quot;إيلافquot; تنشر quot;مكاشفاتquot; المفكر والزعيم الإسلامي على حلقات -1-
الترابي: هذا هو الفرق بين الفيصل وعبد الناصر


إيلاف: تبدأ quot;إيلاف quot;إعتباراً من اليوم بنشر حديث طويل- مكاشفات- للمفكر الإسلامي البارز والسياسي السوداني حسن الترابي، أدلى بها للكاتب الصحافي عبد العزيز محمد قاسم، المشرف على القسم الإسلامي في صحيفة quot;عكاظquot; السعودية.وفي أولى حلقات مكاشفاته تحدث الترابي عن ظروف نشأته الاجتماعية وطرائق التربية التي تلقاها، وعن الصدام الناصري مع الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز ، مؤكدا ان الفيصل تبنى التوجه الإسلامي عن يقين وصدق، بينما تبنى الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر القومية كشعارات.

وفي رد على السؤال الأول قال الترابي : الأسرة اشتهرت باسم quot;الترابيquot; ويعود هذا اللقب إلى الجد السابع، وكان شيخاً، عندما كانت في وسط السودان عندئذٍ دولة سودانية أسمها مملكة سنار سادت قبل أن يقتحمها الاستعمار من ذات الشمال الأرضي، وكان هذا الجد فقيهاً وقرآنياً يعلّم القرآن، ولم تكن له نزعة للتصوف التقليدي بأن ينتمي إلى طريقة صوفية أو يعتكف في خلاوي ورهبانية أو يقلد شعائر الصوفية، بالرغم من أن له أقارب من هذا النمط من التصوف مثل ابن خالته الذي تلقى الطريقة القادرية التي وردت من العراق وانتشرت في كل إفريقيا والسودان. أما هو فكان مثل الغزالي، التصوف عنده يعني التعمق في الدين، فكان مستقلاً وكان واسع الهمّ الديني يعمل أيضاً بالسياسة. فولاة سنار لم يكن لديهم نظام ضريبي، بل كانوا يقتحمون الناس ويأخذون من الأموال التي تتمثل في الأنعام أي المواشي، فكان جدي يتصدى لهم فنشأت توترات حادة بينه وبين هؤلاء. وذات مرة ذهب إلى الحج، ووجد في الحرم المكي أناسا يُعدّون فرساً أبيض اللون مزيّناً سرجه إعداداً كاملاً ، فلما سألهم عن ذاك العرض، قالوا له: نحن نعدّ هذا الفرس للمهدي الذي سيظهر هنا ويركب هذا الفرس، فاستخفّ بهذه الفكرة وتحيّن غفلتهم وركبه ليردّهم عن ذلك الوهم المشهور، ولكن بعض الناس ظنوا أنه المهدي حقاً.. فاعتقله الوالي وأدخله السجن خوفاً منه طبعاً، وإنما اشتهر لقب المهدي في السودان نسبة إلى محمد أحمد المهدي الذي قاد ثورة الجهاد في وجه الحملة الاستعمارية الأولى في القرن التاسع عشر.

* وما سبب دخوله السجن ؟
لأنه إذا ظهر المهدي حقاً فقد سقطت شرعية الحاكم، حسب المذهب التقليدي يومئذٍ الشائع فيه رجاء المهدي المنتظر، لذلك أحيط بذلك الجدّ، وزجّ به في الحبس، ثم جاء فيضان أغرق السجن والحرم فخرج من السجن طليقاً وأقام حيناً في مدينة الطائف ثم عاد إلى بلاده.

