تناقض بين روايتي الحكومة والأقباط لأحداث دير quot;أبو فاناquot;
أسقف مصري يرفض حل المشكلة بطريقة quot;قعدات العربquot;
نبيل شرف الدين من القاهرة: طوال الأحداث المماثلة التي تواترت خلال الأعوام الماضية، لعلها هي المرة الأولى التي يتخذ فيها رجل دين قبطي موقفاً صريحاً رافضاً لمعالجة تلك الأزمات التي تقع بين مسلمين ومسيحيين بالطريقة المعهودة في مثل هذه الأحوال، من خلال ما يعرف بـ quot;قعدة العربquot;، فقد رفض الأنبا ديمتريوس أسقف مدينة ملوي في صعيد مصر حل الأزمة التي جرت وقائعها خلال الأيام القليلة الماضية، بين قبائل البدو ومسيحيين بسبب خلاف على قطعة الأرض المتاخمة لدير quot;أبو فاناquot; بالقرب من قرية quot;قصر هورquot;، وفق السيناريو الذي اعتادت السلطات المصرية رعايته في مثل هذه الأزمات من خلال quot;جلسات عرفيةquot; تجمع أطراف المشكلة ويرعاها كبار المسؤولين المحليين من جهة الإدارة وأجهزة الأمن .


وأعلن الأنبا ديمتريوس أنه يرفض مثل هذه المعالجات التي وصفها بأنها تعالج الأعراض المرضية، ولا تعالج الأزمة من جذورها، بعد أن قام أفراد من البدو بمهاجمة الدير واختطاف ٣ رهبان وإصابة آخرين لوقف بناء السور حول الدير .
ومضى الأنبا ديمتريوس أسقف ملوي قائلاً إنه جرى نقل الرهبان الثلاثة المصابين لاستكمال العلاج في القاهرة وانه تلقى اتصالا هاتفيا من البابا شنودة الثالث أطلعه فيه على حجم المشكلة وطمأنه إلى المصابين، مشيرا إلى أن البابا شنودة نصح بنقلهم إلى مستشفى في القاهرة، وسوف يزور المصابين في المستشفى في أقرب وقت ممكن .


كما توقع الأنبا ديمتريوس أن يصل البابا شنودة اليوم الأربعاء لمتابعة الوضع بنفسه وزيارة المصابين والاطمئنان إليهم ودراسة المشكلات التي تعترض دير أبو فانا الأثري ، ومنها وقف استكمال بناء السور من قبل المحافظ الجديد .
وأضاف أسقف ملوي quot;أن البابا شنودة طالب بالإصرار على محاسبة الجناة الذين تعدوا على الدير واختطفوا الرهبان وعرضوا حياتهم للخطر، كما أكد عدم التهاون في هذه القضية لأنها تمثل تطورا خطرا في التعدي على حرمة الأماكن المقدسةquot;، حسب قوله .

الرواية الحكومية للأحداث
الأنبا ديمتريوس رفض أيضاً ما أسماه العودة إلى نقطة الصفر، التي سبقها صلح مماثل قبل أشهر لكنها لم تمنع الهجوم الأخير، وقال إن الحراسات الأمنية المكثفة في المنطقة لا يمكن أن تستمر للأبد، وإنه ليس هناك ما يضمن انفجار الفتنة مجدداً أو انتقالها إلى منطقة أخرى .


من جانبه استعرض مفيد شهاب وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية الرواية الرسمية لتفاصيل الأزمة، وذلك أمام نواب مجلس الشعب (البرلمان) قائلاً إنه في 31 (أيار) مايو الماضي قام عدد من رهبان الدير ببعض الأعمال الزراعية، إلا أن مجموعة من الأعراب تعرضت لهم لمنعهم من وضع يدهم على قطعة الأرض، وهو ما أدى إلى وقوع مشاجرة بين الطرفين تم خلالها تبادل اطلاق الأعيرة النارية واصابة ثلاثة من رهبان الدير بجروح قطعية، وراهب بطلق ناري، ومواطن من القرية بعدة طلقات توفي متأثرا باصابته .


وتابع الوزير شهاب سرد الرواية الحكومية للأحداث قائلاً إن قوات الأمن انتقلت على الفور إلى موقع الحدث وسيطرت على الموقف وأشرفت على نقل المصابين للمستشفيات، موضحا أن مسؤولي الدير اتهموا بعض الأعراب بإتلاف بعض الشتلات الزراعية بالأرض، وإحراق حجرة وجرار زراعي تابعين للدير وإطلاق الأعيرة النارية على الرهبان واحتجاز 3 منهم .
ومضى الوزير المصري قائلاً إن جهود الأمن أسفرت عن عودة الرهبان الثلاثة المحتجزين وتحديد عدد 12 من المشاركين في هذه الأحداث تم ضبط ثلاثة منهم، وجاري ضبط الباقين والأسلحة النارية المستخدمة في الواقعة والقائمين باحتجاز الرهبان الثلاثة .


وخلص شهاب إلى القول إنه يتضح من ذلك أن سبب الأحداث هو نزاع على قطعة أرض من أملاك الدولة وعدم التزام مسؤولي الدير بالحدود
التي تمت الموافقة على اقامة سور كحرم للدير واستخدام أهالي القرية العنف في مواجهة رهبان الدير ومنعهم من وضع يدهم على الأراضي المملوكة للدولةquot;، على حد تعبيره .