تقييم استخباري يؤكد أن حرب العراق نشرت أفكار الجهاد
مخاوف من أن يكون ظهور بن لادن إشارة لعملية جديدة

التحليلات المبدئية تشير أن التسجيل الصوتي لبن لادن

بوش: الفيديو المنسوب الى بن لادن يبرر التدخل في العراق

نبيل شرف الدين من القاهرة: في أول ظهور له منذ ثلاثة أعوام، وبمناسبة الذكرى السادسة لهجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001، عاد أسامة بن لادن زعيم تنظيم (القاعدة) إلى دائرة الضوء مجددًا، عبر تسجيل مرئي جرى تداوله على نطاق واسع في مواقع الأصوليين الإلكترونية حتى قبل أن تبثه فضائية quot;الجزيرةquot; القطرية، وهو ما دفع مصادر استخبارية عربية، وخبراء أمنيين مصريين، إلى الاعتقاد بأن بن لادن يقتصد بشكل مدروس في ظهوره الإعلامي، كي يزيد من حجم تأثير هذا الظهور إلى أبعد مدى، وربما كان يعني أيضًا إشارة حركية لشن هجوم إرهابي جديد، من قبل الخلايا الأصولية النائمة التي تنشط تحت مظلة (القاعدة).

وبالفعل تحدث مايكل هايدن مدير وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) عن مخاوف من أن يكون تنظيم القاعدة يعد حاليًا لشن اعتداءات واسعة النطاق ضد الولايات المتحدة، وقال أمام مجلس العلاقات الخارجية، وهو منتدى للتحليل السياسي يتخذ من نيويورك مقرًا: quot;إن محللينا يؤكدون جازمين أن القيادة المركزية للقاعدة تعمل على التحضير لاعتداءات واسعة النطاق تستهدف المصالح الأميركية وحلفاءهاquot;. ومضى رئيس وكالة الاستخبارات الأميركية قائلاً إن (القاعدة) تسعى لاستهداف مواقع يمكن أن يسقط فيها أكبر عدد ممكن من الضحايا وتسبب تدميرًا واسعًا وتكون لها تداعيات اقتصادية هائلة.

وهناك ثمة قرينة على أن الشريط الجديد لـ quot;بن لادنquot; الذي بلغت مدته نحو نصف ساعة قد سجل حديثًا، إذ أشار فيه إلى الرئيس الفرنسي الجديد نيكولاي ساركوزي، ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون.

تحليل مضمون

وظهر بن لادن في التسجيل الأخير جالسًا أمام طاولة ويرتدى جلبابًا أبيض، ويعتمر عباءة وعمامة بيضاء، غير أنه بدا مرهقًا وشاحبًا وبدت لحيته أقصر ولونها داكن مقارنة مع مظهره في آخر شريط مرئي له عام 2004 عندما كانت لحيته طويلة ورمادية اللون، مما يعني أنه يستخدم صبغة أو quot;حناء داكنةquot; كي يبدد ظهوره بمظهر شبابي شائعات تحدثت عن مرضه ووفاته ويخلق انطباعًا لدى أنصاره بأنه يعيش في ظروف جيدة، ولا يزال قادرًا على مواصلة تحديه. ويقول خبير أمني مصري إن المعلومات المتوافرة ترجح أن يكون بن لادن مختبئًا في منطقة القبائل الحدودية بين أفغانستان وباكستان .

بن لادن والظواهري
ويشير الخبير الأمني الذي أمضى قرابة ثلاثة عقود في حقل مكافحة الإرهاب، وله خبرات واسعة بالمنظمات الأصولية المسلحة، إلى أن quot;تحليل مضمونquot; لبيان بن لادن الأخير، يؤكد أنه استخدم خطابًا عاطفيًا يحرض بها المسلمين على الانخراط في الجهاد ضد من يصفهم بالأميركيين quot;الكفارquot;، في عبارات تشبه تلك اللغة التي استخدمها قبل سنوات الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، حينما أدرك أنه مقبل على هزيمة وشيكة، لا مفر منها سوى اللجوء إلى quot;البروباغنداquot; الإعلامية، ومن خلال أكثر أنماطها شيوعًا وتأثيرًا لدى شعوب المنطقة.

ومضى الخبير الأمني قائلاً إن صدام حسين ظل أعوامًا طويلة يسعى إلى تصوير مواجهته مع الولايات المتحدة بأنها جهاد لتحرير العرب من الهيمنة الغربية بينما يحاول بن لادن تصوير الأمر كأنه جهاد للمسلمين ضد الغرب quot;الكافرquot;، وأنه على الرغم من اختلاف المرجعية quot;القوميةquot; التي استند إليها صدام حسين، عن المرجعية العقائدية التي يتكئ عليها بن لادن، غير أن quot;التكنيكquot; أو الطريقة متمائلة إلى حد التطابق.

وفي هذا السياق أشار تقييم استخباراتي اطلعت (إيلاف) على فحواه، إلى أن التطرف الإسلامي تصاعد عالميًا ورأى الحرب العراقية كأحد أهم أسباب انتشار الأفكار الجهاد، وقال إن quot;التقييم خلص إلى أن الحركة الراديكالية الإسلامية زادت من أعداد نشطائها، والجماعات المرتبطة بها، لتمتد إلى صنف جديد من الخلايا الذاتية التكاثر السرطاني المستوحاة من قيادة القاعدة، دون أن تكون لها بالضرورة صلات حركية مباشرة بأسامة بن لادن أو أبرز مساعديهquot;.

وكانت آخر مرة ظهر فيها ابن لادن في شريط مصور، هي عشية انتخابات الرئاسة الأميركية في شهر تشرين الثاني (نوفمبر ) من العام 2004، ومنذ ذلك الوقت أذاع بن لادن عدة تسجيلات صوتية كان آخرها في تموز (يوليو) عام 2006 عندما توعد بأن تحارب القاعدة مصالح الولايات المتحدة في شتى أنحاء العالم.