يا شيخ حسن، أتلمّس الإعجاب في حديثك بهذا الجدّ، ولكأني أشعر بتأثيره عليك من إنكاره لما يفعله أولئك الجهلة من إعداد الفرس للمهدي..لكن سؤالي هل ثمة إسقاط لهذه الحادثة عليك وعلاقة ذلك بإنكارك لشخصية المهدي المثبتة في الصحاح؟
- الحق أني أنكر ظن انتظار المهدي ونزول عيسى وكل الرجاءات التي توهمها المسلمون بآثار موضوعة تعلّقاً بمنقذ قدري يُنجيهم من ضعفهم وعجزهم الموصول . ولعل أصول الدين الحق هي الدافع لأن نعرف هذه الأوهام وتنشط فينا عزائم التوكّل للنهضة والمجاهدة. عموماً جدي لم تحجبه الصوفية ولا المذهبية الحادة دون أن يذهب إلى أعماق الدين فيأخذ من أصوله ويعمل بكل هواديه في الحياة ذاكراً قارئاً متفقهاً مُصلحاً مجاهداً. والأقرب إليّ تُراثاً كان والدي المباشر الذي سبق أيضاً أن كان أول من تخرج من المعهد العلمي الأعلى في مدينة أم درمان في عهد البريطانيين وتخرج عام 1925م فكان أول الدفعة وكان يريد أن يكون معلماً ولكن استقطبه البريطانيون للقضاء الشرعي الخاص بالأسرة وهو المجال الوحيد الذي يحكم بالشريعة الإسلامية آنذاك، أما بقية القانون فقد أحاله البريطانيون إلى رجال قضائهم بأحكام قانونهم. وكان أبي شديد العزائم .. ففي عهد الحكم البريطاني كان يتمتع المفتش بقدر عظيم من الهيبة والسلطة، فهو سيد كل الوظائف الرسمية في الحياة العامة في التعليم والصحة العامة والإدارة والأمن والتموين والتجارة والزراعة وكل شيء تُديره السلطة، لكن كانت الشؤون الدينية الخاصّة تتبع للقضاء الشرعي، فكان والدي يخرج عليهم دائماً بقوله إن هذا المفتّش كافر لا شأن له بتطبيق الشريعة أو ثبوت هلال رمضان أو تصديق المساجد، لذلك كان يغضب عليه البريطانيون ويُطيحون به من طرف البلاد إلى طرفها الآخر، وهذا نفعني جداً بأن تعرفت منذ الصغر كلّ نواحي السودان و بيئاته المختلفة.

* سنناقش موقفك من قضية المهدي لاحقا، ولكن دعني أسألك ياشيخ حسن عن مكان ولادتك ؟
- أنا ولدت في كسلا على الحدود مع أريتريا في عام 1932م /1350هـ ثم نقل أبي إلى أقصى الغرب ثم إلى أقصى جنوب الشرق. ثم إلى الشمال وهكذا ولم يُلحقني أبي بالخلاوي التقليدية للقرآن إذ كان مترحّلاً فدخلت المدارس التي كانت المادة الدينية فيها ضعيفة جداً لكن كنت إذا عدت من الإجازة المدرسية يأخذني هو ويحيط بي ويعطيني دروسا عربية وشرعية خاصة كثيفة، كما كان يوالي دروس الفقه للعامّة فضلاً عن القضاء.

* وهل أنت أكبر إخوتك يا شيخ حسن وكم عددهم ؟
- بل يكبرني اثنان من الإخوة الأشقة وتصغرني أربع أخوات وأبي تزوّج من امرأتين بعد وفاة أمي وله منهما ذرّية.

* لربما يعرض هنا سؤال حيال علاقتك بوالدك، هل كان يخصك بالتحديد من بين إخوتك بعلاقة ما أو تعامل مختلف عن بقية الإخوة؟
- لا، لأننا كنا في مراحل مختلفة من ظروف انتقال الأب وفي درجات من الأعمار. فكنا نتلقى عند أبي في العطلة المدرسية كل العلوم تقريباً فضلاً عمّا نتلقّاه في المدرسة، وذلك يعني أن لم يكن لدينا عطلة بل كان الأب أشد ضبطاً ومحاسبة لنا أن نقرأ ونحفظ ونتبيّن، وكنت إذا ذهبت إلى المدرسة أعتبر نفسي في استراحة إجازة.. والتعليم الحديث أيام البريطانيين كان يدرس باللغة الإنجليزية أما التعليم التقليدي الديني فارتاده بعض الناس ومنهم من يذهب في آخر عمره إلى بريطانيا ليترقّى قدره العلمي. ولكن كثيراً ما كان في هؤلاء ظاهرة ازدواج الشخصية مثل ما يطرأ على خريجي المدارس الحديثة. كان فيهم همّ السياسة في جانب والدين في جانب آخر، أي يضل وينطلق ويعربد تلميذ البريطانيين ثم في آخر عمره يتدين، فيكون الدين فيه كأنه غاشية، وتلميذ المعاهد قد يُحاول أن يكون عصري النزعة أيضاً. فنتاج التنافس بين التعليم التقليدي والغازي كان يتمثّل في فئات متمايزة وأحياناً في شرائح متباينة لذات الشخصية. أما تطوّر التعليم بعد استقلال السودان فقد انتهى اليوم لأن يكون موحداً لا نميز بين تعليم ديني وتعليم لا ديني فعندما نقسم التعليم بهذه الصورة مقتضاه أن نُصبح مفرّقين بين الدين والحياة، أن قد فصلنا الفنون والرياضة والاقتصاد والسياسة والعلوم الطبيعية من الدين وقصرنا الدين على اجتماعيات وشعائريات وتقليديات.. وهذه القضايا أذكر أني طرحتها من قبل في المملكة العربية السعودية عندما كنت عضواً في مجلس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنوّرة الذي كان الشيخ بن باز رئيسها، فكنت أحاول أن أطوّر برنامجها لتكون دراساتها أوسع ولا تكون محصورة في التقليدية. وكانت لي علاقات طيبة مع الملك فيصل رحمه الله الذي كانت له نزعات دينية قوية نحو إقامة بنك فيصل الإسلامي بواسطة ابنه واجتهاده هو لإقامة منظمة المؤتمر الإسلامي، فقلت له يوماً كيف أجد عندكم جامعة إسلامية وجامعات أخرى كـأنها غير إسلامية ومعاهد دينية ومدارس لا حد لها بغير هذا المسمى والوجهة، ففي نظري هذه قسمة بين توجّهنا لله وتوجهنا للدنيا، وهي قسمة ضيزى لأن معاهد العلم الدينية محدودة. كما تحدثت معه يرحمه الله عن توحيد البنوك وتحريم الربا، فالربا في الدنيا حرب من الله ورسوله كما يقول القرآن، فكيف يسمى الربا باسم آخر ونتعامل به فهل نسمي الخمر باسم آخر ونستبيحها؟ فقال لي: ابحثوا لي عن أي نظام للتعليم يوحّد علوم الدين والدنيا، ونظام للبنوك يعمل بغير الربا وأنا جاهز.. فكانت له نزعة إسلامية توجهه للخير دائماً. رحمه اله كانت نيّاته أن يبسّط مذهب التوحيد الشرعي لكل الحياة، لكن لكل أمر أجل يقدّره الله.

