إشكالية التفسير الذكوري للقرآن و السنة النبوية
الكاتبة الهولندية المصرية ناهد سليم: الرجال احتكروا تفسير الدين
حاورتها فينوس فائق: يعتبر كتاب (نساء النبي) لكاتبته الهولندية، مصرية الأصل، ناهد سليم ، الذي أصدرته عام 2003 باللغة الهولندية ، من الكتب المهمة التي صاحبتها ضجة إعلامية في الأوساط السياسية و الإعلامية الهولندية.. النسخة المترجمة إلى اللغة الألمانية و التي تحمل عنوان (أنزعوا القرآن من أيدي الرجال) تسبب هو الآخر في ضجة أخرى في ألمانيا.. تتناول الكاتبة قضية من أهم القضايا حالياً و هي قضية تفسير القرآن و الحديث النبوي ، الذي تم لحد الآن على أيدي مفسرين رجال فقط ، و الذي ألحق الضرر الكبير في مساعي المرأة نحو الحصول على حقوقها، و حرمها من الكثير منها ، بسبب التفسير الرجولي الذي يخدم دائماً مصلحة الرجل في ظل الشريعة الإسلامية.. حيث من المهم جداً أن تشارك المرأة في تفسير القرآن و السنة النبوية و حتى في كتابة السيرة النبوية ، على الأقل من أجل تحقيق المساواة..
ناهد سليم من مواليد مصر، تبلغ من العمر 53 عاماً، مقيمة منذ ما يقارب الـ33 عاماً في هولندا.. منذ بداية نشاطها الكتابي و هي تسعى من خلال أفكارها و طروحاتها إلى خدمة مسألة إصلاح الدين و تحديثه و أنسنة الدين الإسلامي و إشراك المرأة في تفسير القرآن و السنة النبوية.. ناهد سليم لم تخرج عن الدين الإسلامي إلا أنها تطالب بتغيير روح الدين و أقلمتها مع روح العصر و تحديث مبادئ الدين الإسلامي، مثل مسألة بقاء الفتاة عذراء حتى وقت الزواج ، قتل المرأة بدافع غسل العار ، الذي يعني حسب رأيها أن المرأة لا تملك جسدها، و مسألة الحجاب و عدم المساواة بين الرجل و المرأة..
قبل هذا الكتاب أصدرت ناهد سليم باللغة الهولندية كتاباً آخر بعنوان (رسائل من مصر) عام 2000 ، و بعد كتاب (نساء النبي) اصدرت عام 2005 كتباً بعنوان (الصمت خيانة) الذي تتحدث فيه عن النساء المسلمات..
و هي الآن عضو في اللجنة الداعمة للجنة المسلمين السابقين في هولندا التي تأسست على يد الشاب إحسان جامي من أصل إيراني في هولندا و تم الإعلان الرسمي عنها في شهر مارت 2007 هذا العام.. و هي لجنة تختص بشؤون المسلمين الذين لم يعودوا يؤمنون بالدين الإسلامي..
