لقاءات على هامش منتدى الإعلام العربي السابع في دبي (2/3)
حينما كاد أنيس منصور أن يتحول إلى مطرب على يد عبد الحليم

زيد بنيامين ومحمود العوضي من دبي: على الرغم من دراسته للفلسفة وتخرجه من جامعة القاهرة متفوقًا فيها عام 1947، ليعمل أستاذًا للمادة نفسها، إلا أن خطاه قادته إلى الصحافة ككاتب في صحيفة (اخبار اليوم) المصرية.. لكنه ترك (اخبار اليوم) لينضم إلى صحيفة (الأهرام) عام 1950، وليعود مراسلاً لها في أوروبا بعد قيام ثورة تموز (يوليو)، وعاملاً فيها حتى خروجه منها عام 1976.

كان لأنيس منصور صداقة قوية بالعديد من الشخصيات التي مرت على مصر منهم الرئيس انور السادات والعملاق عبد الحليم حافظ وفي جعبته الكثير من الحكايات عنهما وعن الكثير من الرموز التي ساهمت في صناعة تاريخ مصر الحديث.

ويروي أنيس منصور حين كاد ان يتحوّل إلى مطرب، فيقول:
اذكر انه عبد الحليم حافظ كان وقتها مغني مغمور. يعني في بداياتو..
كان بيجي لاخبار اليوم ومعاه خبر او صورة عشان ننشرها له في الجريدة...
كان صوغير وكنا احنا التلاتة في اخبار اليوم: علي حمدي الجمال وكان رئيس تحرير الاهرام الله يرحمو
وسعيد سنبل وكان رئيس في اخبار اليوم وانا
غاويين نغني ...ومن الكلام ده.. وكنا نغنيلو وهو يسمع
كانت اصواتنا حلوة
كنا بنغني في الحفلات المدرسية والجامعة..
فعبد الحليم سمع صوتي مرتين وتلاتة واربعة..
فقالي: اسمع... ما تيجي تسمع صوتك لعبد الوهاب.
فرحنا انا وكمال الطويل ومامون الشناوي وعبد الحليم
رحنا لعبد الوهاب عشان اسمعوا صوتي فاذا عجبوا باترك التدريس و اسيب الصحافة. كنت وقتها بادرس فلسفة في الجامعة
فلقينا عبد الوهاب قاعد بيسمع
كان فيه بنت فلاحة قاعدة تغني وهو ماسك لها العود
وهي تغني (عاشق الروح)
كان صوتها مش كويس ابداً وعبد الوهاب كان بيقولها (يا ثلام.. يا ثلام)..
فقلت لعبد الحليم: ايه داه يا عبد الحليم ... البنت صوتها مش كويس
فقالي: انت مش عارف ان عبد الوهاب مجامل..
قلتلوا: ايه... بتقول ايه... مجامل!! يعني يقولك صوتي حلو اقوم اسيب الصحافة والتدريس في الجامعة واشحت!
فقلت الحكاية دي في التلفزيون
فرد علي عبد الوهاب في التلفزيون وقال: انيس.. ظلمني.. وهو ما سمعنيش صوتو..
وعلى كل حال انه كان هو خسارة للطرب..
فهو مكسب للادب!
ويواصل منصور روايته بالقول:
الى ان في يوم من الايام قالي تعال اتغدى معايا
ورحت
قالي مفيش حد في البيت لا مراتي ولا الخدامين
وبعد ما اتغدينا قال لي سمعني صوتك
وانا عشان اغيضة ما رضتش اسمعوا اغنية من اغانيه وغنتلو اغنية عبد الحليم (بتلوموني ليه)
وهو قاعد يضرب على البيانو
قالي: (يا ثلام)
قلتلوا: يا سلام ايه بقى.. ما انا سمعتها قبل كدة...
فضحك!
كانت علاقة انيس منصور بأم كلثوم قوية جدًا فهما ينحدران من المنطقة نفسها، وهما الوحيدان اللذان يمتلكان تمثالاً في البلدة التي جاؤوا منها.
ويصر منصور على أن لكل من عبد الحليم وأم كلثوم وعبد الوهاب عالمًا غنائيًا خاصًا به وهم لا يتنافسون مع بعض... وعلى الرغم ممّا قيل من كلام عن الحفل الذي جمع بين ام كلثوم وعبد الحليم حافظ امام جمال عبد الناصر او عن علاقة ام كلثوم وعبد الحليم ... إلا أن انيس منصور بحكم القرب مع الاثنين ينفي أي منافسة او خلاف جمعهما... ويعود الى الحفل الذي اقيم بمناسبة عيد الثورة امام عبد الناصر وقيل انه تسبب بجفاء بين الاثنين .. ام كلثوم وعبد الحليم:
ام كلثوم طولت في حفلتها شوية
هي حفلاتها طويلة
لما الجماهير يطلبوا منها الاعادة .. بتعيد
يعني الحفلة بتقعد لها ساعة او ساعتين... وتلاتة
وهي بحكم اسلوبها في الغناء بتطول...
بناء على طلب الناس طبعًا..
مش انو عبد الحليم يجي وراها
ومتدلوش الفرصة...
مفيش وجه للمقارنة بين الاتنين.

