كوسرت رسول علي نائب رئيس إقليم كردستان في حوار شامل مع quot;إيلافquot; (1-2):
تركيا أمامها فرصة تاريخية لحل القضية الكردية

جرجيس كوليزادة من اربيل: كوسرت رسول علي نائب رئيس إقليم كردستان يأتي في الموقع الثاني في هرم قيادة الاتحاد الوطني الكوردستاني له نضال طويل وشاق في مجابهة نظام الحكم السابق. قدم تضحيات جليلة في مسار كفاحه أيام النضال في جبال كردستان وساهم بقوة وفعالية في الحركة التحررية الكردية العراقية كبيشمركة وكقيادي في ساحات المجابهة وفي ميدان القتال، من الرموز السياسية الرئيسية على الساحتين الكردستانية والعراقية والإقليمية، رصيده الجماهيري كبير في وسط الشعب الكردستاني. يأتي بعد مسعود البارزاني وجلال الطالباني في سلم الزعامة في الإقليم. في ظل أجواء التغييرات الجارية في العراق بعد تحسن الوضع الأمني في بغداد وانعقاد مؤتمر اتحاد البرلمانيين العرب في مدينة أربيل وفي ظل مشاورات ومباحثات الأطراف والأحزاب والكتل العراقية لارساء السلام وفي ظل الخطوات الجارية لتشكيل حكومة جديدة في إقليم كردستان، التقت quot;إيلافquot; كوسرت رسول علي نائب رئيس إقليم كردستان، للتعرف عن قرب على ما يجري في الإقليم، وعلى ما يتخذ من خطوات في بغداد لتفعيل العملية السياسية، وللتعرف على وجهات نظره بخصوص أمور مهمة كثيرة، منها الموقف من تركيا وأمريكا والدول المجاورة، والعلاقات العربية العراقية، والعلاقات العربية الكردية، هذا الحوار الذي قل نظيره في مقابلاته ولقاءاته الصحافية والإعلامية العراقية والكردستانية، يتناول جميع القضايا والشؤون الساخنة بصراحة بليغة ومصداقية نابعة من صدق الانتماء الى القلب العراقي والجبل الكردستاني.

بعد توغل الجيش التركي الى داخل أراضي إقليم كردستان، حصل انسحاب مفاجيء، برأيكم ما هو أسباب هذا الانسحاب؟

*بخصوص الانسحاب التركي من داخل الأراضي العراقية في إقليم كردستان، بعد حصول هجوم عسكري استغرق ثمانية أيام بحجة تواجد مقاتلي حزب العمال الكردستاني، أعتقد أن اسباب الإنسحاب يعود الى الجيش والحكومة التركية، وحكومة إقليم تلقى هذا الأمر بارتياح على أمل أن تقتنع تركيا أن الحل العسكري لا يجدي لحل مشكلة حزب العمال، وأن تتوفر لديها القناعة أن الحوار والخيار الدبلوماسي هما السبيل الوحيد للخروج من المشكلة.

خلال فترة التوغل التركي الى داخل أراضي إقليم كردستان، وجه رئيس الإقليم رسالة الى الرئيس الأمريكي طالبا منه التدخل لاخراج القوات التركية من الإقليم؟

*برأيي الضغوطات الخارجية والداخلية على تركيا، وكذلك المناخ وأجواء البرد القارص الذي خيم على المنطقة، والمقاومة التي أبداه مقاتلو حزب العمال الكردستاني، والضغط الأمريكي المباشر، ودعوات الامم المتحدة والاتحاد الاوربي لانهاء العمليات العسكرية، كل هذه العوامل لعبت دورها للضغط على الجيش التركي للانسحاب من داخل أراضي كردستان العراق.