حول كتاب (نساء النبي) و لجنة المسلمين السابقين في هولندا ، كان هذا الحديث مع ناهد سليم ، حيث أحببت التطرق إلى إشكالية تفسير القرآن و السنة النبوية من قبل الرجل و فتح باب لحديث من طراز آخر عن الدين و إصلاح الدين لكن من خلال إمرأة ، و طرح أهم سؤال و هو هل بإمكان المرأة أن تشارك في نقاش من هذا النوع و التطرق إلى مثل هذه الإشكالية التي لم يتم التطرق إليها إلا من خلال الرجل؟
bull;كتاب(زوجات الرسول)، هل هو إنتقاد للدين الإسلامي و القرآن ، أم إنتقاد لتفسير القرآن و السنة النبوية على أيدي الرجل ، أي التفسير الأحادي من قبل الرجل؟ و هل من الممكن التطرق إلى قضية أو إشكالية الجنس (رجل و إمرأة) بين طيات تفسير القرآن و من ثم فتح باب نقاش من نوع آخر تشارك فيه المرأة؟
أعتقد أن هذا ممكن ، كتاب نساء النبي كان بالدرجة الأولى هو انتقاد للتفسير الذكوري للقرآن و مفهوم الدين بشكل عام الذي احتكره الرجال من قديم الزمان ، و هذا الاحتكار يؤدي إلى تضييق النظرة للدين بشكل عام ، و إلى حرمان المجتمع من وجهة النظر النسائية .. و التفسير الذكوري للقرآن أدى أيضاَ إلى الإعتقاد أن الدين الإسلامي و تغطية الشعر مثلاً شيء ينص عليه القرآن و بينما هذا شيء ليس مؤكدا ، على الأقل هناك لحد الآن إختلافات في الرأي في هذا الموضوع ، لأن الكلمات المستخدمة في القرآن لا تعني الحجاب بالمعنى المتعارف عليه الآن.. و نقطة أخرى و هي أن التفسير الذكوري أدى إلى مفهوم الحريم و اعتكاف المرأة عن الحياة العامة و حبسها داخل البيوت ، و حرمانها من التعليم و العمل ، فهذا التقليد كان منتشرا في كل البلدان الإسلامية لغاية نهاية القرن التاسع عشر أو منتصف القرن التاسع عشر ، و في بعض البلدان موجود لحد الآن ، و سبب كل هذا يعود إلى تفسير خطأ لآية معينة في القرآن ، و هي آية الحجاب التي نزلت في نساء الرسول ، و بالذات في زوجته زينب بنت جحش.. قال فيها إنه يجب أن يكون بين الرجال و النساء حجاب أو جدار أو ساتر أو ستار ، هذا كان في الواقع محددا و خاصا بنساء النبي ، إذا تحدثوا مع رجل غريب أن يكون من وراء حجاب. فيما بعد تطور مفهوم الحجاب من مفهوم مقتصر على نساء النبي إلى مفهوم عممه الفقهاء على كل النساء المسلمات ، و بناتهم. و بهذا حبسوهم في سجن مدى العمر ، و تطور الفهوم من مجرد حاجز أو ساتر أو باب إلى حجاب متحرك ترتديه المرأة تلبسه و تأخذه معها إلى كل مكان ترتاده متى ما نزلت إلى الحياة العامة.. كأنها على الرغم من وجودها في الشارع مازالت وراء الحجاب أو الستار أو الجدار الذي نصت عليه سورة النور ، أعتقد هي الآية 33..
bull;تركزين بشكل خاص على الحجاب ، هل هذا هو القصد من إنتقاد التفسير الذكوري للقرآن و السنة النبوية؟ أم أن هناك أمورا أخرى ممكن طرحها للإنتقاد في هذا المجال؟
لا هي بالواقع مجرد أمثلة ، لأن حينما أقول التفسير الذكوري للقرآن و للسنة ينم عن النظرة الذكورية و أن الرجال أساءوا استغلال موقفهم الإحتكاري هذا و فسروا الآية تفسيراً خاطئاً ، لذلك لا أحب أن أرمي الكلام هكذا جزافاَ و أعطي دائماً أمثلة لما أقوله ، فكانت هاتين السورتين ، السورة الخاصة بالحجاب ، بمعنى الزي النسائي و السورة الخاصة بالحجاب بمعنى إعتكاف النساء و الذي كان المقصود بها فقط نساء النبي و عمموها على كل النساء المسلمات و هاتان الآيتان أذكرهما دائماً كمثال لسوء التفسير أو استغلال منطق القوة و