الدار البيضاء أحمد نجيم: علمت quot;إيلافquot; أن بوبكر الجامعي، مدير نشر مجلة quot;لوجورنالquot; المغربية الأسبوعية الصادرة باللغة الفرنسية، قدم استقالته من منصبه. وسيعقد يوم الخميس المقبل بأحد فنادق الدار البيضاء ندوة صحافية يشرح فيها أسباب الاستقالة. وقد أخبر صحافيو المجلة الأسبوعية بالخبر اليوم الثلاثاء.

أسباب الاستقالة تعود إلى غرامة مالية تصل إلى ثلاثة ملايين درهما، كل دولار يساوي قرابة تسعة دراهم. وقد أدانت محكمة بالدار البيضاء بوبكر الجامعي، باعتباره ناشرا والصحافي فهد العراقي، على خلفية نشر تحقيق يشكك في تقرير أنجزه مركز أوربي، فرفع مدير المركز البلجيكي كلود مونيكي دعوى قضائية ضد المجلة وحكمت بأداء المبلغ المذكور. وقبل أسبوعين زار عونان قضائيان المجلة بحثا عن المبلغ، وتكررت الزيارة الأسبوع المقبل للمرة الثانية. وكان مدير المركز الذي وجهت له الصحافة البلجيكية انتقادات، طلب من quot;لوجورنالquot; الاعتذار في افتتاحية يكتبها الجامعي، غير أنه رفض العرض، كما رفض عرض الأمير مولاي هشام، ابن عم العاهل المغربي الملك محمد السادس، لتسديد المبلغ كاملا. وبدت فكرة الاستقالة، وربما مغادرة المغرب، الحل الذي يبقي مدير نشر هذه المجلة مرفوع الرأس.

وتعرف كتابات بوبكر الجامعي، خاصة افتتاحياته، بالقوة والعمق في التحليل والجرأة في تناول المواضيع. وقد شكلت المجلة الأسبوعية أحد أشكال الانفتاح في الصحافة المكتوبة، إذ كسرت مجموعة من الطابوهات التي كانت محظورة حتى نهاية التسعينات، فظهورها قبل عشر سنوات كان مؤشرا كبيرا على تحول في الصحافة المغربية. وقد كان للأسبوعية صحيفة باللغة العربية quot;الصحيفةquot;، وهي التي تحولت قبل فترة قصيرة إلى يومية، وأضحى يملكها فاضل العراقي، الشريك السابق لبوبكر الجامعي وعلي عمار في المؤسسة.

عاشت quot;لوجورنالquot; مآسي كبيرة في صراعها مع حرية التعبير، إذ منعت خلال حكومة اليوسفي الاشتراكي، بسبب نشرها لرسالة يتحدث فيها زعيم يساري عن تواطؤ حزب اليوسفي، الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، مع الجينرال أوفقير، الذي قاد انقلابا في 1973 ضد الحسن الثاني، ورغم ذلك واصلت الصحيفة الصادرة باللغة الفرنسية مسيرتها تحت إدارة بوبكر الجامعي.

تزامن هذا الخبر مع خبر آخر يتعلق بالحكم على مدير نشر مجلة quot;نيشانquot; إدريس كسيكس والصحافية سناء العاجي، بثلاث سنوات سجنا مع وقف التنفيذ، مع الغرامة وتوقيف المجلة لشهرين، على خلفية تحقيق حول النكت التي يضحك عليها المغاربة. وانتقدت منظمات مغربية ودولية هذا الحكم الذي وصفته بالقاسي والمقيد لحرية الصحافة في بلد كان يوصف بكونه أكثر البلدان العربية انفتاحا في هذا المجال. تزامن هذان الحادثان واستهدافهما للصحافة المستقلة سيثير نقاشات أخرى في الأيام القليلة المقبلة في المغرب.
[email protected]