منصور مستقبلاً الزميل العوضي

بدأ انيس منصور يدخل عالم السياسة في بداية اهم مرحلة تاريخية في مسيرتها الحديثة .. وذلك مع نهاية العهد الملكي وبداية عهد (الثورة) وحاولت ان اسأله عن وضع مصر الان فاجاب : quot;شمعنة مصر.. متقولنا عن العراقquot; .. فاعدت دفة السؤال عندي بالقول quot;هناك من يقول ان الوضع في مصر حالياً يشبه الوضع في مصر قبل ثورة 52quot; فقال منصور:
شوف فيه البعض بيقول كده
احنا كنا موجودين قبل الثورة..
دلوقتي لا..
دلوقتي اكتر..
زاد اكثر
قبل الثورة كان عدد المصريين 16 مليون
اليوم 74 مليون
زي ما تكون عندك صورة زوغيرة اد كدة
وتكبرها
تبان فيها العيوب اكتر
لما كان عددنا 16 مليون كان عدد الحرمية كزا..
دلوقتي 74 مليون فعدد الحرمية بنفس النسبة واكتر...
وحين سألته quot;من السبب؟quot; قال منصور مستشهدا باغنية (سعاد محمد) quot;مين السبب في الحب .. القلب ولا العين؟quot; مضيفاً ان الاسباب كثيرة منها السياسية والاقتصادية والادراية..
اضربلك مثل: افرض انك انت اعظم جراح في العالم، وعندك احسن اجهزة لكنها غير معقمة.. تصبح قاتل!
وافرض اني انا طبيب جاهل وعندي احسن اجهزة ومعقمة... فابقى قاتل لانني قاتل.
فهي المسألة اني اكون اعظم حاكم
ولكن ادواته فاسدة
مهما كانت براعته..
في السياسة ما تقدرش تقطع
الدول الشيوعية فقط تقطع
فيه نوعين من الحكومات
فيه حكومة علماء
وفيه حكومة علمية
حكومة العلماء .. تجيب طبيب تعملوا وزير صحة
وتجيب اديب وتعملوا وزير ثقافة
وتجيب محامي وتعملوا وزير عدل
والعلما دول يعملوا كل واحد فيهم سياسة على كيفو
لكن الحكومات العلمية
هي الحكومات اللي عندها سياسة ثاتبة
يجيبو وزراء وناس عشان تنفذها
ما قدرش ينفذها .. يجيبوا غيرو...
ولكن السياسة لاتتغير
واللي عندنا كلها حكومات علما...
في الحلقة الثالثة
لماذا كان يخاف القذافي من السادات وسر تعلق القذافي بالكوكاكولا..