الأمير سلطان لم يمانع دخول مراسلة القناة رغم أن الشيخ إعترض
ظهور غير مسبوق لمسؤول سعودي رفيع على قناة الجزيرة
سلطان القحطاني من الدوحة:
بحساب الزمن، فلم تكن سوى دقائق خاطفة ظهر فيها ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز عبر تصريح خاص على شاشة قناة الجزيرة الفضائية التي تتهم دومًا بأنها السبب الرئيس في توتر علاقات الرياض الدوحة منذ أواخر العام 2001 على خلفية بثّها برنامجًا حواريًا أثار استياء المملكة.
بيد أنها كانت تعني الكثير لمضيفي أرفع مسؤول سعودي يزور الدوحة بشكل خاص منذ ست سنوات، إذ حرص أحد الشيوخ المقربين من ولي عهد إمارة قطر الشيخ تميم على سؤال الأمير سلطان حول ما إذا كان من الممكن أن تحصل قناة الجزيرة على تصريح خاص حول هذه الزيارة التاريخية، فلم يمانع.
وجاء هذا الطلب على الرغم من أن أمير البلاد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي يقود خطوات إصلاحية وتنموية في بلاده بشكل لافت للنظر، قد أشار في البدء إلى عدم رغبته في دخول القناة إلى القصر الرسمي خشية أن يفسر هذا التصرف تفسيرات سلبية من قبل ضيوفه الكبار في إطار رغبته في أن تتم هذه الزيارة بنجاح لا حدود له.
ومنذ البدء كسر الشيخ حمد البروتوكول الرسمي باستقباله الأمير سلطان في مطار الدوحة؛ ومن ثم صحبه إلى قصره لمباحثات سريعة لم تزد على ثلاثين دقيقة، جرى بعدها تناول طعام العشاء على شرف ولي عهد المملكة العربية السعودية التي تشهد علاقاتها مع الدوحة دفئًا طارئًا هذه الأيام.
وبالعودة إلى نتائج ظهور مسؤول سعودي من العيار الثقيل بحجم الأمير سلطان على شاشة هذه القناة التي تعتبرها قطر مدفعيتها الثقيلة في وجه خصومها، فإنها إشارة سماح لرأس المال السعودي كي يعود إلى هذه القناة بعد أن كانت الإعلانات التي تأتي من تجار الرياض ومناطق المملكة الأخرى معدومة جدًا.
ولا تزال قناة الجزيرة تحظى بشعبية كبيرة في العالم العربي، على الرغم من أن مناهضيها يتهمونها بأنها تحولت إلى صوتٍ داعم للجماعات الإسلامية المتطرفة من خلال بثها الحصري المستمر لبيانات تنظيم القاعدة، متناسين أنها حققت شهرتها الأسطورية في المنطقة من خلال تغطيتها المثيرة للحرب الأميركية ضد نظام طالبان الأصولي.
وخلال سنوات الخلاف السعودي القطري كان مسؤولون في الرياض يحرصون على متابعة القناة بشكل شبه يومي. وحسب إحصائيات تقريبية، فإن أكثر من خمسة وأربعين في المئة من المتدربين في مركز القناة الإعلامي هم من السعوديين الذين سيكونون عماد مكتب هذه القناة الذي يفتتح قريبًا في الرياض.
وأسست قناة الجزيرة الفضائية في تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1996 وهي تبُث يوميًا الأخبار وتعقد ندوات النقاش الفكرية وبرامج ثقافية وأخبار اقتصادية وذلك من قطر في شبه الجزيرة العربية لتصل إلى ما يقرب من 215 مليون إنسانٍ عربيٍّ عبر الحدود.
وعلى الرغم من محاولات الشيخة موزة حرم أمير قطر quot;مهننةquot; القناة وتحديثها عبر إدخال جرعات ليبرالية إلى مجلس إدارتها خلال تشكيله الأخير، فإن العوائق الفكرية في الداخل تبدو أكثر تعقيدًا بسبب quot;بلوغ التغلغل الإخواني والقومي المتطرف مداه في دهاليز القناة الخليفةquot; كما يرى إعلاميون عرب، ولذلك فإنها لن تخرج منquot; رمضاء الأصولية إلا إلى نار القومجيةquot; على حد قولهم.
إلا أن آخرين لديهم رأي مخالف، إذ هم يقولون إن لهذه القناة فعل quot;الأوكسجينquot; في منطقة مزدهرة بالقمع الإعلامي وتشتهر بأنها صاحبة النسبة العليا في عدد حالات سجن الصحافيين الذين يريدون التعبير عن آرائهم بحرية خارج الخط الرسمي.
ويقول مصدر خليجي بخبث إن السفراء العرب في الدوحة quot;يحملون هواتفهم المحمولة في يد، وجهاز التحكم عن بعد في يدهم الأخرى، لمراقبة أي البرامج التي تبثها قناة الجزيرة سيكون القشة التي تقصم ظهر العلاقات بين بلادهم الباعثة وعاصمة قطر المستضيفةquot;.
وتم تطعيم القناة الوليدة بأكثر من 20 من محرري إذاعة الـ BBC وجميعهم من أصل عربي. وقناة ال BBC السابقة كانت تقوم على أساس ال pay TV أما الجزيرة فحالها أفضل، فهي تبثُ عبر القمر الصناعي أي ان حيِّزها أوسع تصل الى أقطار كثيرة.
وتمتلك الولايات المتحدة في الدوحة، عاصمة قطر، أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط، على بعد 15 ميلاً من استوديوهات الجزيرة. وكانت القيادة المركزية الأميركية قد انتقلت من السعودية إلى قطر منذ أكثر من 6 سنوات.