الفيصل والتوجه الإسلامي
* خصوم هذا الملك العظيم من القوميين، لا يزالون يشككون في صدق توجهه الإسلامي يرحمه الله، وأنه انحاز إلى هذا الخيار بإيحاء من أميركا، لأنها العقيدة الوحيدة التي يستطيع بها التغلب على خصمه العتيد عبد الناصر الذي تبنى القومية العربية، فليتك توضح لنا يا شيخ حسن المسألة طالما كنت أحد شهود تلك الفترة.
- أؤكد لك يا أخ عبد العزيز أن الملك فيصل يرحمه الله تبنى التوجّه الإسلامي بوعي متيقّظ في آخر حياته فبصدق وإيمان ويقين، وأيضاً انظر إلى تهافت ما يقوله القوميون، ألا يذكرون عندما ضرب البريطانيون والفرنسيون والإسرائيليون السويس أصدر الملك فيصل كلمة تحذيره بإيقاف البترول فهدد بذلك الغرب كله، فأدخل ايزنهاور في خطر أزمة حيث علم أن غزو مصر قد يؤدي إلى كارثة بالفعل فأمر الغربيين بأن ينصرفوا فكانت الكلمة الواحدة من الملك فيصل ترهبهم وتردّهم. وهو الذي أثر أيضاً على ابنه محمد الفيصل فيما يخص البنوك الإسلامية فانتشرت بجهده هذه البنوك في جميع الدول الإسلامية تقريباً في البحرين وتركيا وباكستان والسودان، بل في أوروبا..

* ما تقوله يا شيخ حسن شهادة تاريخية تفضح ذلك الزيف الذي لا يزال يلوكه القوميون الى يومنا هذا، بأن فيصل العظيم يرحمه الله لم يكن أداة بيد الأميركيين لضرب الناصرية، وأن الرجل كان عاملا باخلاص حقيقي للإسلام .
- الملك فيصل كان يريد لكل الأمة أن تجتمع حول المؤتمر الإسلامي، أما جمال عبد الناصر فكان ينزع نحو قوميته وعروبته أول الأمر وكان مزدهداً أن يجمع الأمة الإسلامية عطفاً على أنه كانت له حرب مع الإسلاميين بمصر، ولكنه في العاقبة اضطر إلى النزول عن ذلك بعد أن ضربهم الإسرائيليون وهزموا في اليمن فجاءوا إلى قمة الخرطوم وسلموا للملك فيصل بما يريد لاسيما في قضية فلسطين وفي اتحاد الأمة المسلمة.

* أنت كسياسي يا شيخ حسن كيف تقرأ الصراع الناصري مع الملك فيصل؟
- جمال عبد الناصر كما قلت كانت له نزعة عربية وهي قومية أثارها البريطانيون بتدابير في العرب وفي تركيا ليفرقوا الجمع الإسلامي فأثاروا النزعة التركية على الدولة العثمانية وإسلامها على الرغم من أنها لم تكن على مثال من الرشد في الدين فحولوها إلى دولة علمانية وزرعوا فينا إسرائيل وفعلوا بنا الأفاعيل إذ قطعوا العرب إلى أوصال ودويلات مستضعفة ثم أقاموا الجامعة العربية التي تكرس لعزل العرب عن الدول الإسلامية. وكما ترى حال الجامعة العربية حتى اليوم أن يجتمع الوزراء والقادة وتنظم القمم ولا تفعل شيئاً وإذا قرروا قراراً يفعلون تحت وطأة الضغوط عكس ما قرروه.
فالمملكة كما قلت كانت لديها نزعة دينية لتوحيد المسلمين في المؤتمر الإسلامي وإيجاد مصرفية إسلامية وبنوك وجامعات ومدارس، فحتى عندما زار الملك فيصل السودان إبان حكومة إسماعيل الأزهري استقبله أهل السودان بحفاوة بالغة جدا، آلاف الناس خرجوا له بالإبل والخيول والأفواج، فرجع يرحمه الله بانفعالات جميلة عن أهل السودان وأصبح له حب السودان غراماً فكان يقول : وجدت عروبة وإسلاما في السودان أكثر مما في كثير من الدول العربية.