الصراع التركي مع حزب العمال الكردستاني يعود الى أكثر من عقدين من الزمن، والحل العسكري لا يحل القضايا السياسية وحقوق المواطنة والقومية، ألا تجد أن هذا الصراع قد أخذ وقتا طويلا وقد حان الوقت للجوء الى خيارات أخرى؟


االمعروف أن تركيا تحاول أن تنضم الى مجموعة دول الاتحاد الأوربي، وهذا الاتحاد يقبل عضوية الدول وفق شروط، والتفاوض بين الطرفين جاري بخصوص الانضمام، وأغلب الأحزاب التركية تريد أن يتحقق هذا الأمر، وهذه المسألة تابعة الى الحكومة والبرلمان التركي، ونحن لا نتدخل في شؤون هذه الدولة الجارة للعراق ولإقليم كردستان، ولكن يبدو أن الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني يشكل أحد أسباب تأخر الانضمام، وهذا الصراع عمره 24 سنة، وسبب خسائر بشرية ومادية لكل الأطراف التركية، ولا شك أن هذه الخسائر تسبب تراكم مشاكل سياسية واجتماعية واقتصادية وقومية، لذا لابد للأطراف المعنية في تركيا في ظل حكومة السيد رجب طيب أردوغان، ان يبادرا الى حوار متسم بالتفاهم والتفاوض واللجوء الى الخيار السلمي والدبلوماسي لحل المشكلة مع الشعب الكردي في تركيا، وأقول بكل أمانة أن تركيا أمامها فرصة حقيقية، تاريخية، بالتنسيق مع العراق وحكومة إقليم كردستان، لحل القضية الكردية، أتمنى أن تستغل هذه الفرصة لإقرار السلام في المنطقة.

هذا الحوار الذي تقترحه، هل من الممكن أن تساهم فيه القيادة السياسية في إقليم كردستان لدفع تركيا وحزب العمال الى الحوار والجلوس الى مائدة التفاوض؟

*بالنسبة لإقليم كردستان، في السابق حاربنا حزب العمال من قبل الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، ولكننا لم نصل الى نتيجة وحسم عسكري، وكذلك بالنسبة لتركيا فقد هاجم حزب العمال مرات كثيرة منذ الثمانينات، ولكنها لم تصل الى نتيجة ولم تقدر على حسم الصراع عسكريا بالرغم من قوتها الكبيرة المعززة بالأسلحة الثقيلة والطائرات، والهجوم الأخير أيضا لم يقدر على حسم هذا الأمر، وفي المستقبل أيضا لا تستطيع تركيا على حسم الصراع، لهذا لابد من دفع الطرفين الى الحوار، ونحن كقيادة إقليم كردستان نتشرف بلعب دور مساهم أو مساعد لتحقيق هذا الحوار، لأننا نريد أن نبني علاقات جيدة مع تركيا ونريد لهذه العلاقة أن تتحسن وأن تتطور لإرساء علاقات اقتصادية متينة بيننا للمساهمة في أعمار وتنمية كردستان، من خلال الشركات التركية التي تملك خبرة وإمكانيات جيدة في هذين المجالين.

تفعيل رؤية للتوجه نحو الخيار السلمي، مع وجود حكومة طيب أردوغان التي لديها برنامج إصلاحي في تركيا، الا تشكلان أوراق ضغط على الجهات التركية التي تتمسك بالخيار العسكري لحل مشكلة حزب العمال؟

*حسب معلوماتي وقراءاتي للوضع التركي، أعتقد أن حزب السيد رجب طيب أردوغان يريد تحقيق إصلاح وإيجاد حلول للمشاكل في تركيا على الصعيدين

كوسرت رسول في الوسط ايام القتال
الداخلي والخارجي، للنهوض باقتصاد البلد وتنميته ويعملون بجدية للدخول في الاتحاد الأوربي، لهذا نحن ننظر الى هذه التوجهات بعين الاحترام لأنها دولة مجاورة لنا، وتحقيق السلام والتنمية فيها أيضا تساعد على المساهمة في تنمية إقليم كردستان واعمار العراق، وتعمل في نفس الوقت على إرساء سلام في المنطقة بشكل عام.

