خلف خلف من رام الله: بعد يومين فقط على تسريبات إعلامية تقول إن الولايات المتحدة الأميركية سمحت لإسرائيل بإجراء مفاوضات مع سوريا، كشفت اليوم الخميس صحيفة معاريف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت قد استكمل quot;فحص احتماليتهquot; بالنسبة إلى إمكانية الشروع في مفاوضات بين دمشق وتل أبيب.

وبحسب الصحيفة فهو يميل الآن للتوجه إلى الخطوة السورية والشروع بالإعداد لذلك. ويفكر اولمرت بأن يدرج الخطوة حيال سوريا برد إسرائيلي ايجابي متحفظ على مبادرة السلام السعودية. وفي هذه الأثناء ينتظر نتائج الانتخابات التمهيدية في العمل على أمل انتصار ايهود براك الذي سيصبح شريكا استراتيجيا لأولمرت في هذه الخطوة.

ونقلت الصحيفة عن محافل مقربة من اولمرت قولها إن الأخير quot;نضجquot; في الآونة الأخيرة فاقتنع بأن المفاوضات مع السوريين واتفاق سلام محتمل بين الدولتين سيغير بشكل جوهري الوضع الاستراتيجي في المنطقة ويساعد في عزل إيران وحل مشكلة حزب الله، ولا سيما على خلفية انهيار فتح ndash; أبو مازن وحقيقة انه لا توجد أي فرصة لخطوة سياسية حيال الفلسطينيين في المستقبل القريب القادم.

وتقول معاريف: quot;وفي دمشق زار مؤخرا بعض المبعوثين الأجانب الذين حملوا معهم أسئلة من اولمرت. وحسب هذه المعلومات، فان رئيس الوزراء أجرى خطوة فحص سرية عميقة للمسألة. وبالمقابل، توجهت إسرائيل إلى الولايات المتحدة في قنوات مختلفة، واقتنع الأميركيون بأن المفاوضات بين إسرائيل وسوريا تتوافق مع استراتيجيتهم في المنطقة أيضا.

وإضافة إلى ذلك فانه في جهاز الأمن تتعاظم طوال الوقت الأصوات الداعية إلى فتح قناة سياسية في الجبهة الشمالية. كل المستويات الأمنية في إسرائيل، باستثناء رئيس الموساد، يؤيدون بحماسة خطوة حيال السوريين الآن. رئيس الأركان، نائبه، رئيس شعبة الاستخبارات، رئيس مجلس الأمن القومي، رئيس القيادة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع، إلى جانب كل قيادات الأركان والعمل في الجهاز. وحسب محافل عسكرية، فان استمرار السياسة الحالية سيؤدي، على نحو شبه مؤكد إلى انهيار بهذا الشكل أو ذاك للوضع في الجبهة الشمالية، الأمر الذي يمكن أن يتحول إلى حرب في غضون وقت قصير جدا.

كما أنه طرأ تغيير حتى على رأي رئيس الموساد مئير دغان، تغيير تعتبره محافل ضالعة في ما يجري بانه quot;استراتيجيquot;. دغان لا يزال يعتقد بأن ليس لسوريا نية لترك محور الشر، تبريد علاقاتها مع إيران، قطع علاقاتها مع حزب الله أو طرد محافل الإرهاب من أراضيها.

quot;ومع ذلك، ففي وثيقة مكتوبة بعث بها دغان مؤخرا لمحفل رسمي سري طرأ تغيير دراماتيكي في موقفه بالنسبة إلى مسألة العالم العربي: حتى الآن اعتقد دغان ان محور الدول العربية المعتدلة يعارض المفاوضات بين إسرائيل وسوريا وان هذه الدول، وعلى رأسها السعودية، سترى في مثل هذه الخطوة quot;غرس سكين في ظهرهاquot; من جانب إسرائيلquot;، كما تزعم الصحيفة العبرية.

وتضيف معاريف: quot;دغان، المسؤول عن العلاقة مع هذه الدول والخبير فيما يجري هناك، يقضي الآن بان الدول العربية المعتدلة اقتنعت بضرورة المفاوضات بين إسرائيل وسوريا، وترى في مثل هذه المفاوضات سبيلا مهما لضعضعة أسس محور الشر ووقف الثورة الشيعية ndash; الإسلامية المقتربة. إسرائيل، حسب هذا التقدير، تحظى بمباركة الدول العربية المعتدلة ndash; السعودية، دول الخليج، الأردن وغيرها ndash; في خطوة سياسية محتملة حيال سورياquot;.