إيلاف تكشف تفاصيل لقاء الرئيس الموريتاني المعزول بقادة الجبهة المساندة له:
المعارضون للانقلاب يؤكدون على ضرورة وضع استراتيجية جديدة للتصعيد

أحمد ولد إسلم من نواكشوط: كشفت مصادر رفيعة في الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية المعارضة للانقلاب لـ إيلاف فحوى اللقاء الخاص الذي جمع الرئيس الموريتاني المخلوع سيدي محمد مع قادة الجبهة مساء أمس الخميسوالذي ضم رؤساء أحزاب الجبهة ورئيسي غرفتي البرلمان. ومما دار في الاجتماع تأكيد ولد الشيخ عبد الله لمناصريه أنه لم يلتق منذ اعتقاله صبيحة انقلاب السادس من أغسطس 2008 من قادة المجلس الأعلى للدولة الحاكم في موريتانيا، وأن أول زيارة يقوم بها أحد منهم له كانت فجر الخميس الماضي حين دخل عليه المدير العام للأمن الوطني العقيد محمد ولد الهادي، والمفتش العام للقوات المسلحة وقوات الأمن العقيد محمد ولد مكت، في حدود الساعة الثانية فجرا، وأبلغاه أن المجلس الأعلى للدولة اختتم اجتماعا له قبل ساعات، وقرر نقله إلى قرية لمدن شريطة أن لا يغادرها، نافيا تعهده لهم بالابتعاد عن العمل السياسي، أو تصريحه بعدم رغبته في العودة إلى السلطة.

وقال ولد الشيخ عبد الله إن المجلس منع بعض معاونيه من الاتصال به مثل الناطق الرسمي باسمه السيد عبد الله ممادو با، وأنه لا يستبعد أن يمنع بعض السياسيين من لقائه. وخلال اللقاء الذي دام قرابة الساعتين قدم قادة الجبهة ملخصا عن نشاطاتهم خلال الأشهر الثلاثة الماضية، واقترحوا عليه أن يجعل لمدن مقرا مؤقتا لممارسته صلاحيات رئيس الجمهورية وأن يعقد بها اجتماعا للحكومة المعزولة.

وفي رده على هذا المقترح أكد ولد الشيخ عبد الله إنه بصدد اتخاذ قرارات تنفيذية صارمة خلال الأيام القادمة ستساهم في استعادة ما وصفه بالشرعية الدستورية التي يعتبر نفسه ممثلا لها، في ظل صراع من وصفهم بقوى الحق بزعامة الجبهة المناوئة للانقلاب مع قوى القوة بزعامة العسكريين. وشدد الجميع على ضرورة وضع استيراتجية جديدة ومتكاملة للتعصيد من أجل كسب المزيد من الدعم لموقف الجبهة، مذكرين بالمهلة التي حددها الاتحاد الأوروبي والإفريقي والولايات المتحدة الأميركية، والتي تنتهي في العشرين من تشرين الثاني /نوفمبر الجاري.

وعلمت إيلاف من مصادر في قرية لمدن التي يقضي بها الرئيس المعزول إقامته الجبرية أنه تلقى اليوم 2008-11-14 اتصالا من السفير الأميركي في نواكشوط السيد مارك بولوار أكد له فيه وقوف المجتمع الدولي وفي مقدمته الولايات المتحدة الأميركية معه وعدم اعترافه بأي سلطة في موريتانيا غير سلطته المستمدة من خيار الشعب الحر والشفاف.

وإلى حد الساعة يسمح الحراس العسكريون الذي يرافقون الرئيس المخلوع للزوار ووسائل الإعلام بلقاءه، ويتجول بحرية تامة بين أحياء القرية التي لا يزيد سكانها على ستمائة ساكن، وتبعد ثلاثين كيلومترا من مدينة طريق الأمل المعبدة، ولا توجد فيها شبكة مياه ولا كهرباء، ويعتمد الميسورون من سكانها على الطاقة الشمسية للإنارة واستخدام الادوات المنزلية الخفيفة، ولا توجد في القرية إلا تغطية شبكة اتصالات واحدة للهاتف الجوال وتتقطع بين الحين والآخر.