الاقتصادية أم المحافظة أم الليبرالية
رولا أم سلوى أم أسيل ..من هي أول امرأة ستدخل البرلمان الكويتي؟

القس عمانويل: نتمنى أن تختفي النزعة المتطرفة في البرلمان الجديد
الكويتيون المسيحيون لن يصوتوا للمرشحين الإسلاميين المتعصبين


الكويت: تحذيرات من مرشحين يلجأون للطرح الطائفي

ممدوح المهيني من الكويت: ترتدي المرشحة الكويتية رولا دشتي قميصا وبنطلونا رسميين بلون القمح، وتتصرف وكأنها مديرة لشركة تكنولوجية عملاقة، وتتحدث بلكنة لبنانية. ولكن هذه المرأة المتخصصة في الاقتصاد، والتي تخرج الكلمات بصعوبة من فمها، تبدو المرأة الأوفر حظاً بالوصول إلى البرلمان الكويتي القادم. لتكون بذلك أول نائبة في تاريخ الكويت. في الانتخابات الماضية، وهي الانتخابات الأولى التي تشارك فيها المرأة الكويتية حصلت رولا دشتي على أكثر من 1500 صوت. وكانت قريبة جدا من الدخول إلى البرلمان. وفي هذه الانتخابات تتمتع بحظوظ كبيرة جدا وربما تكون الأبرز بين النساء المشاركات. تمتد شعبية رولا حتى في أوساط الرجال الذين يرون فيها امرأة رصينة وتتحدث بطريقة واقعية وليست quot; نسائية شعبية quot; ، كما قال أحد الأشخاص ،وهو يصف المرشحات النساء .

في مقرها الانتخابي ترتدي الكثير من النساء المناصرات لها quot; تي شيرتاتquot; مكتوب عليها كلمة quot; نقدرquot; وهو الشعار الخاص بحملتها الانتخابية ، تنتقل رولا بين الطاولات ،وتضع يديها على خصرها وهي تستمع لشكاوى النساء وطلباتهن منها إذا وصلت إلى الانتخابات. تقول رولا لquot; إيلافquot; : لديهن الكثير من المطالب . النساء ينقصهن الكثير هنا. يأتون إليّ بالكثير من القضايا الملحة قضايا صحية و وظيفية والزواج من غير كويتي . أنهن يبحثن عمن يستمع إليهن ،ويحقق ما يرددنه منذ سنوات طويلة quot;.

هناك نساء محجبات وبعضهن يرتدي العباءة النسائية التقليدية وكلهن واثقات بهذه المرأة غير المحجبة ،وصاحبة العقلية الليبرالية . تقول رولا :quot; أنا أفكر بطريقة منفتحة وأقدم خطابا جديا وعمليا . خطاب يعتمد على الحلول وليس الشكوى quot;.

غالبية العاملين في مقرها من النساء ، وكذلك الزائرين ،وعلى الرغم من بعض الأحاديث النسائية الخليجية الشعبية التي تظهر بين فترة وأخرى ( امرأة كبيرة بالسن تقف وتصرخ : أين البخور؟!) ، إلا أن حملتها تدار بطريقة حديثة ومتجددة. تقول مدير حملتها الإعلامية ، وهي تشير إلى آلية تقنية لرصد أسماء الناخبين ، إنهم يستخدمون الطرق الحديثة للوصول إلى أكبر قدر من الناخبين .

وهل ستصوت النساء للنساء هذه المرأة أم تخذلهن ، كما حدث في المرة الماضية؟ . يقول مدير حملة رولا :quot; هذا ما أتوقعه . النساء مصدومات جدا من الرجال ، وسيدفعهن هذا للتصويت إلى النساء. ولكن لا أحد يعلم بالحقيقةquot;. أما المرشحة رولا فتقول إن النساء تم تضليلهن في المرة السابقة وقد تعلمن من الدرس السابقquot;.