بعد الانسحاب التركي من أراضي إقليم كردستان، الم تطرح مبادرة سياسية على الحكومة التركية وحزب العمال للحوار من أجل تحقيق السلام في تركيا ؟
بعد زيارة السيد مام جلال رئيس الجمهورية لتركيا والتقائه برئيس الدولة التركية السيد عبدالله غول، حصل تفاهمات مشتركة بين الرئيسين، نأمل أن تساهم هذه التفاهمات في المساعدة في حل القضية بين تركيا والعراق، وأن تعمل على خلق أرضية طيبة لإرساء السلام.

هل حمل السيد جلال الطالباني رئيس العراق رسالة معينة الى الحكومة التركية؟

*السيد مام جلال رئيس كل العراقيين، وتعبيرا عنهم يحاول بكل جهد أن يحمي المصالح العليا للعراق، والظروف سانحة لتقديم بوادر طيبة من قبل الطرفين لحل المشاكل بين البلدين، وفي الحقيقة لا أملك المعلومات بخصوص أية مبادرة، ولكن السيد مام جلال برغم أنه السكرتير العام للاتحاد الوطني الكردستاني ألا أنه هو رئيس العراق، فبحكم خبرته السياسية الطويلة وبحكم علاقاته الدولية وبحكم درايته التامة بالعلاقات العراقية والتركية وعلاقاته مع الرئيس التركي وحكومته، ممكن أن نتفائل وأن نأمل الخير للعراق وتركيا.

التوتر الذي حصل بحكم التوغل التركي الى داخل الأراضي العراقية، هذا التوتر ألم يؤثر على العلاقات بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية في بغداد ؟
توغل الجيش التركي، لم يؤثر على العلاقات بين أربيل وبغداد، بل على العكس كان للحكومة العراقية موقف موحد مطالبا بالانسحاب العاجل للقوات التركية من الأراضي العراقية في إقليم كردستان، داعيا الى عدم التدخل في شؤون العراق، والتأكيد على عدم تدخل العراق في شؤون تركيا.

موقف الحكومة العراقية، هل كان مساندا قويا لحكومة إقليم كردستان؟

*حسب الموقف الرسمي ورسائل الشخصيات الحكومية والحزبية والاجتماعية، كان موقفا قويا وجيد معبرا عن وحدة موقف العراقيين كعراق واحد على كل الأصعدة الرسمية والشعبية والحزبية، وحتى موقف الصحافة والإعلام العراقي كان موقفا جيدا وموحدا.

وجود حزب العمال في الإقليم وانسحاب الجيش التركي، ألم تدفع بحكومة إقليم كردستان الى بادرة أو خطوات لدفع هذا الحزب الى الخروج من أراضي الإقليم؟

*نحن كحكومة إقليم كردستان لا نتعامل مع حزب العمال الكردستاني، وليست لدينا علاقة معها، وكما بينت في البداية فهو موجود منذ أكثر من 24 سنة في المناطق الحدودية بين العراق وتركيا، خاصة في منطقة المثلث العراقي الإيراني التركي، حيث تتواجد الحزب من زمن طويل، وكما بينا فقد حاربناه مع الجانب التركي، ولم يقدر الخيار العسكري على إزاحتهم، ومقاتلي الحزب باقون في هذه المنطقة وفي مناطق أخرى من الحدود.

الهجوم التركي الأخير، الم يدفع بمقاتلي حزب العمال بمبادرة من الحزب الى الخروج من أراضي كردستان العراق؟

*لم تتضح الرؤية بهذا الاتجاه لحد الآن ولا تتوفر معلومات لمثل هذه المبادرة، وللتأكيد أؤكد أننا لا نتعامل معهم ولا ندعمهم ولا نوفر لهم أية مساعدة ولا نقدم لهم أية تسهيلات من قبل قوات الإقليم.

