يوسف عزيزي: بما ان ايران تعيش هذه الايام عطلة اعياد نوروز و لم تصدر الا صحيفة واحدة من عشرات الصحف الايرانية فان معظم الشعب الايراني لم يعش اجواء القمة العربية، خاصة وان نحو 40 مليون ايراني سافروا خلال الاسبوع الماضي و يتوقع ان يسافر هذا العدد في الاسبوع القادم حتى نهاية العطلة في 2 ابريل القادم. ولم يهتم المسافرون في ايران بالاخبار الا قليلا و بالمحلية منها اذا كان هناك اهتمام.

لكن مؤسسة الاذاعة و التلفزيون و بعض الوكالات الايرانية تطرقت الى خبر انعقاد القمة، خاصة وان وزير الخارجية الايراني منوتشهر متكي هو من المشاركين في القمة. غير ان الصحيفة الوحيدة التي تصدر هذه الايام وهي quot;ايرانquot; الرسمية لم تشر لامن بعيد و لامن قريب الى خبر انعقاد القمة.

فعندما نزلت ايلاف الى شوارع طهران شبه الخالية هذه الايام لم تلقى الا بعض المارة الذين قال معظمهم انهم لم يتابعوا الاخبار هذه الايام. فالوحيد الذي كان يتابع اخبار القمة عن طريق القنوات التلفزيونية الفارسية في الداخل و الخارج كان صاحب محل اسمه عليرضا ممقاني التقته ايلاف في ساحة ولي العصر وسط طهران حيث اعرب عن خيبة امله بان تصل القمة الى حل بالنسبة الى القضايا العالقة في العالم العربي. وقد ابدى عن تخوفه من اتساع النزاع بين الشيعة و السنة في العراق مثنيا على الدور الايراني و السعودي في هذا المجال. كما انه طالب الدول العربية بان تلعب دورها في الملف النووي الايراني بشكل وساطة او شيء من هذا القبيل.

فالتعليق شبه الوحيد الذي رأيته حول القمة العربية في الاعلام الايراني كان لوكالة quot;بازتابquot; التي يملكها القائد السابق لقوات الحرس الثوري محسن رضائي. وقد عنونت الوكالة مقالها:quot; أين الحرب ستقع بعد السلام في الرياض؟quot;. وتساءلت quot; بازتابquot;: هل هناك وراء اوراق جدول اعمال القمة اشياء اخرى مسجلة تتعلق اجزاء هامة منها بايران؟ فمن الطريف ان نعلم أن عام بعد انعقاد القمة العربية في بيروت في مارس 2002 اي في مارس 2003 قامت الولايات المتحدة الامريكية بهجوم واسع على العراق لاحتلاله.

وتطرق المقال الى اصرار الدول العربية الى السلام مع اسرائيل من جانب واحد دون ان تفكر اسرائيل بالسلام مع العرب. و تعتقد الوكالة ان اسرائيل و اثر التطورات الدولية تحولت من مشروع quot; السلام مع العرب مقابل الارضquot; الى quot; السلام مقابل السلامquot;. وقالت وكالة / بازتاب/: ان اجتماع وزيرة خارجية الولايات المتحدة الامريكية مع رؤساء منظمات الاستخبارات في مصر و السعودية و الاردن و الامارات تنبئ باشياء سيئة.

واكدت الوكالة الايرانية: ان هذا الحد من العلنية في هذه الاجتماعات يظهر ان الامريكيين ومن اجل تطبيق مشروعهم الامني في الشرق الاوسط و منه احكام الحصار على ايران انتهكوا كافة الاعراف الدبلوماسية و هم يقصدون استسلام ايران في الشرق الاوسط وذلك في تضامن مفضوح مع المؤسسات الامنية لهذه الدول.

وتساءل المقالquot; أين الحقيقة في هذا المؤتمر؛ وماذا تريد الدول الحليفة مع الولايات المتحدة الامريكية في المنطقة كمصر و الاردن و الامارات العربية المتحدة والسعودية وماهي حقيقة الامر في مؤتمر قمة الرياض؟quot; ويجيب: ان الدول الحليفة لامريكا تعتقد ان ايران هي المحور المشترك لكافة الازمات العربية؛ من موضوع انتشار الاسلحة الفتاكة الى موضوع لبنان و فلسطين و العراق و الحروب الطائفية و انتهاك التوازن العسكري في الشرق الاوسط.
وترى بازتاب ان كل الجهود الامريكية تمت خلال الاشهر الماضية من اجل تقليل حظوظ ايران من استخدام اوراقها في لبنان و فلسطين والعراق.

وتقول وكالة بازتاب في مقالها: ان عدم دعوة ايران الى المؤتمر فيما تمت الدعوة من رؤساء الدول الاسلامية الاخرى كتركيا و باكستان و ماليزيا و اندونيسا الى مؤتمر القمة (بالرغم الادعاءات السعودية بان هذه الدول هي التي طلبت الحضور في القمة) تظهر ان اساس حركة القمة التاسعة عشر للدول العربية تهدف الى عزل ايران في منطقة الشرق الاوسط وذلك وفقا للتخطيط الامريكي خلال الاشهر الست المنصرمة.

ولم تسلم حماس و زعيمها خالد مشعل من انتقادات وكالة بازتاب حيث قالت: quot; اعلن خالد مشعل في زيارة غير مرتقبة الى السعودية ويومين قبل انعقاد القمة العربية ان حركة حماس تساند اي اجماع عربي بخصوص القضية الفلسطينية و تقف الى جانبها. وقد ارفقت حماس بذلك الحركة الجهادية الفلسطينية الى القرارات المقبلة لمؤتمر الرياض. فموقف حماس هذا يعتبر خطوة الى الامام للمجتمع الدولي و مؤتمر القمة العربية و رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس و خطوة الى الوراء لحركة حماس حيث كان يشمل قبل ذلك مفهومها الجهادي و النضالي كل فلسطين.