تخشى سيطرة الإسلاميين على الحكم
إسرائيل تسأل عن quot;لغز اختفاء مباركquot;
خلف خلف من رام الله:
تراقب إسرائيل، وتتابع أجهزتها عن كثب، لغز اختفاء الرئيس المصري حسني مبارك. الذي يجعل على ما يبدو الآلة الإعلامية لتل أبيب أيضًا تستنفر طاقاتها للبحث في الأبعاد والانعكاسات، وذهبت الصحف العبرية الصادرة اليوم الجمعة بعيدًا، وناقشت مرحلة ما بعد مبارك، وكأن الأمر قضي... وانتهى باختفاء أبدي. وفي ظل هذه المعجنة لا تتردد كذلك مصادر رسمية إسرائيلية من إظهار مخاوفها من quot;مصر بلا مباركquot;، محذرة من صعود نجم الإسلاميين إلى سدة الحكم، وهو ما سينعكس على الدول العربية المجاورة لما تمتلكه القاهرة من ثقل في المنطقة بأكملها.
والنقطة السابقة تصدرت صحيفة معاريف الصادرة اليوم الجمعة، والتي كتبت تحت عنوان quot;لغز مباركquot; قلق في إسرائيل في أعقاب تقارير عن اختفاء مريب للرئيس المصري، وبحسب الصحيفة فإن مبارك لم يظهر أمام الجمهور منذ أسبوعين. بل إنه اختفى عن شاشات التلفزيون وتغيّب عن الأحداث العامة، ووسائل الإعلام في مصر تعنى في الآونة الأخيرة كثيرًا باللغز حول وضعه. وتقول الصحيفة: quot;وفي إسرائيل أيضًا يتابعون بقلق التطورات ويخشون من أن يؤدي تضعضع الاستقرار في مصر إلى تحول يرفع الإسلام المتطرف إلى الحكم في الدولة المجاورةquot;.
وتعتبر تل أبيب علاقاتها مع القاهرة، علاقات وثيقة، وصرحت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني في شهر تموز/يوليو الماضي بأن quot;العلاقات بين إسرائيل ومصر ستشكّل دائمًا حجر أساس للعلاقات المستقبلية في المنطقة بأسرهاquot;. وعلى الرغم من أن علاقات البلدين شهدت توترات خلال السنوات الماضية، وبخاصة مع بداية انتفاضة الأقصى عام 2000 إلا أن الأمور عادت لمجاريها فيما بعد.

وعلى المستوى ذاته، رفضت محافل سياسية رفيعة المستوى في إسرائيل التطرق إلى التقارير والتخمينات بشأن الخلل المحتمل في أداء الرئيس مبارك لمهامه، ولكن التقارير بلا ريب أثارت من جديد المخاوف من مغبة تغييرات في الحكم أو تغييرات متطرفة أخرى في جدول أعمال الحكم الحالي في مصر.
ويبدو أن إسرائيل تخشى حدوث تطورات في مصر تفقدها علاقاتها والمعاهدات التي وقعتها على مدار سنين مضت، حيث تلوح إسرائيل دائمًا أن مصر والأردن هي من بين الدول ذات الرؤيا المشتركة التي تؤمن بحل النزاع في الشرق الأوسط من خلال قيام دولتين للشعبين.
ونقلت معاريف عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله: quot;الحكم المصري الحالي يعمل بشكل مقلص جدًا ضد الإخوان المسلمين وتجاه مظاهر التطرف بشكل عامquot;، وأضاف المصدر: quot;كل هزة تضعضع الاستقرار الحالي للنظام من شأنها أن تؤدي إلى إقامة دولة إسلامية متطرفة سُنية ستعمل في صيغة وبجدول أعمال يكون مشابهًا جدًا للإسلام المتطرف الشيعي في إيرانquot;.
في أثناء جلسة الحكومة الأخيرة، قال نائب رئيس المخابرات الإسرائيلية في استعراضه أمام الوزراء إنه في الفترة الأخيرة طرأ انخفاض في مستوى النشاط المصري ضد صناعة تهريب السلاح إلى أراضي قطاع غزة. وضعف الحكم الحالي في مصر من شأنه أن يؤدي إلى تآكل آخر في دوافع المصريين لضرب بنى التعاظم العسكري لحماس في المناطق.
وقال مصدر إسرائيلي كبير: quot;من ناحية استخبارية، التقدير الإسرائيلي هو أنه طالما واصل مبارك ورجال الحكم اليوم أداء مهامهم، سيستمر التوازن الاستراتيجي القائم في الشرق الأوسطquot; وأضاف: quot;أما الهزات في شكل ذهاب مبارك فهي أمر خطر على إسرائيل في كثير من المعانيquot;.
في غضون ذلك، تعنى الصحف في مصر في اليومين الأخيرين بالغياب غير المفسر لمبارك عن لقاء مع طلاب في ضاحية أبو كير في الاسكندرية، كان يصل إليه دومًا في السنوات الأخيرة. وأضافت إلى الشائعات حول وضعه المتدهور الصور التي بثها التلفزيون لزيارة عقدها هذا الأسبوع في مركز الإعلام والحاسوب في غربي القاهرة: فقد ادعى الصحافيون بأن الصور التي نقلت للبث قديمة.
وبحسب معاريف، فإن قصاصات المعلومات هذه كانت كافية لتثير، ولا سيما في الصحف المعارضة، القلق حول غياب الرئيس المصري، الذي احتفل هذا العام بعيد ميلاده الـ 78. وأفادت صحيفة quot;البديلquot; المعارضة بأن الرئيس الذي تغيب عن اللقاء التقليدي مع الطلاب حل محله ابنه جمال الذي وصل محوطًا بثلة من الحراس بحجم ثلة الرئيس. هذه الحقيقة أدت إلى التقدير في أنه لعل مبارك لم يعد قادرًا على الحكم، وابنه حل محله.
مع أن مكتب مبارك أطلق تصريحات، وقال إنها لمبارك هذا الأسبوع في مواضيع مختلفة، في محاولة لتبديد موجة الشائعات، والتلفزيون الحكومي أيضًا يواصل بث تقارير عن خطوات الرئيس، ولكن صوره لم تظهر على التلفزيون، مما عزز المخاوف. مسؤولون كبار في حزب السلطة في مصر، نفوا أن يكون حدث تغيير مفاجئ في صحة مبارك، وقالوا إن الرئيس سليم ويقوم بمهامه كالمعتاد. وقال د.محمد كمال، المسؤول الكبير في الحزب: quot;لقد ظهر الرئيس على التلفزيون في الأسبوع الماضي ولم تبدُ عليه أي علامة من الإنهاكquot;.