إقليم كردستان كيان فيدرالي معترف به في الدستور العراقي الدائم، هل هناك علاقات رسمية أو شعبية بين الإقليم والدول المجاورة للعراق والدول العربية؟
قبل فترة زار السيد مسعود البارزاني رئيس الإقليم دولة الكويت بزيارة رسمية واستقبل كرئيس لإقليم كردستان، ومن المنتظر قريبا ان يزور الأردن ومصر سوريا وإيران بناءا على دعوات رسمية من قبل هذه الدول، وهذه الدول لها علاقات مع الإقليم ومعترفة بالعراق وبدستوره الدائم الذي استمد شرعيته من العراقيين.

هل هذا يعني أن الدول العربية لها علاقات رسمية مع إقليم كردستان العراق؟

*بالتأكيد، قبل سقوط نظام صدام كانت لدينا علاقات جيدة مع الدول العربية من خلال مكاتب الأحزاب الكردستانية، ولا زالت موجودة، خاصة منها الأردن ومصر والإمارات وسوريا.

هذه العلاقات على المستوى الرسمي أو الحزبي، وهل هناك نشاطات وفعاليات؟

*منها على المستوى الرسمي ومنها على مستوى التمثيل الحزبي خاصة الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكردستاني، وحتى في تركيا وايران، ولهذه المكاتب والممثليات علاقات ونشاطات مع تلك الدول.

وردت في الأخبار، أن سيف الإسلام معمر القذافي نجل الرئيس الليبي، وجه له دعوة رسمية من الرئيس البارزاني لزيارة إقليم كردستان، هل هناك دعوات أخرى لشخصيات عربية سياسية؟

*بخصوص السيد سيف الإسلام لا أملك معلومات، ولكن عقد هذا الشهر مؤتمر البرلمانيين العرب في أربيل، صحيح المؤتمر باسم العراق ولكنه عقد في أربيل عاصمة إقليم كردستان، وهذا اعتراف، وهذا مكسب وتقدير كبير للعراق وللإقليم في واقع الظرف الراهن، وسيكون له تأثير إيجابي كبير على العلاقات العربية الكردية.

وهل هذا الاعتراف رسمي من قبل البرلمانيين وبرلمانات العرب بالواقع السياسي والفيدرالي لكردستان العراق؟

*بالتأكيد، لأنهم يعرفون أن الإقليم يستمد شرعيته من الدستور العراقي الدائم، وهم أدرى بالمسائل الدستورية والتشريعية، لأنهم يمثلون السلطات التشريعية في الدول العربية، والدستور العراقي مستمد شرعيته من أغلب العراقيين.

قبل فترة قام نجادي أحمد الرئيس الإيراني بزيارة للعراق وصفت بأنها ناجحة، وإيران كدولة مجاورة للعراق متهمة على الصعيدين الإقليمي والدولي بالتدخل في الشؤون العراقية، برأيكم كيف ترون دور إيران على الساحة العراقية؟

*إيران تعتبر دولة مهمة في المنطقة، جارة للعراق، ولها تأثير، القيادات العراقية أغلبها كانت في إيران في زمن النظام البائد، مثل المجلس الأعلى الإسلامي والدعوة والاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني، والأحزاب الأخرى، إيران كانت صديقة لهم، وكان هناك عبور للحدود من قبل العراقيين في زمن صدام، والآن تغيير الزمن، والعراق أصبح دولة صديقة لإيران.

ولكن التقارير تشير الى أن لإيران يد في تدهور الوضع الأمني في العراق؟

*المناطق التي تسيطر الأحزاب العراقية عليها في الجنوب تسود فيها الأمن والاستقرار، وهذه الأحزاب صديقة لإيران، وهذا يعني أنها تساعد في استتباب الأمن، ولكن المناطق الوسطى من العراق لا سيطرة عليها بشكل جيد، وفيها الإرهاب والقاعدة تتحرك بسهولة، وهذا يعني أن التدهور الأمني، المتحسن في الواقع الراهن، كان له أيادي خارجية ومحلية، وضرب القاعدة حسن من الوضع الأمني.

