الناتو يعلن انه لن يتدخل لتخليص ناقلة النفط السعودية من القراصنة

حسم عسكري ضد القراصنة أم خضوع لإرهاب دولي جديد؟

التايمز: العائلة الملكية في السعودية تصف القراصنة بالإرهابيين
الأمير سعود الفيصل يطالب بشن حملة دولية لوقف خطر القرصنة

البحرية الأميركية: اتصالات بين القراصنة ومالكي ناقلة سعودية

انباء عن رصد ناقلة نفط سعودية مخطوفة في الصومال

زانا الخوري- ايلاف: اثارت عملية خطف ناقلة النفط السعودية quot;سيروس ستارquot; في بحر العرب يوم الاثنين تساؤلات عدة حول آلية الافراج عنها وتخوف من التصعيد مع الخاطفين قد يؤدي الى حسم عسكري، خاصة ان الناقلة كانت تنقل شحنة من النفط قيمتها 100 مليون دولار الى الولايات المتحدة الاميركية وقد وصفت عملية القرصنة بانها حادثة غير مسبوقة تشير إلى نمو قدرات القراصنة، فيما افادت تقارير صحافية مساء الثلاثاء أن ناقلة النفط وصلت إلى ساحل شمال الصومال، حيث لا تزال تحت سيطرة خاطفيها.

وفيما اثارت عملية خطف quot;سيروس ستارquot; مخاوف في الاوساط البحرية حول مستقبل سلامة وامن الملاحة البحرية عبر بحر العرب، لا تزال شركة فيلا انترناشيونال الذراع الملاحية لشركة ارامكو السعودية وبحسب بيان لها تنتظر اتصالات اخرى من القراصنة الذين يسيطرون على السفينة لمعرف الخطوات التي ستتبع من اجل الافراج عن السفينة وطاقمها. وسط تساؤلات حول كيفية التعامل مع القراصنة بين الحسم العسكري، وبين السماح للقراصنة بالاستمرار بالابتزاز متخذين بذلك نموذجا جديدا في الارهاب الدولي.

في هذا الصدد،صرح جيمس أباتوراى الناطق الرسمي باسم حلف شمال الأطلسيالناتوبأن الحلف ليس لديه خطط عاجلة لتخليص ناقلة النفط السعودية مضيفا أن الناتو ليس لديه تفويض باعتراض السفن المخطوفة في خارج المنطقة التي يقوم فيها بدورياته. كما أكدت قيادة الاسطول الخامس الأميركي أنها لن تقوم بأي عمل عسكري لتحرير ناقلة النفط السعودية .

واكد اللفتنانت ناثان كريستنسين المتحدث باسم الاسطول الخامس الاميركي أن السفينة quot;سيروس ستارquot; راسية قبالة ساحل الصومال عند هارادهير.quot; وكانت شركة فيلا انترناشيونال الذراع الملاحية لشركة ارامكو السعودية قالت في بيان إن جميع افراد الطاقم وعددهم 25 سالمون.

وكان منسق برنامج مساعدة ملاحي شرق افريقيا اندرو موانجورا الذي يتخذ من مومباسا مقرا له القرصنة منذ سنوات quot;العالم لم يشهد شيئا كهذاquot;. وصرح بأن القراصنة سيبقون على الارجح سيريوس على بعد ثمانية أميال بحرية من ايل التي تطبق عليها اجراءات حماية مشددة.

وأضاف موانجورا الذي يستخلص معلوماته من جماعات بحرية اقليمية وأقارب القراصنة واطقم السفن على السواء انه يعتقد ان القراصنة يستخدمون قاطرة نيجيرية مخطوفة quot;كسفينة امquot; او قاعدة ينطلقون منها. وقال quot;الناقلة العملاقة كانت تحمل حمولة كاملة ولذلك كان على الارجح غاطسها في الماء كبيرا ومن ثم لم يصعب اعتلاؤهاquot; وأضاف ان القراصنة استخدموا على الارجح سلما او حبالا ثبتوها بخطاف الى جانب الناقلة.

وكان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل شبه من أثينا القرصنة بالإرهاب وذلك ردا على خطف الناقلة. وقال الوزير السعودي للصحافيين في اثينا اثر لقاء مع نظيرته اليونانية دورا باكويانيس quot;ان القرصنة، مثلها مثل الارهاب، داء يضرب كل العالم (...)quot;. واضاف quot;انه امر خطير للغاية بالتاكيد، لكن لحسن الحظ اتخذت مبادرات دولية لمواجهتهquot;.

وقال الامير سعود ان بلاده ستلقي بثقلها وراء مبادرة يقودها الاوروبيون لتصعيد اجراءات الامن في الممرات الملاحية المزدحمة قبالة سواحل شرق افريقيا حيث اختطفت الناقلة.

وقال الامير سعود في المؤتمر الصحافي quot;هذه مبادرة سننضم اليها مع العديد من الدول الاخرى المطلة على البحر الاحمر.quot; وأضاف quot;هذا العمل المثير للغضب من جانب القراصنة أعتقد انه سيدعم عزم الدول المطلة على البحر الاحمر ودول العالم على محاربة القرصنة.quot;

وكانت الناقلة سيريوس ستار خطفت على بعد 450 ميلا بحريا جنوب شرقي ميناء مومباسا الكيني على مبعدة من خليج عدن الذي شهد معظم الهجمات هذا العام، وكانت الناقلة في طريقها الى الولايات المتحدة الاميركية.

ووقع حادث خطف الناقلة السعودية رغم رد الفعل البحري الدولي الذي يشارك فيه حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي لحماية واحدة من أزحم المناطق الملاحية في العالم. وعادة ما يستخدم القراصنة الصوماليون الذين زادوا من تسلحهم الزوارق السريعة في شن هجماتهم ويتخذون من السفينة الام قاعدة لعملياتهم.

و جاء خطف الناقلة العملاقة سيريوس التي يصل حجمها ثلاثة امثال حاملة الطائرات، جاء بعد هجوم بارز قام به القراصنة هذا العام خطفوا خلاله سفينة اوكرانية تحمل 33 دبابة ومعدات عسكرية اخرى.

ومازال القراصنة يحتجزون السفينة الاوكرانية ونحو 12 سفنية اخرى مختطفة رغم المراقبة الاميركية ووجود سفن حربية اخرى في المنطقة. ويقول المكتب البحري الدولي ان العالم شهد 199 جريمة قرصنة أو محاولة للقرصنة منذ يناير كانون الثاني الى سبتمبر أيلول بينها 63 في خليج عدن وقبالة السواحل الصومالية.

وتسببت عمليات القرصنة في رفع تكاليف التأمين واضطرت بعض الشركات إلى الابحار من حول جنوب افريقيا بدلا من قناة السويس والى دفع فدى قدرت بملايين الدولارات.