صدام فيصل وعبد الناصر
*أريد العودة للسؤال الأصلي يا شيخ حسن لأعرف تقييمك لمرحلة الصدام الناصري مع الملك فيصل، هل كانت الكاريزمية الناصرية أكبر بكثير من أفكار الرجل وقدراته؟
- مصر منذ أيام الفراعنة كان لها مدّ ونفوذ وحتى عندما قدم محمد علي باشا- الذي هو في ألباني الأصل وليس تركيا- أورث مصر نفوذاً كبيراً يمتد إلى سوريا وتركيا والسودان والحجاز، حتى قضية فلسطين كانت تذاع من إذاعة مصر وزعماء فلسطين يلجأون إليها ويرجعون إليها فقط. فانغرز في العقلية المصرية أن مصر هي الزعيمة المطلقة ويجب أن لا تقوم زعامات في المملكة ولا في السودان ولا في الشام إلا بمدٍّ منها. والقومية العربية عندما قامت فيها لم تأخذ المأخذ الفكري الذي سار به بعض الشوام الذين أخذوا مع عاطفة القومية العربية مذهبيات أخرى مسيحية واشتراكية وغربية وغيرها. أما عبد الناصر فأخذها شعاراً فقط وبطولات من قبيل مصر أمّ الدنيا وهكذا، وحتى عندما بدأت السعودية تنشئ جامعات ومعاهد فكأنها خرجت واستقلّت بأمرها. وكذلك أراد أن يستغل قوته المصرية العربية غير الدينية فكان يضرب الإخوان المسلمين حتى لا تظهر الإسلاميات في الحياة العامة في مصر أو حولها.

أما الملك فيصل فرجل دين فطرةً وتراث أراد أن تكون الشرعية التي تقوم عليها المملكة دينية لكن المذهب. والجهاد الوهابي عندما ظهر وانتصر اهتم أهله بالقضاء الشرعي وبالتعليم الديني والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وانحصروا في مكافحة البدعيات وما اتسع همّهم لنظام السياسة والاقتصاد. فعندما خرج البترول لم يكن لهم تصور أن يخرج الاقتصاد من ظلمات ماديته وسرفه ورباه إلى نور الدين بل كانوا منشغلين في أمر التدين الخاص والفقه التقليدي وانصرفوا إلى محاربة التصوف وإزالة الشركيات وعبادة القبور أما الجانب الاقتصادي والسياسي والعالمي فلم يكن محور اهتمامهم فتركوها إلى آل سعود فالملك فيصل كأنه أراد أن يتأسس على ذات القاعدة الدينية ويرد كل أمر عام إلى أصول الشرع أن ينفتح إلى ما لم ينفتح له من قبل الدفع السياسي والاقتصادي والعالمي.
لكن الغرب المفتون ببسط نفوذه على العالم المهموم بخطر الإسلام عبر كل التاريخ لم يحتمل الملك فيصل كما لم يحتمل ضياء الحق الذي كان يريد ان يؤسلم البنوك والتعليم والقانون وكان يتحدث عن ولايات إسلامية تحت وحدة إسلامية وكان يقول هذا الكلام صراحة فلم يحتمله الأمريكان فنسف في طائرة ولا ندري من نسفه.

*لا ندري من نسفه! ألا تعتقد يا شيخ حسن أن نظرية المؤامرة تؤثر على طرحك عن الأميركيين؟
- الـ CIA كانت بإباحات لها قانونية خاصة تقتل القائد في أميركا اللاتينية أو في أي مكان، وأنا كنت نفسي في زيارة لأمريكا عرضة لهذه التهديدات. فعمليات القتل جزء من برنامجها العادي والعنف والقتل والقضاء على الآخرين كان نزعة في الولايات المتحدة عبر التاريخ فهي ُأسست على القتل والضرب وهم قتلوا وأبادوا أصحاب الأرض المستعمرة لا كسائر الأوروبيين، وترى ذلك ظاهراً حتى في أفلامهم ومجتمعهم وسلوكهم اليومي ومعسكراتهم.