محمد بن راشد والنعيمي والصدر والوليد وإبراهيم ووجه نسائي عراقي
إيلاف ترصد الحضور العربي في قائمة التايم لأكثر الشخصيات نفوذًا في العالم

*محمد بن راشد آل مكتوم... نموذج الجيل الجديد من القيادات العربية
*الوليد بن طلال نموذج فريد للتوازن بين الحداثة والتقاليد
*النعيمي الوزير المفكر ومو ابراهيم قائد ثورة التحديث الأفريقية
*مقتدى الصدر قائد شعبي ومديحة حسن تنسج خيوط الأمل في العراق

محمد حامد ndash; إيلاف: سجل العرب حضورًا قويًا ومتنوعًا في قائمة quot; التايم quot; الأميركية السنوية لأكثر 100 شخصية نفوذًا وتأثيرًا في العالم، حيث تكرر ظهور الشيخ quot; محمد بن راشد آل مكتوم quot; نائب رئيس دولة الإمارات رئيس الوزراء حاكم دبي في قائمة quot; النفوذ والقوة والتأثير في السياسة العالمية quot; في إشارة واضحة لاستمرار حلم النهضة والتطور في مدينة دبي، كما سجل رجل الدين العراقي والزعيم السياسي quot; مقتدى الصدر quot; حضورًا في القائمة كأحد أبرز الوجوه السياسية والدينية في المنطقة العربية في الفترة الأخيرة، كما حضرت المملكة العربية السعودية في القائمة من خلال الأمير الوليد بن طلال أحد أكثر الرجال تأثيرًا في الاقتصاد العالمي، وظهر وزير النفط السعودي quot;علي النعيميquot; ضمن قائمة الـ 100 الأكثر نفوذًا بفضل حضوره النافذ في ملف النفط المؤثر على اقتصاديات وسياسات العالم أجمع.

وبعيدًا عن أجواء السياسة والاقتصاد تمكنت السيدة العراقيةquot;مديحة حسن الموسويquot; من فرض نفسها ضمن كوكبة quot;نجوم العالمquot; ولكن بمنظور آخر ولأسباب جعلتها الممثلة الوحيدة للمرأة العربية، وكانت ثورة الاتصالات التي تمخض عنها ثورة إصلاحية في القارة السمراء الفضل في اعطاء رجل الأعمال السوداني البريطاني ldquo;محمد إبراهيمquot; أو quot;مو ابراهيمquot; كما يلقبونه، السبب في منحه تواجدًا في قائمة الـ 100 الأكثر نفوذًا وتأثيرًا في العالم.

إيلاف تعرض ما ذكرته التايم في معرض تقديمها لهذه الشخصيات في قائمة النفوذ والتأثير...

محمد بن راشد آل مكتوم

أين يوجد أعلى مبنى في العالم؟ لابد وأنه سيأتي دون دهشة في مملكة الشيح محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي ورائد العولمة. فعندما يكتمل برج دبي العام القادم والذي سوف يتكون من 160 طابقًا عبارة عن مكاتب وشقق فاخرة سوف يكون أحدث جوهرة في تاج الشيخ محمد البالغ من العمر 58 عامًا قد وضعها في تاجه خلال ربع قرن.

فمن خلال عمله في البداية كنائب لوالده الشيخ راشد، حول الشيخ محمد صحراء دبي القاحلة التي تحتوي على البترول إلى مركز رئيس للتجارة العالمية والمال والأعمال والسياحة. لقد جعل الشيح محمد من دبي مكانًا عالميًا مرموقًا للنجاح في منطقة الشرق الأوسط والتي كانت مبتلاه بالحروب الأهلية والتطرف الديني. وقد إمتد نجاحه من الأعمال إلى الرياضة: فهناك مسابقة الفروسية حيث أنه يمتلك مزارع خيول رائدة ويقيم سباق الخيول العالمي في الإمارات. لقد جعله ذلك نموذجًا رائدًا للجيل الجديد من القادة العرب. وقد أنشأ في العام الماضي مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم بتكلفة 10 مليار دولار أميركي كتبرع خيري والتي تهدف إلى نشر المعرفة والأفكار والإبتكار بين من الذين يبنون العالم العربي من أجل المستقبل. إن رؤية دبي هي أن تساعد العقول العربية للوصول إلى أعلى الدرجات.