وهل هذا يعني أن إيران تساعد العراق في السيطرة على الحدود؟

*في الأشهر الأخير تشير المعلومات الى أن سيطرة إيران على حدودها مع العراق جيدة، وقد ساعدت على التقليل من أعمال العنف والإرهاب في العراق.

لوحظ في السنة الأخيرة تحسن في الوضع الأمني في العراق، خاصة في بغداد، هل هذا يعود الى نجاح العمليات العسكرية العراقية، أم الى أسباب إقليمية؟

*لقد تعب العراقييون من أجواء العنف والارهاب التي سيطرت على الساحة العراقية عدا إقليم كردستان، وأدرك الجميع أن هذه الأجواء لا تسبب غير القتل والدمار، وأدرك الجميع أيضا أن أعمال العنف التي ترتكب باسم المقاومة ما هي إلا قتل للأرواح البريئة من العراقيين، إضافة الى هذا فان تصاعد مستويات نجاح العمليات العسكرية ضد الإرهاب، قد أسهما بشكل مباشر في تحقيق تحسن أمني في العراق.

هناك أخبار كثيرة عن إعادة تشكيل الحكومة العراقية في بغداد، ولكن لحد الآن لم تلحظ أية خطوات بهذا الاتجاه؟

*الحوار جاري بين السياسيين في العراق للوصول الى نتائج ملموسة، من خلال دعوة المشاركين في داخل الحكومة وخارجها لتفعيل دور الحكومة على صعيد الأداء والخدمات وبرامج الأعمار، ولكن بخصوص تشكيل حكومة جديدة أعتقد أنها بعيدة، ولكن ممكن إجراء تعديلات على التشكيلة الحالية بدون تغيير السيد نوري المالكي كرئيس للوزراء، لان تغيير الحكومة تحتاج الى وقت كبير وستعيدنا الى حالة سياسية غير مستقرة وهي غير مناسبة للجميع ولأمريكا، وفي ظل الحكومة الحالية يؤمل أن يعقد اتفاق استراتيجي بين العراق وأمريكا.

ولكن جبهة التوافق والكتلة البرلمانية للدكتور أياد علاوي، تلحان على تغيير الحكومة وتحقيق مطالب سحبهما من الحكومة؟

*ممكن إحداث تغيير، ولكن ليس بشكل جوهري، حيث يحصل التغيير بشكل تعديل وزاري لا يمس التشكيلة الأساسية للحكومة والعملية السياسية المتحققة في العراق، ولو أنه هناك رأيين، الأول يطالب بالتغيير والثاني بالتعديل، ولكن برأيي مجرد يحصل تعديل.

بالنسبة للتعديل، ممكن أن يشمل الوزراء المحسوبين على قائمة التحالف الكردستاني؟

*لا يشمل الوزراء الكرد في بغداد، لأن قائمة التحالف الكردستاني لا توجد لديها مشكلة.

*هناك آراء كثيرة حول المصالحة الوطنية بين جميع الأطراف السياسية العراقية، ولكن لحد الآن لم تعلن المصالحة الوطنية على صعيد كل الأطراف العراقية، وهل هناك حوار جديد لتحقيق المصالحة؟

نحن كرئاسة وحكومة وبرلمان إقليم كردستان، نؤيد المصالحة الوطنية بجميع أشكالها وبجميع أطرافها، ونأمل أن تحصل توافق وانسجام تام بشأن المصالحة الوطنية لتضم جميع العراقيين في الحكومة والبرلمان وبين جميع الأحزاب والحركات، وقانون المحافظات الذي يجري تطبيقه من خلال انتخاب مجالس المحافظات في الشهر العاشر، يشكل ساحة مهمة للم شمل جميع القوى والتنظيمات والأحزاب العراقية، وهناك حوار جدي بين الأطراف لتحقيق المصالحة الوطنية في العراق.