الإحتكار الذي أضر بالمسلمين و النساء المسلمات لأجيال طويلة و حرمهم من المشاركة في الحياة العامة في المجتمع ، لذلك إنتقادي لا يقتصر على الزي و الحجاب هذه الأمور لأن هذه فقط مظاهر خارجية لمشكلة أكبر ، المشكلة الأكبر هي مفهوم عدم المساواة بين المرأة و الرجل و هذا الشيء موجود بشكل أساسي في نظرة الإسلام للمرأة. هناك في هذه النقطة تتضارب الآراء بشكل كبير، المسلمون تعودوا أن يقولوا إن الإسلام أعطى المرأة كل حقوقها ، و ساوى بينها و بين الرجل في كل شيء ، و يعتمدون في هذا الشيء على وضع المرأة قبل الإسلام مع وضعها بعد الإسلام .و في الواقع بالنسبة لي و على أساس الدراسة التي أجريتها للقرآن و السنة و وضع النساء في الإسلام ، أستطيع أن اقول إن هذه المساواة متوفرة في مجال واحد فقط ، وهو المجال الروحي أو الروحاني ، بمعنى أن الله خلق المرأة و الرجل و العالم كله من نفس واحدة ، بمعنى أن تكليفهم نفسه و جزاءهم نفسه ، فهذه فقط هي الناحية الروحانية أو الناحية الدينية ، أما إذا إنتقلنا إلى كل المجالات الأخرى في الحياة هذه ، فنرى أنه من الناحية الإقتصادية ليس هناك مساواة إطلاقاً ، من الناحية النفسية ليس هناك مساواة إطلاقاً ، من الناحية الإجتماعية أيضاً ليست موجودة.. إذا الناحية الوحيدة التي تتساوى فيها المرأة بالرجل هي الناحية الروحانية أو الدينية ، هذا في ما يخص الحياة التي تسمى ما بعد الموت ، لكن أنا شخصياً مهتمة بهذه الحياة أولاَ و قبل كل شيء ، و في هذه الحياة أرى نقصا في المساواة بشكل خطر ، لما نعرف أن المرأة ترث نصف ما يرثه الرجل ، نعرف أن هذه هي عدم المساواة المالية ، أما المرأة إذا أرادت أن تخرج من البيت للعمل ، تحتاج إلى موافقة الزوج أو الأب ، إذاأرادت أن تسافر من أجل عملها تحتاج لرجل من العائلة ليرافقها ، و إلا ليس بإمكانها أن تغادر البلد.. و غير ذلك الكثير من الأمور ، فهناك إنتقاصات كثيرة للمرأة في حقوقها ، من ناحية نفسية الفتاة تربى على معتقدات تنتقص من كيانها و صورتها عن نفسها ، و أن المرأة ناقصة عقل و دين ، في مثل هذا الحديث ، موجود في أحاديث مسلم و أحاديث البخاري و هي تعتبر بالنسبة إلى جميع المسلمين هي الأحاديث الموثوق بها لأن هناك تفسيرات كثيرة ، لكن هذه تسمى صحيح مسلم و صحيح البخاري ، من الناحية الجنسية ليست هناك مساواة مثالنا هناك آية قرآنية تقول إن quot;النساء حرث للرجالquot; ، و هذا يبين عدم المساواة بين الرجل و المرأة من الناحية الجنسية..
bull;تنتقدين تفسير الأحاديث النبوية و القرآنية ، بدعوى أنها لا تتناسب مع التطور المجتمعي الحاصل ، لكن هل أن العالم الإسلامي في مرحلته هذه ، و تزامناً مع المد الديني المتخلف و الإرهاب الحاصل الآن بإسم الدين ، هل ترين أنه وقت مناسب لإطلاق مثل هذه الطروحات؟
في الواقع تأخرنا ، كان المفروض أن تطرح هذه الأفكار قبل الآن ، و إذا الناس تنتظر حتى تكون هناك مرحلة ليس فيها أي نوع من النزاعات أو التوتر و الأزمات و المشاكل من الممكن أن ينتظروا إلى ما لا نهاية ، و الغريب أن هذه الأمور لم تطرح مسبقاً في كل محاولات الإصلاح الديني التي تمت من قبل ، فنحن نعرف أنه في منتصف القرن التاسع عشر و القرن العشرين كانت هناك محاولات للإصلاح و الإصلاح الديني و التي يسمونها حركة اليقظة ، و حركة الإصلاح الديني ، فلم تطرح هذه الموضوعات بشكل كاف.. رغم أنه يذكر لقاسم أمين و لو أنه ليس