشعور الدفين بعدم الاطمئنان.

خوف مزمن


صيدلية اخرى في منطقة اليسار تقول ان استهلاك ادوية الاعصاب زادت بنسبة ضئيلة خصوصًا تلك الادوية التي تعالج الخوف المزمن والعصبي ومهدئات الاعصاب وكانت الاعمار تترواح ايضًا بين 40 و60 عامًا. الدكتورة آسيا جريج من صيدلية في بلدة رومية تقول ان ادوية الاعصاب مطلوبة بكثرة في جميع الظروف، وحصلنا على وصفات طبية جديدة للاعصاب خلال الحرب ولا احد دون سن الاربعين وهي توصف للتعصيب والقلق والخوف العصبي والهلع.