المجلس الأعلى الإسلامي يتبنى مشروع لإقامة إقليم فيدرالية الجنوب، كيف تنظرون لهذه المسألة، وهل تشمل هذه الفيدرالية أكثر من ثلاثة محافظات، وهل اتصل المجلس بالقيادة الكردستانية للاستفادة من تجربة كردستان؟

*نحن جميع الأطراف العراق متفقين على الدستور الدائم، وشرعيته مستمدة من موافقة أغلبية الشعب عليه، وهذا الدستور قد ضمن حق إقامة الفيدرالية بين المحافظات، والإقليم المقترح في الجنوب يشكل من ثلاثة محافظات، والمجلس هو الذي يفكر بجدية في هذا الاتجاه، وقد تم اتصال المجلس بنا للاستفادة من تجربة الإقليم في كردستان العراق.

ينوي العراق وأمريكا، عقد اتفاقية استراتيجية بين البلدين، لتنظيم العلاقات المستقبلية، ما أخبار المفاوضات بهذا الشأن؟

*الحكومة العراقية هي المخولة بتنظيم العلاقات المستقبلية بين العراق وأمريكا من خلال اتفاقية استراتيجية تخدم الشعبين، والبرلمان هو المخول للحكومة، ولا يتم الموافقة على الاتفاقية الا من خلال البرلمان، والمجلس السياسي الأعلى في العراق هو المعني أيضا في هذا الأمر، والأحزاب الرئيسية لها ممثلين في هذه الهيئة، بالنسبة للاتحاد الوطني يمثله السيد مام جلال والديمقراطي الكردستاني يمثله روز نوري شاويس، ولا يشترط حضور رئيس الحزب فقط بل يمكن أن يمثله نائب عنه، وهذا المجلس سياسي وليس هيئة للتنفيذ.

الفساد مسألة متداولة على النطاق الدولي، العراق وإقليم كردستان فيهما فساد مالي وإداري، ألا يوجد برنامج أو خطة للحكومة للسيطرة على الفساد المستشري في الإقليم؟

*لا ينكر أن الفساد قد برز الى السطح بشكل كبير بعد سقوط نظام صدام، فقد انهال أموال كبيرة من الحكومة والمنظمات والحكومة الأمريكية والدول المساعدة والمانحة، وتوالى على حكم العراق بعد السقوط حكومات ضعيفة، في زمن مجلس الحكم وأياد علاوي وإبراهيم الجعفري، فترات هذه الحكومات كانت قصيرة، كان من المفروض إقامة حكومة انتقالية بدلا منها لضمان الاستقرار وإعادة بناء الدولة، هذه المراحل أثرت على الحالة العامة في العراق وعلى جهاز الدولة، كذلك أثرت على إقليم كردستان، خاصة في ذلك الوقت كانت هناك إدارتين للحكومة في الإقليم، ولكل إدارة كانت وضعها الخاص، كل هذه العوامل ساهم في خلق الفساد بدرجة كبيرة، فأثر على المصالح العامة وحالة الشعب، ولمعالجة هذه الحالة نفكر في تقليص و ترشيق الحكومة، ووضع برنامج عمل موحد، وتقليص الوزارات، وتحديد صلاحيات جميع المسؤولين، وترتيب الأوضاع بشفافية في مجلس الوزراء، وطبقا للقانون على البرلمان مساءلة الحكومة، ومتابعة عملها بشكل يومي ومسائلتها أسبوعيا، وتحديد المناقصات والمقاولات بشفافية والاستناد الى جودة التنفيذ، ومن أجل هذا اقترحت إتباع صيغة جدية لمسألة المقاولات وفقا للنظام والقانون، وتخويل مجلس الوزراء كمجموعة تنفيذية وممثلة للأحزاب الكردستانية، بالمصادقة على المقاولات التي تزيد عن مليوني دولار ومناقشتها بشكل تفصيلي، وتحديد الجدوى الاقتصادي للمشاريع، وفتح موقع على الانترنيت لتقديم الشكاوي ومتابعتها من قبل الحكومة لمعالجتها، وعلى الحكومة مراقبة ومتابعة أعمال الوزراء والوزارات وتقييمها وفق أعمالها وإنجازاتها، وأن يكون للبرلمان صلاحية إقالة أي وزير في حالة عدم القيام بواجبه وفق الشكل المطلوب.