الوليد بن طلال

عند التحدث حول الصدام بين الحضارات، فمن المؤكد قضاء وقت ممتع مع الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود. لقد عبر الحدود بطريقة فريدة، مؤكدًا بفخر دوره كأكبر مستثمر خارجي في الولايات المتحدة، ومتعاملاً مع أقوى سماسرة الأعمال والسياسة وحتى الترفيه في الشرق والغرب. إن العالم العربي في حاجة إلى أشخاص مثله يظهرون أن الأعمال الجيدة من الممكن أن توحد الثقافات المختلفة والأمم المتعارضة. ففي منتصف تسعينات القرن العشرين، ساند سيتي بنك عندما لم يكن هناك شخص يجرؤ على القيام بمثل ما قام بهمن بينهم الأميركيون. لقد كان يعلن صراحة إدانته للإرهاب ودفع عملية الإصلاح في السعودية وبقية منطقة الشرق الأوسط على الرغم من أنه أوضح بابتسامة ساخرة أن الحداثة لا تعني بالضرورة مسايرة الغرب. فهو يعتقد أن العالم العربي يمكن أن يحدث توازنًا ينقله إلى الأمام دون التخلي عن تقاليده أو ثقافته.

إن الشرق الأوسط يقف الآن على مفترق طرق. فمن ناحية، هناك قوات تدفع من أجل الإنفصال عن الغرب بسبب تدخله في أماكن عربية مثل العراق وعدم العدالة في المعاملة بين الفلسطينين والإسرائيليين. ومن ناحية أخرى، فإن دول الخليج المزدهرة مثل الإمارات المتحدة وقطر تشجع العلاقات القوية مع أميركا وأوروبا والتي تساعد في تطوير مجتمعاتها المتنامية والمتعددة الثقافات. وقد أظهر الأمير الوليد البالغ من العمر 53 عامًا أن الأهداف المشتركة مثل السلام والإستقرار من الممكن أن تتغلب على حالات التحيز المريضة.

على النعيمي

علي النعيمي
من خلال موقعه كوزير للبترول في المملكة العربية السعودية، فإن علي النعيمي يتحكم بشكل كبير في مصدر العالم للنفط. فلا يهم أي وزير بترول في الدول هو الذي يتولى رئاسة منظمة أوبك (والتي تشغلها الآن ليبيا) فإن السعودية لديها النصيب الأكبر وقد أظهر السعوديون أنهم سوف يستخدمونه من أجل تجميع الآخرين في صف واحد.
وهذا ما جعل النعيمي البالغ الثالثة والسبعين من عمره يعد أقوى لاعب في مجال النفط، على الرغم من أنه حتى الآن لا يبدي رغبة في اللعب القوي. لماذا هو مع وصول سعر برميل النفط إلى 100 دولار أميركي ودولته هي المستفيدة؟ فالسعودية ما زالت مستقرة على نسبة إنتاجها اليومي من البترول بمعدل 1.5 مليون برميل يوميا، وما زال الغرب يحاول حثها على زيادة ضخ البترول بشكل أكبر من ذلك. وفي الوقت نفسه، فإن بعض متلاعبي منظمة أوبك مثل فنزويلا وإيران لن يمانعا إذا وصل سعر البرميل إلى 150 دولار أميركي وتزايدت المعاناة. وإن أزمة النعيمي تتمثل في أنه إذا زاد إنتاجه من البترول في السوق فإن الفقاعة سوف تنفجر وربما تتراجع الأسعار وتهبط.

وقد عبر عن إهتمامه بأن أسعار البترول تتحكم فيها عوامل مالية مثل المضاربين في البورصة وليس قانون العرض والطلب. وتقوم شركتان بتكرير النفط إلى الجازولين وصدقوني هناك فائض من النفط الخام. والنعيمي معروف جيدًا في مجال صناعة النفط، فهو وزير مفكر وواضح يهتم بمستقبل الطاقة في المملكة السعودية العربية ووضعها في الوقت الراهن. ولكنه يسير كما لو كان على حبل البهلوان في السياسة البترولية ولم يكن من الصعب عليه أبدًا أن يحفظ توازنه.

مقتدى الصدر

في عام 2003، إعتبر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية مقتدى الصدر الزعيم الشيعي المعارض إمتدادًا لوالده وعمه اللذين كانا معارضين لحكم صدام حسين. وعلى الرغم من أن جيش المهدي التابع لمقتدى كان صغيرًا وغير منظم، إلا أنه كان قادرًا على سرعة تعبئة عشرات الآلاف من الشيعة إبتداءً من بغداد وحتى البصرة. وفي أبريل/نيسان عام 2004 هاجمت ميليشيات الصدر قوات التحالف وسيطرت على المدن الإقليمية في جنوب العراق. وكرد فعل على ذلك، أعلن الرئيس بوش رسميًا أن الصدر هو العدو وأمر القوات العسكرية بأسره أو قتله.

وصرح في مقابلة تليفزيونية قائلاً: إننا لا يمكن أن نسمح لرجل واحد أن يغير مسار دولة. فلا بد من إزالته. وخلال أسبوع واحد غير البيت الأبيض وجهته وأمر قوات التحالف بالتخلي عن المهمة. وقد حذرت التغطية السلبية لوسائل الإعلام من أن يوم 1 يوليو 2004 والمحدد لنقل السلطة إلى العراقيين يعد يوما خطيرا وهو اليوم الذي يرتبط بشكل قوي بحملة بوش الإنتخابية. وقد كان التحول في وجهة الولايات المتحدة هو نقطة تحول في تنامي قوة الصدر. حيث أنها أعطته الشرعية وعززت موقفه داخل المجتمع العراقي الأوسع.

