صالح المطلك رئيس جبهة الحوار الوطني العراقي لquot;إيلافquot;:
الصراع بين معارضي الحكومة على الزعامات أعاق إسقاطها
أسامة مهدي من لندن:
اكد رئيس جبهة الحوار الوطني العراقي صالح المطلك ان الصراع بين المعارضين للحكومة العراقية حول الزعامة قد أفشل مشروعها لإسقاط هذه الحكومة وحمل ايران والولايات المتحدة مسؤولية إجهاض المشروع الوطني العراقي ووصف قرار الكونغرس الاميركي بتقسيم العراق بأنه مشروع الحكيم ndash; بايدن وقال إن جبهته تؤيد المجلس السياسي للمقاومة وتدعوه الى الانفتاح على القوى التي واجهت الاحتلال من دون سلاح وشدد على ضرورة إلغاء المادة 140 من الدستور لإلحاق مدينة كركوك بإقليم كردستان محذرا من ان هذا سيقود الى حرب اهلية.
وعن الازمة الحكومية الحالية وانسحاب 3 قوى منها قال المطلك في حديث مع quot;إيلافquot; ان جبهة الحوار لاتهتم في ما اذا عاد الوزراء المنسحبون من الحكومة ام لم يعودوا لان بعض القوى التي يمثلونها كانت مهمشة اصلا فلم يترك انسحابها فراغا خارج او داخل الحكومة التي يسيطرعليها الائتلاف الشيعي والتحالف الكردستاني اللذين يبدو انهما متشبثان بمقاعد السلطة تحت اي ثمن وحتى اذا تعرض العراق لمخاطر جديدة. واضاف انه من هنا فإن على القوى الاخرى ان تتوحد في موقف جريء واضح تطرح فيه معالجات للأوضاع الحالية وبما يؤدي الى تغييرات في العملية السياسية وبما يضمن حصول مصالحة وطنية شاملة على أساس بناء مؤسساتي صحيح. واشار الى ان مثل هذا الموقف لم تستطع القوى السياسية المعارضة ان ترتقي اليه لحد الان لان بعضها يتحدث مع الحكومة بشكل خجول والبعض الاخر يتعرض الى التنصفية والملاحقة لمعارضته للممارسات الحالية بشكل واضح.
صراع الزعامات والدعوة لموقف معارض جريء
واكد المطلك ان الوقت قد حان لان تطرح القوى السياسية المنسحبة من الحكومة مواقفها بشكل جريء حول الاجراءات التي تفضي الى تغيير الحكومة الحالية لتكون في العراق حكومة فاعلة بعيدة عن المحاصصة. وعما اذا كانت القوى المعارضة قادرة على انجاز هذا الهدف اوضح انها تستطيع ذلك فيما اذا كانت جادة في الامر ولا تخضع لارادات قادمة من الخارج. وعن تشكيل هذه القوى اقلية بوجود الائتلاف والكردستاني تساءل قائلا: عن اي ائتلاف تتحدثون وقد تشظى ولذلك فان التحالف الرباعي الذي يضم المجلس الاعلى والدعوة والحزبين الكرديين لايمتلك الاغلبية وانما القوى المعارضة هي التي تملك هذه الاغلبية.
وعن سبب ضعف موقف المعارضين وهم اغلبية قال المطلك ان الصراع على الزعامات ومن سيكون رئيسا للوزراء هو الذي اعاق انضاج المشروع الوطني القادر على اسقاط الحكومة. وحول مصير مشروع جبهة الانقاذ الذي اعلن عنه قبل اشهر رئيس الوزراء السابق اياد علاوي والمطلك نفسه اشار هذا الاخير الى انه تم العمل على انضاج المشروع لاكثر من عام وكان على وشك ان يعلن لكن صراع الزعامة قد احبطه.
واضاف ان القائمين على المشروع لايريدون زعامة منفردة وانما قيادة جماعية تنبثق من الانتخابات التي ستفرز الزعيم. واوضح ان العمل قد بدأ من جديد لانضاج المشروع بالاشتراك مع علاوي ويمكن ان يعلن في وقت قريب. وحول مشروع الانقاذ الجديد واهدافه والقوى التي ستنخرط فيه اوضح ان الوقت لم يحن بعد لكشف تفاصيل عن هذه الامور حتى لايحبط المشروع مرة اخرى لكنه اوضح انه سيكون مشروعا على شكل تجمع للانقاذ.
