متحدث رسمي: التأجيل فني وليس سياسي
العربية تؤجل بث حلقات فيلم quot;الملك عبد اللهquot; إلى السبت

فيلم الملك عبد الله يكشف أسراراً تذاع للمرة الأولى

إيلاف من لندن: علمت quot; إيلاف quot; من مصادر وثيقة الإطلاع أن قناة العربية أوقفت بث برنامجٍ أعد لتوثيق حياة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز تلفزيونياً بعد أن بثت الحلقة الأولى منه يوم أمس وذلك دون إبداء الأسباب بشكل رسمي حتى هذه اللحظة. وقال متحدث بإسم العربية لإيلاف أن سبب إيقاق حلقة اليوم الجمعة هو أن الفيلم كان محملا على تقنية quot; هاي ديفنشن quot; وهي تقنية عالية الدقة والوضوح لم تتحملها عربسات مما جعل القناة ترسلها تسليماً باليد إلى مقر هيئة البث. وأكد المتحدث أن الفيلم سيعرض غدا. ويبدو ان هناك اسبابا لم تعلن مثل ما احدثته بعض التصريحات التي تركت ردود فعل قوية مثل تصريح الامير بندر بن سلطان عن امكانية تجنب احداث سبتمبر لو أخذ الأميركان التحذيرات السعودية على محمل الجد.

وبعد أن أبرزت سي ان ان تصريحات الأمير بندر بشكل لافت في نشراتها الإخبارية، فإن هذه الزوبعة البندرية بشأن تصريحاته عن الدور السعودي الذي كاد له أن يحول دون أحداث سبتمبر ، شبيهة بالزوبعة التي أثارها الملك عبد الله بن عبد العزيز في حديث مع بي بي سي أشار فيه إلى أن الرياض بعثت معلومات للأمن البريطاني قبيل أحداث 7-7 .

وقال مصدر مسئول في الشركة تحدث مع quot;إيلافquot; شريطة عدم ذكر أسمه :quot;إنني أؤوكد أن السبب ليس سياسياً بل هو فني نتيجة لعدد من العوامل التنظيميه، ولن يتم التعديل على الحلقات أو الإضافة إليها لأنها ليست محور اعتراضquot;.وكان الملك عبد الله قد أستقبل فريق عمل الفيلم قبل نحو أسبوعين.

وبدأ فكرة هذا العمل كتوثيق لمسيرة عاهل أكبر مملكة نفطية في العالم في تزامن مع الذكرى الثانية لتوليه الحكم في أغسطس عام 2005، إلا أن إضافة حلقات جديدة أسهم في تأجيل البرنامج عدة مرات.

وربما يحصل هذا البرنامج على quot;أوسكار التأجيلاتquot; بعدما تم تأجيله 3 مرات خلال شهر واحد رغم أنه كان يحظى بترقب شعبي لا حدود له في السعودية التي يحظى فيها الملك بنسبة شعبية لا تضاهى.

وتحدثت الحلقة الأولى من البرنامج عن دور الملك عبد الله في مواجهة التحديات الخارجية والتي كان على رأسها أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي شارك فيها 15 سعودياً، وأحدثت ردود فعل غربية عنيفة فيما يتعلق بالمناهج المحلية أو دعم حملات التدين الموجهة للخارج.وغالباُ ما كانت تذهب التبرعات السعودية للجيوب الخطأ مما جعلها متهمة بشكل أو بآخر بأنها تدعم الإرهاب.

وعلى الرغم من أن العربية بثت عددا من الإعلانات الرسمية بغية قطع الشك بيقين موعد البث، إلا أنه تأجل مرة أخرى، قبل أن يتم إيقافه مؤقتاً حسب ما قررت الإدارة اليوم الجمعة. ويبدو أن على الصحف السعودية أن تغير صفحاتها التي لا يمكن تحديثها فور تغير الخبر.

عن الفيلم

يكشف الفيلم الوثائقي الذي يحكي حياة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، وتبثه قناة العربية الأربعاء المقبل، عدداً من الأسرار التي تذاع للمرة الأولى مثل قصة محاولة اغتياله بتفاصيلها كاملة، وخلافه الحاد مع بوش قبيل أحداث الحادي عشر من شهر سبتمبر، إضافة إلى قصة تعليقه إحدى جلسات مجلس الوزراء بسبب إرهاق الملك فهد.

ويكشف الفيلم الذي تبثه quot;العربيةquot; على مدار خمس حلقات إن الحكومة السعودية حذرت إدارة بوش قبيل أحداث الحادي عشر من سبتمبر من وجود تهديد قد يطال تأثيره الولايات المتحدة، إلا أن المسؤولين الأميركيين لم يأخذوا هذه التحذيرات على محمل الجد.