دينياً إطلاقاً ، كان معلما و أستاذا ، أنه طرح هذه الأمور في بداية القرن العشرين سنة 1898 و 2002 أصدر كتابين هما (تحرير المرأة) و الكتاب الثاني (المرأة الجديدة) و فيما بعد نشأت حركات نسائية تدافع عن حقوق المرأة لكن المشكلة أن لا يجرأوا على طرح الأمور بشكل صريح ، مثلاً موضوع مثل موضوع تعدد الزوجات الذي يؤدي إلى مظالم إجتماعية و إلى وباء في العلاقات الإجتماعية بين أفراد المجتمع و لم يعالج لم تتصد له لا الحركات التحررية و لا الحركات النسائية بما فيه الكفاية ، بحيث إنه في كل البلدان العربية و الإسلامية حالياً نجد آفة تعدد الزوجات هذه منتشرة بشكل شنيع حتى في البلاد الآسيوية مثل أندونيسيا التي لم تعرف هذه الظاهرة إلا بعد المد الإسلامي العربي المنتشر هناك أيضاً ، و ماليزيا و بلاد شرق آسيا التي تنتشر فيها هذه الظواهر.. و أنا أعتقد أن الأزمة السياسية التي توجد في الوطن العربي و العالم الإسلامي الآن و المد الديني المتطرف يحتاج إلى وقفة ثابتة من المصلحين و المتحررين ، و موضوع المساواة بين الرجل و المرأة هذه تقع في جوهر الخلافات ، إحتمال أن التطرف الديني هذا ndash; و هذا تفسيري أنا ndash; هو أن هؤلاء يريدون تجميد شكل الحياة و شكل العلاقات العامة و العلاقات بالذات بين النساء و الرجال بالشكل الذي كان سائداً في القرن السابع الميلادي و يخشون أن سيطرتهم على المرأة إخضاعها لهم بقوة الدين في سبيل التغيير و ربما هذا هو سبب أنهم مستميتون بهذا الشكل للإحتفاظ بمميزاتهم التي يستمدونها من الدين إما بالحق أو الباطل.. أعتقد أن إحدى المحاولات التي ستساعد على وقف هذا المد الديني المتطرف هو نهوض كل المتحررين لإيقافهم عند حدهم في ما يخص بالذات هذه الأمور الخاصة بعلاقة الرجل و المرأة..
bull;هل كل من إنتقد الدين ، كان هدفه الإصلاح الإجتماعي؟ و هل أن الإصلاح في مجال الدين و ملائمته مع روح العصر كفيل بحل كل المشاكل التي نعاني منها كبشر خصوصاً في الشرق المتخلف؟
في الواقع هذا ليس بهذه البساطة لأن الإصلاح الديني يجب أن يكون ملازما لإصلاح اجتماعي و إصلاح اقتصادي و إصلاح سياسي ، لكن نحن نعرف أن كل هذه المجالات الأخرى من الإصلاح التي هي ضرورية ، تعطل المجهودات بشكل كبير بسبب التخلف الديني ، فالإصلاح الديني هو أحد الشروط لنجاح الإصلاحات الأخرى ، لكن لا يكفي وحده لأنه لا يؤدي من نفسه إلى إصلاحات أخرى ، لكن يجب أن يتم بشكل ملازم و إذا لم يحدث هذا لابد مثل ما حدث في تركيا ، لإصلاحات في كل النواحي الأخرى ، حيث تم فصل الدين كل مجالات الحياة الأخرى ، و مجالات السياسة بشكل كبير ، لكن لم يحدث بالفعل تقدير للمسائل ، الذي حصل في تركيا إبتداء من أتاتورك و حتى الآن هو أنه وضعوا الدين على جانب و مضوا بكل الإصلاحات الأخرى بينما الدين فقد سيطرته على الحياة العامة ، لكنه لم يتغير و لم يتم إصلاحه ، فما نراه اليوم هو أنه من الممكن أن يعود الدين إلى تركيا بالشكل نفسه الذي كان عليه قبل الفترة التي تلت حكم أتاتورك.. هذه هي الخطورة إذا أهمل الإصلاح الديني و لم يجرؤ الناس على المواجهة و مضوا بالمجتمع بإصلاحات أخرى ، سوف يمكن في أي لحظة أن يأتي جيل جديد ليقول نريد أن نرجع إلى جذورنا الروحانية و نريد أن نرجع إلى اصول الإسلام للشكل المثالي للإسلام و يعودون بنا للخلف مرة أخرى. فلهذا الإصلاح يكون متزامناً من كل النواحي بما فيها الناحية الدينية..