وقد سلم البيت الأبيض هذه المشكلة إلى الحكومة العراقية الجديدة مع تفهم واضح بأنه لن يمكن القبض عليه، ولكن يمكن أقصاؤه بعيدًا عن الحياة السياسية. وكمتحدٍ قوي للوجود الأميركي، أصبح الصدر الذي يبلغ الرابعة والثلاثين من عمره مقربًا لدى الجماهير الشيعية الفقيرة وأصبح يسيطر على جنوب العراق. ومن خلال قدرته على زيادة مستوى العنف، فإنه قادر على السيطرة على بيئة القتال في حرب التحالف وإزعاج العملية السياسية في العراق والتأثير على الرأي العام.

محمد ابراهيم
مو إبراهيم (محمد إبراهيم)

يعد مو إبراهيم رجل الرؤية. حيث أن رسالة الدكتوراة الخاصة به تناولت إتصالات الهاتف الجوال في عام 1974. فعندما بدأ شركة الهاتف الجوال الخاصة به في عام 1998 لكي تعمل بشكل مكثف في أفريقيا، كان هناك فقط 2 مليون خط تليفون جوال تعمل على مستوى القارة الأفريقية. وعندما باعها بعد سبع سنوات، كان بها أكثر من 100 مليون خط تليفون يعمل بها. إنه سوداني يحمل الجنسية البريطانية، ولكنه لم يتخلَّ عن إيمانه بجذوره الأفريقية. لقد استوعب القوة الهائلة التي يمكن إطلاقها من خلال التكنولوجيا.

وحتى ذلك الوقت كانت خطوط شبكة التليفونات غير ملائمة ولا يعتمد عليها وقد سببت الإحباط لرجل الأعمال العربي الأفريقي. وأثناء قيامه بعمله في أفريقيا، أدرك أن هناك حاجتين أساسيتين أخريين غير موجودتين هما الحكم الجيد والمؤسسات المسؤولة. ومن أجل متابعة رؤيته لجعل أفريقيا في حال أفضل، أنشأ إبراهيم البالغ 61 عامًا مؤسسة بإسمه تصنف الدول الأفريقية حسب أنظمة الحكم الموجودة بها. وقد سبب هذا الدليل الدولي السنوي الخجل للحكومات، لهذا سعت إلى تحسين مستوياتها وتقديم صورة دقيقة لمؤسسات القارة لغير الأفارقة الذين ينظرون إلى مشاكل قارة أفريقيا على أنها مشاكل غير قابلة للحل. وقد ذهبت جائزة مو إبراهيم الأولى الخاصة بإنجازات القيادة الأفريقية إلى الرئيس جوكوين تشيسانو رئيس موزمبيق العام الماضي. ومن خلال تنامي الديمقراطية في القارة الأفريقية يعد مو إبراهيم في طليعة التغيير.

مديحة حسن
مديحة حسن الموسوي

ليس من المعتاد أن تحدث مثل تلك القصص من النجاح صداها في أماكن القوة، ولكن مديحة حسن تكسر القاعدة. فمن خلال العمل المضني على ماكينة الخياطة الخاصة بها، وصمودها وإرادتها تقوم مديحة البالغة 37 من عمرها، بإصلاح نسيج العراق. فمنذ أربعة سنوات قامت هذه الأم التي لديها طفلان، والتي تعمل خياطة، بإنشاء مشروع بثلاث ماكينات خياطة والتي وصل عددها الآن إلى 60 ماكينة وتولت مشروع حياكة ملاءات المستشفيات والأعلام. وهي الآن تستخدم لديها 100 إمرأة عاملة.

وربما تبدو تلك المرأة غير ذات أهمية مقارنة بإنجازات الآخرين الواردة أسماؤهم في قائمة التايم. ولكن في دولة بها أكثر من 60% يعانون من البطالة والفقر الشديد، فإن تلك الجهود تعيد الأمل في الحياة. فكل إمرأة تعينها مديحة تعود إلى المنزل لديها شعور لا يقدر من إحترام الذات، وقدر من النقود والغذاء لأطفالها والتفاؤل لإبنة تبحث بيأس على نموذج وسط الإضطرابات العنيفة. كما أن مديحة هي رمز للفعالية والبطولة. لقد تعاونت مع الصليب الأحمر والهلال الأحمر وجمعية أيادي الرحمة والجيش العراقي في توزيع الغذاء في منطقة بغداد. وعلى الرغم من التهديدات، فإنها تقول أنها لن تتوقف. إن العراق يعاني واحدة من أسوأ أزماته التي واجهته. وبينما تأتي مديحة في قائمة التايم فهناك نساء مثلها في جميع أنحاء العراق ينسجن الأمل بطريقتهن.