أما المرأة الثانية المرشحة للدخول إلى البرلمان الكويتي ، هي المرشحة سلوى الجسار. هذه المرأة التي تعود جذورها إلى مدينة عنيزة وسط السعودية تدير حملتها بطريقة عائلية . فزوجها هو مدير الحملة ،ويساعدها اشقاؤها في تدبير بعض الشؤون التنظيمية. هذه المرأة المحافظة ( لا تقود سيارة) تفتخر بعائلتها ،وتتحدث عنهم باستمرار ،وتؤمن بالطريقة الأسرية لتنفيذ الأشياء ،كما تعود والدها أن يفعل. في أحد المكاتب الواقعة في أحد المجمعات التجارية الشهيرة قابلتها quot;إيلافquot; ، وسألتها : ماذا تفعلين هنا ؟!. فأجابت :quot; هذا بزنس للعائلة . أنا أتولى الشؤون التنظيمية في العمل بناءً على خبرتي التنظيمية quot;.

التنظيمية ، هذه أقرب كلمة تصف فيها شخصية هذه المرأة اللطيفة والزاهية بنفسها وشهاداتها الأكاديمية ،ولكن من دون تعجرف. تقول بطريقة متفاخرة :quot; هل تعلم أني دخلت دورة في الترشح للانتخابات في أميركا ونجحت بامتياز. لقد دربت الأشخاص معي على كيفية تدبير حملات انتخابية . حتى لو فشلت سيكونون استفادوا كثيرا من هذه التجربة quot;. المرشحة سلوى الجسار سافرت إلى الكثير من المؤتمرات وتعتمد على إرثها المهني والأكاديمي لتقديم نفسها بصورة المرشحة المناسبة للوصول إلى البرلمان . ولكنها أيضا تعتمد أيضا على طريقتها المحافظة بجلب الناخبين المحافظين الذين لا يرغبون في شاهدة امرأة سافرة تدخل البرلمان . فهي لا تزور الدواوين الرجالية ،وتظهر بصورة الأم ،وتردد دائما بفخر :quot; أنا امرأة تقليدية جداquot;. ولكن رغم كل هذا ، فإنه من غير المرجح أن يوصلها لمجلس الأمة ، بسبب ربما اسمها غير المعروف إعلاميا وتجربتها السياسية الأولى ، ولكن ما يجعل حظوظها تبدو قوية جدا هي الأنباء عن دعم حركة الأخوان الإسلامية لها ،وإدخالها لقوائمهم الانتخابية بشكل غير معلن.وتحظى الحركة الإخوانية في الكويت بشعبية كبيرة وهي تملك الأنصار والقوة لدعم أي مرشح.

أما المرشحة الانتخابية الثالثة الأوفر حظا فهي أسيل العوضي المتخصصة في العلوم السياسية والتي دخلت في قائمة التيار الليبرالي .استطاعت أسيل أن تظهر بصورة امرأة هادئة ومتوازنة ، وفي الوقت الذي كان الرجال ينتظرون أن تخطئ وتلقي تصريحات رعناء ، تفاجأوا وهم يشاهدونها بالتصريحات المعتدلة ، كما أن شكلها الجذاب بتسريحة شعرها القصيرة قد اكسبها المزيد من الأنصار خصوصا من الرجال . يقول أحد الأشخاص المناصرين لها :quot; هذه امرأة محترمة وعاقلة وجذابة . لماذا لا أصوت لها؟!quot;.

عندما تحدثت إيلاف مع د. أسيل بدت خجولة وقالت وهي ترد على أن الناشطات السياسات النساء المعاديات للرجل بتن يكرهنها بعد أن تحالفت مع الشيطان ، كما قالت إحداهن.أجابت بطريقة هادئة :quot; هذه فكرة قديمة جدا. الرجال والنساء سواسية ولا تعجبني الأفكار التي تقول إن هناك عداء خفيا ومؤامرة سريةquot;. رولا أم سلوى أم أسيل . من ستكون أول امرأة كويتية تدخل البرلمان كنائبة عن الشعب الكويتي . عندما سألتهن جميعا إذا كنّ يتخيلن أنفسهم وهنّ يجلسن على الكرسي البرلماني الأخضر . أجبن جميعهن بطريقة متشابهة وصامتة .التمعت أعينهن ورسمن ابتسامة. هكذا نفعل عندما تسطع في عقولنا الأحلام الصعبة والرائعة.