استعداد للمشاركة في الحكومة بشروط
وحول استعداد جبهة الحوار المشاركة في الحكومة التي امتنعت عنها لحد الان اذا تشكلت حكومة تكنوقراط غير خاضعة للمحاصصة قال المطلك ان الجبهة ستنخرط في هذه المشاركة اذا تشكلت حكومة تكنوقراط.. حكومة شجعان تضم وزراء من اصحاب القرار الذين يستطيعون تخليص الوزارات من الامراض التي تفشت فيها. واشار الى ان جبهة الحوار لم تدخل العملية السياسية لتكون معارضة فقط لكن الاطراف الاخرى كانت اكبر حجما وتسيّر الامور بشكل خاطئ.. وقال اما الان فاذا كانت هناك رغبة حقيقية للتصحيح ليس من المعقول البقاء في المعارضة او اتخاذ المواقف الحادة.. لكنه اضاف انه يشكفي ان الحكومة الحالية قادرة على تحقيق ما هو مطلوب منها.
وعما اذا كان متفائلا في امكانية اجراء اصلاح حكومي شدد المطلك على انه ليس كذلك بسبب وجود اجندات خارجية تدخل على الامر وفي مقدمتها ايران والولايات المتحدة. وقال ان الاطراف الحاكمة الحالية ليست على استعداد للتقدم نحو مصالحة حقيقية تنقذ العراق من اوضاعه المتردية الحالية موضحا ان جزءا من هذا العجز سببه الفساد المالي quot;وبالتالي فان الكل متشبثون بمواقفهم لانهم يسرقون من دون حسابquot;.
اتهام طهران وواشنطن بإحباط المشروع الوطني العراقي
وعن الجهات الخارجية التي تحبط المشروع الوطني قال انهما ايران والولايات المتحدة مشيرا الى ان ايران مسؤولة بالدرجة الاولى عن هذا الامر اما واشنطن فانها تتخبط بمشاريع عدة بين اليمين المتطرف الهادف الى تقسيم العراق ومشروع الادارة الساعية الى تقديم نموذج عراقي الى المنطقة موضحا ان هناك صراعا بين هذه المشاريع.
وحول المشروع الذي طرحته ايران مؤخرا باستبدال القوات المتعددة الجنسيات باخرى ايرانية وعربية بينها سورية اشار رئيس جبهة الحوار الوطني الى ان لايران دورا كبيرا في تدمير العراق وقال انها تشعر حاليا انها القوة الحقيقية داخله ومن منطلق هذه الثقة فانها تعتقد انها قادرة على احتواء الاوضاع العراقية من خلال تأثيرهافي القوى والاحزاب داخل البلاد. واضاف ان ايران ليست هي الدولة المقبولة للعب دور في العراق لانها غير محايدة او عادلة في مواقفها ولم تكن منصفة مع العراقيين ومن هنا فان الدور الايراني غير مرحب به.
الموقف من المجلس السياسي للمقاومة
وعن موقف جبهة الحوار من المجلس السياسي للمقاومة الذي اعلن مؤخرا اشار المطلك الى ان الجبهة ترحب به ولكنها تطلب منه ان ينفتح على قوى وفصائل المقاومة الاخرى لتكون كلها موحدة في مجلس سياسي واحد يستوعب القوى السياسية التي قاومت الاحتلال من دون سلاح وعند ذلك سيكون هناك مشروع وطني مسلح للمقاومة موازيا لمشروع سياسي واضح يعبرعما تريده المقاومة لحل ازمة العراق. وحذر من ان الخطر في هذا الامر يكمن في ما اذا اعتقدت المقاومة انها وحدها المؤهلة لاستلام الحكم في العراق او انها ستتسلمه لوحدها وعند ذاك سينتقل الصراع الى داخل المقاومة وهذا امر خطر جدا. واوضح انه ليس هناك لحد الان اي اتصال بين جبهة الحوار والمجلس السياسي للمقاومة.
