قراء quot;إيلافquot; يؤكدون:
السياسة سحبت جنسية سهى عرفات التونسية

بشار دراغمة ndash; إيلاف: سهى عرفات اسم لطالما أثار الجدل على عدة ساحات، أقلها الفلسطينية والعربية، ولطالما خمن الكثيرون، وتوقع مثلهم، وأكد بعضهم، أن السيدة عرفات تعرف عن سر وفاة زوجها الكثير، ولكنها بقيت صامتة، ومحافظة على هدوئها في رحاب تونس التي قدمت لها جنسيتها ربما تكريماً لزوجها. وهكذا عاشت منذ كانت في يوم ما سيدة فلسطين الأولى خارج وطنها الأم مع سر موت زوجها الذي توفي في ظروف غامضة. ولكن ذلك كله بات ليس مهماً لدى الرأي العام الآن بقدر ما أصبح السؤال الملح الباحث عن جواب، ملخصه يكمن بالآتي: هل وراء سحب الجنسية التونسية من سهى عرفات قرار سياسي؟، هو بالتأكيد سؤال يحير كل متابع للقضية، بسبب الغموض الذي يحيط المسألة وخيوطها، ولهذا كان استطلاع quot;إيلافquot; للأسبوع الماضي محاولة فذة لكشف أغوار المجهول و فك طلاسم هذا اللغز.

فقبل أيام أصدر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي مرسوما رئاسيا يقضي بسحب جنسية سهى عرفات والتي تقيم في تونس بشكل شبه دائم منذ وفاة زوجها قبل ثلاثة أعوام.. لكن المرسوم الرئاسي كان غامضا دون تقديم مبررات لسحب الجنسية وجاء فيه :quot; الجنسية التونسية التي حصلت عليها السيدة سهى بنت داوود بن جبران الطويل المولودة في 17 تموز (يوليو) 1963 في القدس قد سحبت منها في تاريخ 2 آب (اغسطس) 2007quot;.

وعادت تونس مرة أخرى لتسوغ قرارها بأن القانون التونسي لا يسمح بحمل أي من مواطني الدولة ثلاث جنسيات مختلفة لكن ذلك بقي محل تشكيك لدى الكثيرين. قراء إيلاف لم يشككوا أن قرارا سياسيا كان وراء سحب الجنسية التونسية من سهى عرفات وأكد ذلك 62% من المشاركين في الاستطلاع الأسبوعي. بينما لم يعتقد 25% أن السياسة وراء قرار سحب الجنسية. وأجاب 13% بـquot;لا أعلمquot; حول السؤال المطروح. وقد شارك في الاستفتاء 2836 شخصا من قراء إيلاف.

وفي فلسطين وإن كان الشارع قد تداول على مدار أيام مضت في حديث عام موضوع سحب الجنسية إلا أن أيا من المسؤولين الفلسطينيين لم يتحدثوا بهذا الشأن ليبقى السبب لديه على حد قولهم غامضا كحال سر وفاة زوجها. وحتى المقربين من سهى في تونس لم يتحدثوا كثيرا عن الموضوع ومنهم من رفض الكلام نهائيا. فالسفير الفلسطيني في تونس سليمان الحرفي قال إنه لن يعلق على القرار. بينما قال احد مساعدي سهى عرفات ان ليس لديه علم بمكان وجودها في الوقت الراهن.

وبالفعل غادرت سهى تونس بعد سحب جنسيتها مع ابنتها زهوة التي تبلغ من العمر 12 عاما والتي كانت تتابع دراستها في مدرسة تونس الأميركية. بعدما قررت قبل عام واحد أن تستقر في تونس في أعقاب تنقلات كثيرة بين فرنسا وتونس. وكانت سهى البرجوازية المسيحية الفلسطينية تزوجت سرا من عرفات في 17 تموز(يوليو) 1990 وذلك بعد ان عملت مستشارة له للشؤون الاقتصادية خلال فترة اقامة القيادة الفلسطينية في تونس. وتم اعلان زواجهما في 1992.

وكانت علاقة سهى عرفات قد توترت مع المسؤولين الفلسطينيين في أعقاب وفاة زوجها. واتهمت حينها الرئيس محمود عباس بأنه وصل إلى فرنسا حيث كان يعالج ياسر عرفات ليرثه وهو حي. وصالت الصحافة الإسرائيلية وجالت كثيرا في ذلك الوقت ولعبت على حبل الخلافات بين القيادة الفلسطينية وسهى عرفات. فوصفت صحيفة ها آرتس الإسرائيلية سهى بأنها متعطشة للسلطة منذ نعومة أظافرها في أيام تونس وأنها الآن في حالة انتقام من أشخاص حالوا بينها وبين الذهاب أشواطا أبعد.

ولسهى الكثير من مشاهد الغموض في حياتها وفي الآونة الأخيرة وقبل فترة وجيزة من قرار سحب جنسيتها نشرت وسائل إعلام عربية أنباء عن زواجها من صهر الرئيس التونسي. إلا أن سهى نفت ذلك تماما وقالت إن ما يروج حول زواجها من بلحسن الطرابلسي غير صحيح نهائيا. وتعهدت سهى حينها ملاحقة وسائل الإعلام التي نشرت هذه المعلومة. واكتفت بالقول quot;أنا أعيش بهدوء تام في تونس وأولويتي هي تربية ابنتي وليست لدي مشاريع زواج فياسر عرفات (أبو عمار) هو رجل حياتي وسيظل كذلك ما حييتquot;.