النائب د.مصطفى البرغوثي لـ quot;إيلافquot;:
حزب الله تفوق على إسرائيل في إدارة الصراع
خلف خلف ndash; إيلاف:
حينما وصلت مساء اليوم الأربعاء لمقر الإغاثة الطبية في مدينة رام الله، المكان المحدد للإلتقاء بالدكتور مصطفى البرغوثي النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني وأمين عام المبادرة الوطنية، كان يتردد في رأسي سؤال واحد بحد ذاته: كيف يقرأ د.البرغوثي موضوع الساعة- صفقة التبادل بين حزب الله وإسرائيل-؟ حبل تفكيري لم يطل، وولت بعيدًا تكهناتي جميعها، بعدما وجدت الإجابة شبه جاهزة على لسانه، بمجرد طرحت مقدمة السؤال، ولم أكن انهيه، حتى قال: quot;صفقة التبادل بين حزب الله وإسرائيل تعتبر إنجازًا كبيرًا لحزب الله، وتبين أن الهجوم على لبنان عام 2006 فشل فشلاً ذريعًا...quot;. كلماته فجرت في ذهني تساؤلات جديدة، فتشعب الحوار، وطال بالإضافة إلى صفقة التبادل، المفاوضات السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والمصالحة الفلسطينية، وغيرها من القضايا، وإليكم الحوار كاملاً:
** بداية، فلنبدأ بموضوع الساعة، كيف تقرأ صفقة التبادل بين حزب الله وإسرائيل؟
الصفقة تعتبر إنجازًا كبيرًا لحزب الله، فهي تبين أن الهجوم الإسرائيلي على لبنان عام 2006 فشل فشلاً ذريعًا، كما تؤشر بوضوح على أن المؤسسة الإسرائيلية أخفقت على المستويين الاستراتيجي والسياسي. وموافقتها على التبادل يدلل على أنها لا تفهم سوى لغة القوة. ونحن من جهتنا نحيي سمير القنطار، عميد الأسرى العرب، ونؤكد أنه يجب أن يكون لدى الأسرى الفلسطينيين أمل بالتحرر، والذي عززته الصفقة.
** تعتبر أن الصفقة إنجاز لحزب الله، فما سر تحقيقه؟
حزب الله عرف كيف يدير الصراع، دون أكاذيب أو إدعاءات، بل منذ البداية كان صريحًا، وقدم معلومات دقيقة وعلمية حتى في وقت الحرب، ما جعل الإسرائيليين يصدقون السيّد حسن نصر الله ويفقدون الثقة في قيادتهم. بالإضافة إلى أن حزب الله فاوض بعد أن كافح، ولم يكن هناك تعارض بين الكفاح والتفاوض، بل كانت إستراتيجية متكاملة.
** باعتقادك اكتشاف إسرائيل أن الجنديين ميتان، هل سيؤدي إلى رفع سقف مطالب الفصائل الفلسطينية، وبخاصة أن جلعاد شاليت على قيد الحياة؟
من وجهة نظري، الصفقة تؤكد أن إسرائيل إذا أرادت أن تستعيد شاليت، فأنها تستطيع ذلك، عبر تحرير أسرى فلسطينيين. فنحن لدينا رقم قياسي بعدد الأسرى الذين قضوا أكثر من 25 عامًا في السجون، وإسرائيل تريد أن يحرر جنديها، متناسية أن أكثر من 11 ألف أسير فلسطيني يقبعون في معتقلاتها، ومن ضمنهم 350 طفلاً، وعشرات النساء، والمرضى.
** لننتقل إلى موضوع آخر، المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية يشارف سقفها الزمني الذي حدده مؤتمر انابوليس على الانتهاء، ماذا سيحصل إذا فشلت هذه الجولة دون تحقيق نتائج؟
المفاوضات فاشلة منذ الآن، ولسنا بحاجة للانتظار لنهاية العام كي نعرف ذلك، ويجب على السلطة أن تعلن إيقافها للمفاوضات، وتقول للعالم: نحن لم نفاوض إذا لم يقدم لنا ضمانات بوقف الاستيطان ووقف بناء جدار الفصل العنصري الذي دمر الحياة الفلسطينية، حيث يبلغ طوله 850كم وارتفاعه يصل إلى 8-9 أمتار فيما جرى قلع مليون واربعمئة ألف شجرة مثمرة ليبلغ طول الجدار ثلاثة أضعاف جدار برلين وضعفي ارتفاعه.
** لكن هناك من يقول إن إسرائيل تريد من الفلسطينيين إيقاف المفاوضات، لتقول للعالم، لا يوجد شريك للسلام؟
إسرائيل سعيدة باستمرار المفاوضات، فكلما طالبها العالم بوقف الاستيطان تقول هناك مفاوضات، ولذلك يجب أن ترفع السلطة الفلسطينية الغطاء عن ذرائع الاحتلال، فالحواجز العسكرية في الضفة الغربية زادت بعد مؤتمر أنابوليس من 521 إلى 607 حواجز، ووتيرة الاستيطان زادت احدى عشرة مرة، ومن يتحدث عن السلام، وإمكانية تحقيقه في ظل هذه المعطيات فهو واهم.
** يرى بعضهم أن المشروع الوطني الفلسطيني في تراجع مستمر، ما تعليقك؟
المشروع الوطني لا يتراجع، بل نهج المفاوضات هو الذي يتراجع، فالناس ما زالت مصرة على حق العودة وعدم التنازل عن شبر واحد من القدس. القضية الفلسطينية لا تتراجع بل تتعزز بفضل العمل النضالي. وعليه، من أثبت فشله هو نهج أوسلو، ونهج المفاوضات حتى الموت. ولذلك مطلوب من السلطة الفلسطينية أن توقف المفاوضات، وتشارك الناس في كفاحهم، وعلى أركان السلطة أن يرفضوا أي امتيازات إسرائيلية ممنوحة لهم كأشخاص، كامتيازات التنقل.
** وما هي الإستراتيجية المقترحة للخروج بالوضع الفلسطيني من النفق المظلم؟
نحن خطتنا في المبادرة الوطنية، قائمة على أربعة مرتكزات، هي: الكفاح الشعبي الجماهيري المقاوم. ودعم الناس وتعزيز صمودهم، استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وبناء حركة تضامن دولي داعمة للنضال الفلسطيني.