في الذكرى الـ92 للإبادة الأرمنية
أرمن لبنان أوصلوا صوتهم عبر الصحافة


ريما زهار من بيروت: يصادف اليوم الذكرى الـ 92للإبادة الأرمنية التي يتذكرها أرمن لبنان بكثير من الألم والحزن، فمنذ حلولهم في هذه الأرض، على دفعات عدة، تعود أولاها إلى ما قبل نشوء لبنان الدولة، عمل أرمن لبنان على استعادة ما خسروه في وطنهم الأم، بسبب الهجرة الفعلية التي نكبوا بها خلال عامي 1895 و1896، يوم هرب الآلاف من أرمينيا الغربية إلى مختلف أنحاء العالم، ومنهم من لجأ إلى لبنان، لتتضاعف هذه الهجرة اللبنانية أيضًا أثناء مجازر كيليكيا عام 1909 عبر الساحل السوري بإتجاه quot;ملجأ الأقليات المضطهدة في الشرقquot;، وخلال الحرب العالمية الأولى، ليشهد مع بدايتها العام 1915 فاتحة رحلة الإبادة والتشريد والتعذيب، بعدما تم إقتلاع الأرمن من أرضهم عنوة.
وكي يصبح الصوت مدويًَا ومسموعًا في كل أقطار العالم، كان لا بد من وجود وسائل إعلامية تعطي القضية الأرمنية حقها، وتسمح لهذه الفئة التي باتت تشكل شريحة كبيرة، أن تبقى على تواصل مع ما يجري حولها وبلغتها الأم التي تحمل في طياتها الذكريات الحلوة والمرة، والأهم أنها تحمل جذور هوية ثقافية وحضارية لجماعة ترفض مسح ذاكرتها أو طمس هويتها، رغم اندماجها الوطني الكامل حيثما حلت. هكذا كانت الصحافة الأرمنية في لبنان، وسيلة تواصل ودفاع عن ذات تستحق الحياة، وأداة تثاقف وحضارة لجماعة مميزة في لبنان والمنطقة.

الصحافة الأرمنية

في جردة سريعة لعناوين الصحافة الأرمنية في لبنان، تظهر عشرات الأسماء ليوميات وأسبوعيات ودوريات مختلفة، كما لإختصاصات سياسية وثقافية واجتماعية ورياضية وغيرها. فالصحافة الأرمنية في لبنان ملازمة لنشوئه في عشرينات القرن الماضي، والأسماء أكثر من أن تحصى: quot;بونيغquot; لصاحبها الدكتور ملكونيان ، quot;ازتاكquot;، لصاحبها هايك باليان، وكانت الناطقة باسم حزب الطاشناق، جريدة quot;زارتونكquot; لحزب الرامغافار، وجريدة quot;آراراتquot; لحزب الهانشاك.
كما صدرت في بيروت مجلات أسبوعية فنية، ثقافية، أدبية وخاصة بشؤون المرأة، إضافة إلى مجلات ودوريات أخرى.
ومن المجلات الأرمنية مجلة quot;هاسكquot; التي تصدرها كاثوليكوسية الأرمن الأرثوذكس، وquot;ماسيسquot; لبطريركية الأرمن الكاثوليك، وquot;باكين لجمعية quot;هاماسكايينquot; للثقافة والتعليم، وquot;مارزيكquot; لجمعية الهومنتمن الرياضية والكشفية.

أصوات الكنائس والأحزاب

لم تخل المرحلة الثانية التي امتدت من العام 1931 حتى 1940 من التطور، فشهدت نشاطًا فكريًا وطنيًا، إضافة إلى تطور الأحزاب الأرمنية.
في شهر كانون الثاني (يناير) من العام 1932 أسس كاثوليكوس بيت كيليكيا للأرمن الأرثوذكس (البطريرك) ساهاك خابايان جريدة quot;هاسكquot; hasg أي quot;سنابلquot;، التي أصبحت المجلة الرسمية الناطقة باسم المرجعية الروحية للأرمن الأرثوذكس. وهي ما زالت تصدر حتى اليوم، وتتناول القضايا اللاهوتية والفلسفية والتاريخية التي تهم الجماعة الأرمنية في لبنان والعالم، كما تهم مختلف الجماعات المتفاعلة معها. وفي شهر آذار(مارس) من العام نفسه المجلة الشهرية الرسمية لبطريركية الارمن الكاثوليك quot;افيديكquot; avedik ، لتصبح لاحقًا أسبوعية وتحمل اسم quot;ماسيسquot; massis ، وهو اسم جبل أرمني شهير.
كذلك كانت للكنيسة الإنجيلية الأرمنية مجلة خاصة بها، حملت اسم quot;بادانيغان ارتساكانكquot; badanegan artsaknak ،أي صدى الشباب، التي تأسست سنة 1936، وما زالت تصدر حتى اليوم. إضافة إلى مجلة quot;تشاناسيرquot; tchanaser ، بمعنى المحب للعمل، التي تصدر عن جمعية quot;تشانيتسquot; tchanits الإنجيلية الأرمنية في لبنان وسورية، وقد تأسست في العام 1937 ولم تتوقف حتى اليوم عن الصدور.

النضال بالكلمة

انتهاء الحرب العالمية الثانية وتأسيس الأمم المتحدة كان لهما الأثر الأكبر في دفع الشعب الأرمني إلى النضال لإستعادة حقوقه وصون قضيته العادلة من النسيان أو الطمس. هكذا أصبح للإعلام الأرمني دور بارز في متابعة هذه القضية. فسلطت الأضواء على الإنجازات التي تحققت بوساطة لجان الدفاع عن الحقوق الأرمنية، والمنتشرة في كل بقاع العالم، وعلى مطالبة الشعب الأرمني بحقوقه المغتصبة أمام المحافل الدولية. كما تم التطرق بشكل موسع إلى تاريخ أرمينيا والأراضي الأرمنية التاريخية.