bull;مع توسع دائرة الإرهاب على نطاق دولي و تنامي التشدد الديني (الإسلامي) ، ترتفع الأصوات التي تنتقد الدين الإسلامي على أنه دين يساعد على الإرهاب ، فهل صحيح أن الدين الإسلامي يحمل بذرة الإرهاب؟
أعتقد أن من أجل أن نحكم على أي موضوعنرجع إلى مراجعه الأصلية ، هذه نقطة ، ثم نرجع إلى تطبيق هذه المراجع الأصلية ، و بعد ذلك نرجع إلى كل التطور التأريخي الذي تم في هذه المرحلة ، منذ نشوء هذا الدين.. نطبق هذا على الدين الإسلامي ، ما هي المراجع الأصلية التي تشرح لنا ماهو الدين ، و هذه المراجع هي بشكل أساسي القرآن و الأحاديث و السنة النبوية ، ثم نجد تطبيق هذه الأحاديث في السنة و في سلوك الرسول و الخلفاء الراشدين ، و بعد ذلك ننظر إلى الفترة التأريخية التي مرت منذ ذلك الوقت و حتى الآن.. فبالنسبة إلى الإرهاب نواجه في القرآن آيات كثيرة تدعو و تنص على الجهاد ، هي ليست آية أو إثنتين ، حسب الكثيرين ممن أحصوها هي ما يقارب الستين آية ، إذا المفهوم quot;الجهادquot; بمعنى إقامة الحرب على الشعوب الأخرى من أجل نشر الدعوة الإسلامية ، هذا الشيء طبقه الرسول بنفسه في حياته و قام بقيادة الغزوات ، جزء منها كانت غزوات دفاعاً عن النفس ضد الغازيين ، و جزء منها كانت للغزو لأنه تم خارج حدود المدينة ، كان إذاَ قبائل أخرى و قد وصل في حياته حتى اليرموك ، أقصى غوة و هي منطقة على الحدود السعودية الأردنية في الوقت الحالي ، غزوة اليرموك هذه على أساسها نستطيع أن نقول إن الرسول قام بالغزو لنشر الإسلام ، نشر الإسلام هذا في الشعوب الأخرى نسميه الآن حروبا هجومية و ليست حروبا دفاعية ، إذا حدثت الحروب بهذا الشكل الجماعي فهي بالطبع ليست تماماَ الإرهاب ... الإرهاب يتم في شكل جماعات و أفراد و عصابات و ليس هناك شروط القيادة الإسلامية ، مثل الخليفة أو الإمام الذي يصدر الأوامر و كل هذه الأمور ، من هذه الناحية هناك إختلاف شيء ما في نوعية النشاط الإرهابي و بين الحروب الهجومية.. و لكن الإرهابيين يستخدمون الآيات القرآنية نفسها التي تعطي الحق للمسلمين أن يحاربوا شعوبا أخرى و يقهرونها يرغمونها على الإسلام ، و بتطور المفاهيم الذي حدث في قرننا هذا يعتبر هذا الشيء نفسه مثل الحروب التي يفتقدها المسلمون و هي هجوم الدول الأوروبية و إحتلالها للبلاد الإسلامية ، فلا أرى فرقا بين الإثنين.. اما من ناحية الإرهاب فهناك بالطبع الآيات القرآنية التي تحث على الجهاد ، هذه تعطي العذر للمنظمات الإرهابية من أجل القيام بالنشاط الإرهابي ضد غير المسلمين و هي لا تتساوى بالتحديد مع الحروب التي قام بها المسلمون من أجل نشر الإرهاب.. خلاصة القول هناك بذرة تعطي التشجيع ، و تعطي المبرر للإرهابيين حتى يقوموا بنشاطهم ، و في الوقت نفسههناك مجال لشيوخ المسلمين و الأئمة يعرفون و يعون الشعوب أن هذا ليس الجهاد الذي منصوص عليه في الإسلام.. لأنه لا تتوافر فيه تلك الشروط و إن كان بتقديري هذا الجهاد و إن لم يكن إرهاباً و لكن لم يختلف كثيراً عن الحروب القهرية لقهر الشعوب الأخرى..




التعليقات