زيد بنيامين من دبي: فجأة . وبلا مقدمات.. تظهر المملكة العربية السعودية في صورة الخلاف الافغاني الداخلي.. في وقت كانت فيه العيون تتراقص على شاشات الكومبيوترات بحثاً عن الامان في خضم أزمة مالية عالمية لم ترحم احدا quot;يبدو ان هناك من يستطيع ايقاف عجلة الموت هذهquot; بهذا يعلق كون كوغليان احد الكتاب في صحيفة التلغراف البريطانية. ربما كان افلاس بنك ليمان الشهر الماضي قد سمي بـ (الاثنين الاسود) من قبل كثيرين، ولكن ليس منهم مجموعة من المسلحين الباحثين عن ثغرة يحدثون من خلالها انفجاراً، يقلل من ثقة الغرب في نفسه وهو يعيش الذكرى السابعة لبدء الحرب على طالبان واسقاط نظامها في كابول.

وتقول مصادر تحدثت الى ايلاف ان اربعة ايام من اللقاءات كانت كفيلة بأن تقول ان القيادة السعودية وعلى رأسها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز قد قررت القيام بدور مباشر في افغانستان، بعد عامين من مناشدات قدمها الرئيس الافغاني حميد كرزاي بضرورة تدخل السعودية في حل الخلاف باعتبارها تملك علاقات جيدة مع طالبان التي كانت السعودية من البلدان القلائل التي اعترفت بهذه الحركة كنظام في منتصف عقد التسعينات من القرن الماضي.

وتكمن قوة التدخل السعودي في ان السعودية لم تتورط في هذه الحرب، كما هو حال اقرب الاطراف اهتماماً بها، وهي باكستان والغرب، كما ان هذه القوة يمكن ان تكون ملموسة في افغانستان اكثر منها في العراق quot;رغم تكاليف الحرب في العراق والتي بلغت 700 مليار دولار حتى الان فإن هذا البلد يمكن ان يكون ديمقراطياً بعكس افغانستان التي شهدت نجاحات عسكرية محدودة ولكن الوضع العام بدأ يسوء وليس العكسquot; بحسب ما تقول التلغراف.

وابرز دليل على ذلك تصريح للجنرال ديفيد ماكيرنان قائد القوات الاميركية في افغانستان الذي دعا فيه الى ضرورة ارسال 10 الاف جندي اضافي فيما تتحول القوات الاميركية وقوات الناتو بشكل متزايد الى الوضع الدفاعي من اجل الحفاظ على خطوط الامداد رغم القوة النارية الكبيرة التي يفرضها الخصم على قوات التحالف.

هذا التدخل السعودي الجديد هو اضافة للدبلوماسية السعودية التي نجحت الى حد ما الى جمع الاطراف بعد ان قاد الامير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة السعودي دبلوماسية صامتة منذ اشهر وزار باكستان سراً عدة مرات في محاولة لإتمام خطوة اللقاء هذه التي ستؤدي الى تشجيع الاعتدال لدى فصائل التحالف.

وتقول السي ان ان نقلاً بدورها عن مصادر مقربة من المحادثات الجارية في السعودية لم تسمها ان العلاقات بين طالبان والقاعدة تمر اليوم بمطبات كثيرة وان باكستان التي تم انتقادها كثيراً في الاونة الاخيرة للتقاعس الذي ابدته في ملاحقة الارهاب ها هي اليوم تستضيف الجولات التمهيدية للمفاوضات بين السعودية والاطراف الافغانية.

وتمتلك السعودية جالية افغانية كبيرة تمكنها من ان تملك نفوذا كبيراً داخل افغانستان فيما تنشط الاستخبارات السعودية في الساحة الباكستانية بشكل كبير ولا ننسى دور الامير مقرن بن عبد العزيز في إعادة نواز الشريف رئيس الوزراء الباكستاني السابق من باكستان بعد ان حاصرته القوات الباكستانية في المطار اثر اتخاذه قرارا بالعودة وهو القرار الذي رفضه الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف منقذا باكستان من ازمة سياسية جديدة.

ولا يخفي في الوقت نفسه صعوبة المهمة السعودية بحسب خبير في الشؤون الباكستانية اذا لم تحظ بتأييد لما بدر منها سواء من جيران افغانستان وهي على الاخص باكستان والهند وائتلاف شنغاي بزعامة الصين بالاضافة الى منظمة المؤتمر الاسلامي الذي تملك عليه الرياض نفوذا كبيراً كونها دولة المقر.

ومن المفهوم ان يتم استثناء ايران من هذه المباحثات لان طالبان لن تتكلم مع ايران خصوصا وان الاخيرة ليس لها نفوذ في الاماكن المتنازع عليها في افغانستان الان لانها مناطق سنية بشتوينة، ويتركز تأثير ايران على مجموعات متفرقة من الافغان والاوزبك.