3 أسابيع على الموعد المثير:
ماكين يفشل في ردم الهوة مع أوباما

زانا الخوري من دنفر: كما كان متوقعا، فشل المرشح الجمهوري للانتخابات الاميركية جون ماكين في آخر مناظرة رئاسية جمعته بمنافسه للبيت الابيض السناتور باراك اوباما، فشل في حفظ ماء وجه حزبه الذي يبتعد أكثر فأكثر من فرص الفوز في صناديق الاقتراع يوم الرابع من الشهر المقبل. وكما الحال في المناظرتين السابقتين اللتين جمعتا المرشحين، كان الهم الاقتصادي وتدهور القدرة الشرائية للمستهلك الاميركي فضلا عن السياسة الخارجية ومسائل الطاقة والتأمين الصحي، مسيطرين مساء الاربعاء في المناظرة الثالثة والاخيرة التي جمعت المرشحين في جامعة هوفسترا في نيويورك ، الا ان ما تميزت به المناظرة الاخيرة كان موقف ماكين الدفاعي الذي هاجم اساليب حملة أوباما وخططه الضريبية بشراسة وقال له خلال المناظرة :quot; انا لست الرئيس بوش. ان كنت تريد مواجهة بوش فكان عليك الترشح قبل اربع سنواتquot;.

وكان موقع ماكين المهاجم متوقعا حيث انه لم يبق على انطلاق سباق الرئاسة سوى ثلاثة اسابيع، خاصة ان نتائج استطلاعات الرأي التي تنقلها الوكالات تشير الى تراجع فرص ماكين اكثر واكثر. وكان اخرها إستطلاع للرأي لرويترز و سي-سبان وزغبي ونشر يوم الخميس اظهر أن المرشح الديمقراطي أوباما متقدم على منافسه الجمهوري جون مكين خمس نقاط مئوية.

وكان مشاركون في استطلاعين سريعين اجرتهما شبكتا سي.بي.اس نيوز وسي.ان.ان التلفزيونيتان اعتبروا ان أوباما هو الفائز. وكان أوباما اعتبر الفائز في اول مناظرتين رئاسيتين. وكان ماكين الذي يتخلف في استطلاعات الرأي قبيل انتخابات الرابع من نوفمبر تشرين الثاني في موقف دفاعي طوال المناظرة التي استغرقت 90 دقيقة. وانتقد أوباما بسبب زعمه المتكرر ان ماكين اقرب مما ينبغي من سياسات الرئيس جورج بوش.

وكان لافتا في المناظرة الاخيرة الحديث عن طبيعة الدعايات الانتخابية التي قام بها المرشحان وهاجما فيها بعضهما بعضا بضراوة. وقال ماكين إن المنافسة كانت حامية للغاية وإنه يأسف لما حدث خلالها، وإنه قد تألم لادعاءات عضو مجلس النواب جون لويس والتي ربط فيها بين ماكين ونائبته سارة بالين بفصل مؤلم من التاريخ الأميركي وهي حقبة الفصل العنصري وأنه يعتب على أوباما بأنه لم يدافع عنه. واضاف ان دعايات أوباما تهاجم سياساته الصحية وتقول إنه يتخذ موقفا ضد المهاجرين وإن دعاياته تحمل رسائل سلبية في حقه وأنه بالطبع سيتحدث للسباك جو عن سياساته حول الضرائب.

كما طالب ماكين أوباما بأن يوضح علاقاته مع بيل أيرز، والذي كان عضوا في جماعة متطرفة شنت حملة ترويع في الستينات والسبعينات من أجل وقف الحرب في فيتنام. وقال ماكين إن بعض هذه الاتهامات التي وجهت لأوباما جاءت من قبل السناتور هيلاري كلينتون أثناء منافستها له على ترشيح الحزب الديمقراطي.

من جانبه قال أوباما إن دعايات ماكين الانتخابية كانت سلبية للغاية تجاهه وتضمنت ادعاءات عارية من الصحة في حقه، وإنه حدث في الحملات الانتخابية لماكين أن اتهم أشخاص أوباما بأنه إرهابي وأنه يجب أن يقتل، وأنه عندما يقول بعض الأشخاص أنه مرتبط بإرهابيين فإن هذه ليست الطريقة التي يجب أن تدار بها الحملات الانتخابية. أما ماكين فقال إن هناك أشياء ذكرت بين أنصار أوباما لم تعجبه.

وقال أوباما إنه من المهم أن يكون هناك نقاش جدي وقوي بين المرشحين لكن لا يجب شخصنة المسائل والهجوم بشكل شخصي على السياسيين وهو الامر المنتشر في الأوساط السياسية في واشنطن. وقد دفع الحزب الديمقراطي خلال اول اسبوع من شهر اكتوبر مبلغ 17.5 مليون دولار للحملة الانتخابية، فيما تكلف الحزب الجمهوري مبلغ 11 مليون فيما تثار تساؤلات كثيرة حول مصدر هذه الاموال.. وقد اتهم ماكين منافسه بان حملته صرفت اكبر مبلغ في تاريخ الانتخابات الاميركية على الحملة الدعائية.

ورغم اخفاق ماكين والحزب الجمهوري منذ بداية الحملة الانتخابية الا ان ذلك لا يعني ضمان فوز اوباما الشهر المقبل، لان لايزال هناك 17% من الاميركيين يعتبرون انفسهم مترددين ولاتزال آراؤهم تتأرجح بين التصويت لاحد المرشحين.. وبذلك يبقى باب المفاجآت في الانتخابات مفتوحا حتى فتح صناديق الاقتراع.