صحافيو مصر ينتخبون نقيباً ومجلساً جديداً لنقابتهم
الحكومة والمعارضة تتقاتلان لحسم quot;موقعة السلالمquot;

إنتخابات نقابة الصحافيين بمصر... معركة تحسمها السياسة

5 مرشحين لنقيب صحافيي مصر و81 للمجلس

نبيل شرف الدين من القاهرة: إنها معركة أشهر سلالم مصر التي تحولت خلال الأعوام الماضية إلى quot;هايدباركquot; تتسع لكل صاحب مظلمة، وهو الأمر الذي أزعج النظام الحاكم في مصر بكافة أجهزته ومؤسساته، وأثار حفيظة قطاع من الصحافيين الذين رأوا في الأمر انتهاكا لنقابتهم، ومشهدا لا يليق بمكانتها أن تستضيف quot;باعة الخضروات وسائقي الحافلات وعمال الغزل والنسيجquot; وغيرهم من الغاضبين، في موجات الاحتجاجات التي تواترت خلال الفترة الأخيرة، على نحو متصاعد، ربما لم تشهده مصر منذ الإطاحة بالنظام الملكي عام 1952 .

وفي التفاصيل فوسط حضور كثيف، وإجراءات أمنية مشددة، انطلقت صباح اليوم السبت جولة الاقتراع الأولى، في انتخابات نقابة الصحافيين المصريين، لاختيار نقيب جديد وأعضاء جدد لمجلس النقابة .

وتجرى الانتخابات في 20 لجنة في مقر النقابة الرئيس وسط القاهرة، وفي مقرها الفرعي في الإسكندرية، ويتنافس فيها خمسة مرشحين على منصب النقيب، أبرزهم مكرم محمد أحمد، ورجائي الميرغني، كما يتنافس على مقاعد أعضاء المجلس 77 مرشحاً منهم 9 من أعضاء المجلس القديم، و11 سيدة كأكبر عدد من المرشحات السيدات، لعضوية المجلس طوال تاريخ النقابة المصرية .

موقعة السلالم
وبالطبع لا يمكن اختزال المعركة تماماً في السيطرة على quot;سلم النقابةquot;، فهناك عشرات من الملفات المهنية والسياسية العالقة، التي تنتظر حلولاً حاسمة، لا يبدو أنها وشيكة التحقق، غير أن هذا السلم أصبح رمزاً، تتجاذبه السلطة ومن يدور في فلكها، في محاولة لاستعادته بعد أن أصبح quot;مسمار جحاquot;، الذي يحج إليه الحابل والنابل، كما يقول أنصار هذا الرأي، ويسوقون في سبيل إثبات صحة مذهبهم عدة حجج مثل : التركيز على الطبيعة الخدمية للعمل النقابي، والاهتمام بالقضايا المهنية وعدم التورط في مهاترات جانبية.

لكن في الجانب الآخر تعلو راية أخرى يحملها خليط من المعارضين القادمين من اليسار واليمين، مؤكدين أنه يعتبر quot;شرف عظيم أن تتحول نقابة الرأي والضمير إلى ساحة للمظلومين والمكلومين، وأن نقابة الصحافيين شاءت أم أبت، تعد طرفاً أصيلاً في كل ما تشهده البلاد من حراك سياسي، وأنها ليست مجرد quot;مؤسسة خيريةquot; تقدم الخدمات والتخفيضات، بل هي قاطرة تقود المجتمع نحو التقدم، والنضال من أجل كسب المزيد من الحقوق والحريات العامة، التي يستفيد منها القطاع الأكبر من المصريين .

دعاية وبرامج
وشهدت المؤسسات الصحافية المصرية نشاطا مكثفا قبل ساعات من توافد العاملين بها على نقابة الصحافيين للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، وصعد المرشحون في الانتخابات من معدل زياراتهم للمؤسسات الصحافية لعرض برامجهم الانتخابية على الصحافيين .

وشهد الوسط الصحافي المصري حالة واسعة من الجدل في أعقاب لقاء جمع بين مكرم محمد أحمد المرشح لمنصب النقيب وأحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء أعلن مكرم بعده عن موافقة الأخير على دعم البرنامج الانتخابي له بعدد من الإجراءات، في مقدمتها الموافقة على زيادة quot;بدل التكنولوجياquot; الذي يحصل عليه الصحافيون شهريا بمعدل 200 جنيه مصري، في زيادة هي الأعلى من نوعها منذ إقرار الدولة حصول الصحافيين على هذا الدعم قبل سنوات .

