حصيلة عملية المسجد الأحمر: مقتل أكثر من 600
كلما تشتد الوطأة يزيد التطرف والإرهاب قوة

عبد الخالق همدرد من إسلام آباد: قضية الإرهاب قد أصبحت شغل العالم الشاغل. ولم يعد يخلو جدول أعمال أي لقاء بين مسؤولين من دولتين إلا وهذا الموضوع يحتل قمة الهرم فيه. وأصبحنا نقرأ الأخبار هكذا: أجرى الجانبان محادثات حول مواضيع ذات الاهتمام الثنائي ولاسيما تبادل المعلومات الأمنية بين البلدين حول الإرهاب .... ومن المحتمل جدا أن يقوم الجانبان بتوقيع على اتفاقية لتبادل المعلومات الاستخباراتية عن الإرهاب ... وشدد الطرفان على التعاون في الحرب على الإرهاب ...ورغم أنّهليس هناك أي اتفاقية لتبادل المجرمين بين البلدين إلا أن الرئيسين اتفقا على وضع صيغة لتبادل الإرهابيين ... وقد علق المسؤول على ذلك قائلا إننا ندرس موضوع ربط التعاون بين البلدين بأداء الحكومة في الحرب على الإرهاب... وعناوين كثيرة من هذا النوع كلها تشير إلى موضوع واحد.

بعد كل هذه المحاولات للقضاء على الإرهاب ينشأ السؤال حول مدى نجاح كل تلك الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وتبادل المعلومات وتقديم المساعدات ... و التهديد بقطع المساعدات و... الإغراء بتقديم المساعدات... هل الإرهاب انتقص أم ازداد ؟

والرد عليه جاء في مؤتمر صحافي عُقد في مقر القيادة العامة للجيش الباكستاني خلال الأسبوع الثاني من شهر نوفمبر الجاري لتقديم موجز عن الحرب على الإرهاب في باكستان. وقد نقلت الصحافة المحلية والدولية محتوياته يوم 14 من الشهر الجاري.

وتلك المعلومات مثيرة للغاية إذ إنها تشير إلى أن خسائر القوات المسلحة الباكستانية في تلك الحرب منذ عام 2001 م إلى يومنا هذا كانت أكثر من ضعف خسائر الإرهابيين كما أن عدد المصابين في صفوف القوات الأمنية أضعاف مضاعفة من مصابي الإرهابيين.

وقد أفاد كبار مسؤولي الجيش أن أكثر من 600 عنصر من القوات الأمنية و1300 مدني قتلوا في 28 هجوما انتحاريا و39 تفجيرا حدثت بعد عملية المسجد الأحمر ndash; يوليو 2007م- كما أن القوات المسلحة تعرضت لأكثر من 192 كمينا نصبها الإرهابيون.

على صعيد آخر اعترف المسؤولون أن الإرهاب والتطرف شهد ازديادا عقب عملية المسجد الأحمر - أكبر عملية في تاريخ باكستان ضد المدنيين بعد انفصال بنغلاديش عنها عام 1971م ndash; في حين يرى المسؤولون أن حكومة مجلس العمل الموحد في إقليم الحدود الشمالية الغربية كانت لا تسمح بحرية تحرك القوات المسلحة هناك وقد نالتها القوات عقب حل البرلمان الإقليمي في 8 أكتوبر الماضي.

ومن المثير جدا أن المسؤولين العسكريين ذكروا أن الجيش خسر 966 عنصرا منه في أثناء الحرب على الإرهاب منذ عام 2001 م إلى جانب إصابة 2259 جنديا بجروح. في حين كانت خسائر الإرهابيين في تلك الفترة نفسها مقتل 488 أجنبيا وإصابة 356 أجنبيا بجروح إلى جانب اعتقال 24 منهم.

وبالمقارنة بين هذه الإحصائيات التي فرضت صحتها يتضح أن القوات النظامية المتدربة في المعسكرات الحكومية المتطورة والمدججة بأحدث أنواع الأسلحة الأميركية قد تكبدت خسائر كبيرة في وجه مقاتلين quot;غير متدربين quot; وquot;عصابات عشوائيةquot; دون أي نظام خاص للاتصالات والإمدادات. وهو أمر فعلا يجب دراسته بجدية.

ويرى بعض المحللين المستقلين أن الإحصائيات المقدمة في ذلك المؤتمر غير دقيقة أو أنها لفترة لا يمكن تحديدها بالضبط ؛ لأن خسائر الجيش الباكستاني قبل عملية المسجد الأحمر قد تخطت عدد 750 قتيلا. وإذا أضفناه إلى 600 قتيل بعد تلك العملية فإنه سيكون 1350 جنديا. كما أن المسؤولين قد أقروا باعتقال وتسليم مئات من الأجانب إلى الولايات المتحدة منذ عام 2001 م وقبل عملية المسجد الأحمر. وبذلك يصبح عدد المعتقلين وهو 24 موضع شك.

على صعيد آخر أشار المسؤولون إلى أن الأولوية للحرب في وزيرستان الشمالية والجنوبية تضييق الخناق على بيت الله محسود قائد المسلحين المحليين المناصرين لطالبان. كما وأنهم يرون أن الحرب على الإرهاب في منطقة سوات ستبلغ نهايتها المنطقية إلى نهاية العام الجاري.