هذه الخطوات، هل هي برنامج عمل مقترح للحكومة الجديدة في كردستان؟

*نعم، هذا برنامج عمل للحكومة الجديدة، هناك مسألة أخرى تتعلق بالخدمات، هناك مسائل علينا أن نقولها بصراحة نابعة من الوجدان، معالجتها ليست هينة على الحكومة، مثل الكهرباء، نعاني من موسم جفاف، ولا نملك محطات كهرومائية، ولا نملك النفط ولا الغاز لنشغل محطات كبيرة، والمحطتين في أربيل والسليمانية من المؤمل انجازهما في سنة 2008، وأن تنتج الكهرباء بطاقة جيدة من خلال تأمين مصدر الغاز للمحطتين، وهناك مشاريع لتجهيز المدن بالغاز من خلال مد أنابيب لها كما هو مخطط لها في جمجمال وبازيان في السليمانية، وكذلك للحكومة برنامج لمعالجة مسألة مياه الشرب بشكل جذري، والدول المانحة خصصت تخصيصات كبيرة في هذا المجال، وكذلك هناك مشاريع لبناء شبكة الطرق السريعة quot;هاي ويquot; في المدن وبينها من خلال شركات تستثمر أموالها في هذا الجانب، ومسألة السكن تعتبر مشكلة كبيرة في كردستان وتعاني من أزمة، خاصة الموظفين وأصحاب الدخل المحدود، ولمعالجة هذه المشكلة وضعت الحكومة برنامج لحلها من خلال بناء الشقق والعمارات السكنية، لهذا أقول علينا أن نتعاون جميعا، وأن تتعاون الحكومة مع الشعب والشعب معها، وأن نتحمل بالصبر خاصة في الفترة الحالية، لأن هناك من يحاول تدمير التجربة الكردستانية وضربها، لذا علينا الأخذ بالحيطة والحذر لإفشال المخططات والحفاظ على كيان الإقليم الذي هو نتاج دماء الشهداء والتضحيات الباسلة للشعب، ولكن في عين الوقت نحن بحاجة الى من ينتقد الحكومة ويعمل على حماية كردستان.

ما أشرت اليها، يشكل خطوات جيدة بالنسبة للإقليم، ولكن في الحكومة الاتحادية في بغداد الفساد مستشري بدرجة أكبر مما في كردستان ودراسات بخصوص موازنة الدولة بينت هذه الأمور، وبما أن السيد جلال الطالباني هو رئيس الدولة وفي الحكومة عدد من الوزراء الكرد، برأيكم ما هو أسباب هذا الفساد المستشري على مستوى العراق؟

*برأيي، هذا يعود الى كثرة الأموال المتوفرة، وعمل الوزراء لوحدهم، فكل وزير يعمل في مكتبه ولا يخرج الى الميدان، والحجة المسموعة في ذلك هو الوضع الأمني، ولكن السبب يعود الى عدم إختيار الكفاءات بشكل جيد وعدم السيطرة على منابع صرف الأموال، ووجود شخصيات يملك نفسيات دونية تعيش وتنتعش بالفساد، وفقدان السيطرة على الوضع المالي والاقتصادي، وعدم وجود آلية فعالة للرقابة على المال العام، كل هذه العوامل ساعدت على انتشار الفساد بدرجة كبيرة، لهذا على هيئة النزاهة العمل بشكل جدي بعناصر كفؤة، والعمل على تفعيل الدور الرقابي للأجهزة الرقابية على مال الدولة، هناك تقريبا تسعة هيئات للرقابة على مال الدولة، لو أدت هذه الهيئات والأجهزة مهامها بشكل فعال، لأصبح في الإمكان السيطرة على الفساد، مع ضمان الاستقرار في البلاد لتوفير أجواء طبيعية للعمل وأداء المهام.

للقاء بقية...