وبينما اعتبر صحافيون أن هذه الخطوة من شأنها حسم المنافسة مبكرا لصالح المرشح الحكومي مكرم في مواجهة منافسه رجائي الميرغني الذي يوصف بأنه quot;مرشح تيار الاستقلال النقابيquot;، فقد اعتبرها صحافيون آخرون تدخلا حكوميا سافرا في سير العملية الانتخابية وعدولا عن حياد كانت الدولة قد التزمت به في آخر انتخابات جرت في النقابة قبل عامين على منصب النقيب .

سياسة وخدمات
وكان اللافت في هذه المعركة أن غالبية برامج المرشحين الانتخابية بدت متشابهة إلى حد كبير في مضمونها، فاستندت إلى ثلاثة محاور أهمها التصدي للحبس في قضايا النشر، وهو ما شكل قاسما مشتركاً، خاصة بعد صدور أحكام بالحبس على خمسة رؤساء تحرير وستة صحافيين آخرين .

أما المحور الثاني فقد تمثل في الوعود بتحسين الأجور فأسهب المرشحون في تناول هذه القضية نظرا لما يعانيه الصحافيون من ظروف اقتصادية صعبة ومعيشية أصعب بسبب تدني الأجور التي يحصلون عليها وأكد المرشحون العمل على حل هذه القضية الشائكة واقترحوا ضرورة حصول النقابة على 5% من الـ15% التي تحصل عليها الحكومة من رسوم الإعلانات وأخيراً يبقى المحور الثالث متمثلاً في الخدمات التي ركز عليها فريق من المرشحين مؤكدين ضرورة أن تتحول النقابة إلى مؤسسة خدمية بالأساس، وسعى هؤلاء إلى الاستفادة من علاقاتهم الوثيقة بكبار المسؤولين للحصول على مزايا خاصة وخدمات للصحافيين في شتى المجالات، سواء في الصحة والعلاج على نفقة الدولة، وتنظيم دورات تدريبية للصحافيين وأسرهم، وتوفير قطع أرض وشقق سكنية، وصولاً إلى الخطوط المجانية للهواتف النقالة .


ملاحظات إجرائية
ورصدت لجنة المراقبة الذاتية لانتخابات نقابة الصحافيين عدة ملاحظات حول العملية الانتخابية التي انطلقت صباح السبت، وذكرت اللجنة فى بيان وزعته تلك الملاحظات وهي :

1 - وجود 9 لجان في الطابق الأرضي لمبنى النقابة لتصويت 2250 ناخباً بمعدل قيد 250 صحافياً في كل لجنة ما يؤدي إلى الزحام أمام اللجان بسبب ضيق المساحة المخصصة .
2 - وجود 5 لجان في الدور الاول يدلي فيهم 1250 عضوا من أعضاء الجمعية العمومية بأصواتهم ووجود 6 لجان في الطابق الرابع يدلي فيها 1500 من أعضاء الجمعية العمومية باصواتهم .
3 - تجرى عمليات فرز الأصوات في الدور الرابع داخل القاعة الكبرى لمنصب النقيب والعضوية رغم صغر مساحتها ما يؤدي إلى إرهاق مندوبي المرشحين في متابعة عملية الفرز وضمان الشفافية بها .
4 - كل الصناديق التي سيتم فيها الادلاء بالاصوات نصف شفافة زجاجية .
5 - اعتذار بعض مندوبي المرشحين للجنة النظام في النقابة عن المشاركة كمندوبين للمرشحين داخل اللجان الانتخابية .
6 - أرسلت النقابة إرشادات التصويت إلى المؤسسات الصحافية لإعلانها لأعضاء الجمعية العمومية لضمان صحة ادلائهم بأصواتهم أثناء العملية الانتخابية .
7 - انتخاب النقيب في ورقة منفردة كما أن انتخابات أعضاء المجلس في ورقة منفصلة وتوضع كل منهما في الصندوق المخصص لذلك .
8 - ضرورة إختيار 12 مرشحا بغض النظر عما اذا كان بعضهم أو كلهم تحت أو فوق السن لضمان صحة التصويت .