وفي فصل آخر من الفيلم يتم الحديث عن الدور السعودي في حل قضية لوكربي بين بريطانيا وليبيا بعد أن طلبت لندن وسيطاً يمكن أن يوثق به. وتم ذلك التدخل عن طريق الأمير بندر بن سلطان الذي قاد مجهوداًُ مضنياً تم على إثره الوصول إلى صفقة تقضي بدفع ليبيا تعويضات لأسر الضحايا مقابل فك الحظر عنها.

وتم تخصيص حلقتين عن الشؤون الداخلية تطرقا إلى الأزمة المالية التي تعرضت لها السعودية قبل عدة سنوات وطلب الملك خلالها بعملية quot;شد الأحزمةquot; وتقليص النفقات، إلا انه رفض رفضاً قاطعاً وقف الصرف المالي على قطاعي الصحة والتعليم. كما أنه رفض فكرة الاستدانة من البنوك المحلية حسب ما سيتحدث عنه وزير المالية إبراهيم العساف.
وسيتم التطرق إلى طلب الملك تخصيص 26 بالمئة من ميزانية الدولة للتعليم والصحة وأنه حاسب بعض الوزراء الذين تأخروا في تنفيذ مشروعاتهم رغم أنهم حصلوا على الأموال اللازمة.

وفي خضم هذه الأجواء المشحونة بعد بدء تطبيق عملية توطين الوظائف يحكي وزير العمل غازي القصيبي عن قصته حين ذهب إلى الملك عبد الله وهو في قمة إحباطه النفسي بسبب الضغوط التي واجهته وما خلفه ذلك من هجوم كبير على الوزير، وهو ما واجهه الملك عبد الله بن عبد العزيز بكل هدوء قائلا له quot;إنها مهمة كبيرة ويجب أن تقنع الناس بهاquot;.

أما الحلقة المختصة بعبد الله الإنسان فتحدث فيها كبار أخوته وعلى رأسهم ولي عهد الأمير سلطان الذي روى للفيلم قصة وفاء الملك عبد الله لأخيه الراحل الملك فهد حين كان في أيام مرضه الأخيرة، وحينها رفض الملك عبد الله الذي كان ولياً للعهد أن يوقع على أي ورقة باسمه طالما أن أخاه حيّ.
وكشف قصة محاولات توقيع الاتفاقية اليمنية حين تفاجأ وقت ذهابه إلى صنعاء أن الجانب اليمني أدخل تعديلات على نصوص الاتفاقية مما جعله يتصل بالرئيس علي عبد الله صالح الساعة السادسة صباحاً يبلغه بأن quot;الكلام تغيرquot; ووأنه لا بد وأن يخبر الملك عبد الله بالتغيير، إلا أن الرئيس صالح أخبره بأنه موافق على كل شيء ولن يتم التعديل.

أما الأمير سلمان فكان أحد أهم نجوم هذا الفيلم الوثائقي إذ تحدث بحميمية لا حدود لها عن أخيه الأكبر وخصوصاً عن تلك الرحلة الخارجية التي كانت الأولى في حياة الأمير سلمان مع الملك عبد الله. وكانت تلك الرحلة إلى فرنسا. وروى الأمير سلمان قصة طريفة عن تلك الزيارة كونهما كاناً يلبسان لباسهما السعودي وكانا مثار دهشة الفرنسيين.

الجزء الخامس والأخير تحدث أبناء الملك للمرة الأولى عن والدهم. وروى الأمير تركي بن عبد الله قصة مؤثرة عن والده الذي أنقذه حين كاد يغرق، وكيف انه كان رافضاً في البداية أن ينضم إلى سلك الطيران الحربي، ما أثار حزنه إلى أن جاءه أخوه الأمير متعب موفداً من الملك عبد الله يبلغه بالموافقة.كما أن الأمير منصور تحدث كيف أن والده أمر بضربه بسبب شكوى ضده من قبل أحد أصدقائه الذي اعتدى عليهم. وينشر الأمير خالد، وهو أكبر أبناء الملك، واحداً من الخطابات التي أرسلها له والده وفيها توجيهات أبوية له.

وتحدث الأبناء الأمراء عن والدهم الملك حين كان يحكي لهم قصص معاناته في الصغر وكيف أنه يعتبر quot;الحرس الوطنيquot; واحداً من أغلى أبنائه إليه.أما الأمير عبد العزيز بن فهد فقد روى قصة دموع الملك عبد الله بعد أن رفع إحدى جلسات مجلس الوزراء بسبب إرهاق الملك فهد. ولمح الأمير الشاب عمه وعيناه تتلألآن بالدمع بسبب حالة أخيه الصحية.وكانت quot;إيلافquot; المصدر الإعلامي الأول الذي يكشف تفاصيل الفيلم قبل بثه مما جعل مواقع إلكترونية أخرى تمارس عمليات السطو غير المسلح.