حزب الله: التقرير يكشف quot;هزيمةquot; إسرائيل

حلفاء أولمرت: التقرير لن يطيح برئيس الوزراء

اولمرت يتلقى نسخة من التقرير فينوغراد

أسامة العيسة من القدس: أخذت لجنة فينوغراد اسمها، من رئيسها القاضي المتقاعد الياهو فينوغراد، الذي عينه رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت، رئيسا للجنة فحص حكومية في اخفاقات حرب لبنان الثانية.

واتخذ اولمرت قراره بتشكيل اللجنة مضطرا بعد عواصف الاحتجاج التي واجهها، وللهروب من استحقاق تشكل لجنة تحقيق في مجريات الحرب، والفرق بين لجنة فحص ولجنة تحقيق كبيرا، فالأولى ليس من صلاحياتها اتخاذ قرارات، وانما توصيات ترفع للحكومة من اجل استخلاص العبر، أما الثانية فلها صلاحيات قضائية وبإمكانها فصل من تراه يستحق ذلك من المسؤولين المخفقين.

وتمكن اولمرت، بمهارة أظهرت مواهبه السياسية أن يتهرب من تشكيل لجنة تحقيق رسمية، وبقي في منصبه بينما تساقط من حوله مثل الجنرال دان حالوتس رئيس هيئة الاركان ابان الحرب، ووزير الدفاع السابق عمير بيرتس. وانشغل الإسرائيليون بلجنة فينوغراد التي قدمت تقريرا مرحليا في شهر نيسان (أبريل) الماضي، وجه فيه اللوم لاولمرت باعتباره المسؤول الأول عن ادارة الحرب، وكان من المفترض أن يصدر التقرير النهائي للجنة في الصيف الماضي، إلا انه تم تاجيل ذلك حتى صدر اليوم الأربعاء.

ويحوي التقرير 500 صفحة، وتم طباعة 200 نسخة منه فقط، وسط إجراءات أمنية مشددة، حتى لا يتم تسريب أي من أجزائه قبل تسليمه لاولمرت، واعلان ملخصه رسميا، ولكن هذا لم يمنع المقربون من اولمرت إلى نشر مقتطفات منه تظهر تعاطف ثلاثة أعضاء من اللجنة مع اولمرت، ويبدون رضا وتفهما لقراره خوض المعركة البرية، في الستين ساعة الأخيرة من حرب لبنان والتي أدت إلى مقتل 33 جنديا إسرائيليا.

وقبل إعلان القاضي فينوغراد ملخصا لتقرير اللجنة، تم تسريب ما مفاده أن التقرير لن يكون بتلك القسوة المتوقعة ضد اولمرت، أو على الأقل سيكون أخف في انتقاداته من التقرير المرحلي. وسارع الصحافيون المحتشدون في مركز المؤتمرات في مباني الأمة بالقدس، المتحفزين لأي خبر إلى بث هذه الأخبار المشجعة لاولمرت.

وفي هذه الأثناء كان القاضي فينوغراد وأعضاء اللجنة، يظهرون التزاما دقيقا جدا، ففي الساعة الخامسة بالتوقيت المحلي، دخلوا إلى مكتب اولمرت، حيث كان ينتظرهم برفقة وزير دفاعه ايهود باراك، ليتسلما التقرير النهائي للجنة.

وعبر رئيس الوزراء الإسرائيلي عن شكره لأعضاء اللجنة quot;على المجهود الذي قاموا بهquot;، واعلن مكتب اولمرت بأنه شرع في مطالعة التقرير وquot;يعتزم خلال الأيام المقبلة دراسة محتوياته والتوصيات الواردة فيه باستفاضةquot;.

ولم يذكر الناطق بلسان مكتب اولمرت كم من الوقت يستلزم لرئيس وزرائه quot;مطالعةquot; التقرير بصفحاته الخمسمائة.

وقال الناطق بان quot;رئيس الوزراء يؤكد كامل ثقته في جيش الدفاع وقادته وجنوده وقدراتهquot;، واضاف quot;ويعامل رئيس الوزراء تقرير فينوغراد بمنتهى الجدية ليصار في الأيام القريبة إلى إجراء سلسلة مناقشات حول الاستنتاجات النهائية للتقرير وذلك في إطار مجلس الوزراء وفي اللجنة الوزارية المعنية بمتابعة تطبيق توصيات لجنة فينوغرادquot;.

وفي الساعة السادسة إلا دقيقة، كان الناطق باسم لجنة فينوغراد يدخل إلى مركز المؤتمرات في مباني الأمة، حيث احتشد 300 صحافي، يمثلون وسائل إعلام إسرائيلية، وعربية، ودولية، دون أن يضيع أي وقت، وليقدم القاضي فينوغراد الذي كان في السادسة تماما يحي الصحافيين ويقرا ملخصا للتقرير مكون من عشر صفحات.

وما جاء في كلام فينوغراد اعتبره المراقبون quot;حمال اوجهquot; فهو يمكن أنصار اولمرت، من اعتبار التقرير جاء لصالحهم، وكذلك سيرى فيه خصوم رئيس الوزراء الإسرائيلي انه يشكل إدانة له.

ومما قاله القاضي المتقاعد فينوغراد أن القرار بدراسة ما جرى خلال حرب لبنان وقبل ذلك يبرهن على متانة الجبهة الداخلية، ويشكل دليلا على استعداد القادة السياسيين والعسكريين على تعريض أنفسهم للانتقاد ولتصحيح ما يجب تصحيحه. واضاف أن أحد الأهداف الرئيسية التي وضعته اللجنة نصب عينها توفير الردود لشعور الجمهور بخيبة أمل عميقة من طريقة إدارة الحرب سياسيا وعسكريا.

واكد فينوغراد، أن التقرير بخلو من الاستنتاجات الشخصية، ولكنه أضاف أن هذا لا يعني انه يجب عدم توجيه مثل هذه الاستنتاجات الشخصية.

وهذه الأقوال جعلت مصادر مقربة من اولمرت، تشير إلى أن ما يتضمنه تقرير فينوغراد من استنتاجات أدى إلى تنفس الصعداء في ديوان اولمرت وبدد المخاوف التي كانت تكتنفه قبل نشر التقرير.واعلن ايهود باراك، انه سيعقب على تقرير فينوغراد بعد أيام، أي بعد أن يمعن النظر فيه ويدرسه بشكل جيد.

ومسالة الوقت الذي يشير إليه باراك، واولمرت، لقراءة التقرير والتمعن فيه، تمنحهما فرصة أخرى للمناورة، ولو كانت قصيرة للهروب من استحقاقات المطالبات الجماهيرية التي تطالب بإسقاط الحكومة والذهاب إلى انتخابات مبكرة.

هل بدل quot;الوقت الضائعquot; الذي حصلت عليه حكومة اولمرت-باراك أو حكومة ايهود-ايهود، كما تسمى في الصحافة، سيمنحهما فرصة النجاة من مخاطر الانتخابات المبكرة التي تشير الاستطلاعات إلى فوز متوقع لزعيم المعارضة اليميني بنيامين نتنياهو فيها؟ في الحلبة السياسية الإسرائيلية كل شيء متوقع، بما فيها الأمور التي تبدو غير متوقعة أبدا.