وعما اذا كان يرى اهمية لوجود مثل هذا المجلس اكد المطلك ان وجوده ضروري نظرا لانه كان هناك فراغ في وجود مرجعية للمقاومة يمكن للاطراف الاخرى ان تتفاوض معها خاصة وان البعض يتهم المقاومة بانها مجرد اشباح لكنه الان اصبح لها جسم يمكن للجميع الاتصال به والتفاوض معه. وحول ما اذا كان المجلس مستعدا لحوار او مفاوضات مع الحكومة او الاميركيين اشار المطلك الى ان المجلس اعلن انه غير مستعد الان لمفاوضة الاميركيين لان هؤلاء غير مستعدين اصلا حاليا فهم ما زالوا يراهنون على شق المقاومة وخلق فتنة بين فصائلها ليكونوا منتصرين على الجميع.. لكنه شدد على ان الامور لن تحسم الا بالمفاوضات ليس مع الحكومة لان لها مشروعا طائفيا لتقسيم العراق وبالتالي فان الحديث معها غير مجد فهي لاحول لها ولا قوة وتنفذ ما يريده الاميركيون ومن هنا فان الافضل التفاوض مع الاميركيين مباشرة كما قال.
تسليح الاميركيين للعشائر السنية
وعن موقف جبهة الحوار الوطني من تسليح الاميركيين للعشائر السنية اشار المطلك الى انه اذا تم هذا بشكل حسن وتم التعامل مع المسألة على انها مرحلة انتقالية مع وضع اسس صحيحة لتسليم السلاح فإنه لابأس من ذلك ولكن اذا بقيت عملية التسليم بالشكل الحالي فانه سيكون هناك صراع مسلح وعنيف بين العشائر على السلطة. وحول تصاعد مطالبة المجلس الاعلى بالفيدرالية مؤخرا اوضح المطلك ان هذا الامر تزامن مع مشروع التقسيم لعضو الكونغرس بايدن.. وقال quot;نحن سمينا هذا بأنه مشروع الحكيم ndash; بايدن لان بدأ به الحكيم وانتهى به بايدن فهو مشروع ضد وحدة العراقquot;. واضاف ان بايدن سيكتشف خطأ مشروعه السياسي وان اطرافا عراقية قد خدعته وهي القوى ذاتها التي صورت للاميركيين قبل السقوط ان العراق لقمة سائغة يسهل احتلالها.
طريقة تعامل القيادات الكردية مع الازمة مع تركيا مدمرة
وعن تقويمه لتعامل القيادات الكردية مع الازمة العراقية التركية قال المطلك ان هذه القيادات اخذت اكبر من حجمها بكثير واذا بقيت بغرورها الحالي فانها ستلحق اضرارا كبيرة بالشعب العراقي. واشار الى ان هذه القيادات في تعاملها مع الازمة تراجعت من العنجهية الفارغة بالتهديد بالقتال الى التخاذل والتراجع الكبير في المواقف وهو ما يؤشر إلى ضعفها لانه كان عليها البقاء متوازنة حتى لا يحصل هذا الامر. وقال ان المشروع الكردي وفي ما اذا بقيت القيادات الحالية قائمة عليه فانه سيدمر العراق والاكراد وتجربتهم كما سيربك المنطقة كلها.
كركوك والمادة 140 من الدستور
وحول عدم تنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي الخاصة بكركوك لحد الان وفيما اذا كانت جبهة الحوار تؤيد تنفيذها ام رفضها شدد رئيسها المطلك على ضرورة إلغاء هذه المادة من الدستور. وقال ان الجبهة ترفض مطالبة الاكراد بكركوك مضيفا quot; ان الاكراد وحتى اذا نجحوا عن طريق التطهير العرقي في ايصال نسبتهم بين السكان في المدينة الى 60% فإنهم لن يستطيعوا مواجهة العشائر العربية الكبرى حول المدينة التي ترفض الانضمام الى كردستان وهو امر سيقود الى حرب اهليةquot;.
وعن رده على الانتقادات التي توجه الى بعض القيادات المعارضة التي تتواجد خارج العراق في معظم الاحيان اوضح المطلك ان هذا الوجود هو لمهمات كبيرة تصب في صالح العراقيين وقضيتهم خاصة في المسائل التي لايستطيعون القيام بها وهم داخل العراق من خلال الاتصال مع الدول والقوى المؤثرة في القضية العراقية لشرح حقيقة ابعاد الاوضاع العراقية. واضاف quot;انا اتنقل بين الدول لشرح حقيقة الازمة العراقية ولست مستمتعا بالبقاء خارج العراقquot;.