تفجير طرابلس يوجه رسائل سياسية واضحة
quot;فتح الإسلامquot; تعاود الظهور ... بالدم والنار؟

17 قتيلاً بينهم 9 عسكريين في إنفجار يهز طرابس
الرئيس اللبناني في دمشق اليوم: لن نخضع لإرهاب التفجيرات

إيلي الحاج من بيروت: ليس إستباقًا للتحقيق أو عمل القضاء القول إن تفجير حافلة الركاب في طرابلس يحمل على الأرجح توقيع quot;فتح الإسلامquot; الذي اختفى عن الأنظار مدة بعد الضربة القاسية التي مني بها نتيجة لمعارك مخيم نهر البارد، حيث اضطر الجيش اللبناني إلى القضاء على هذا التنظيم بكلفة بشرية ومادية عالية عليه وعلى المسلحين المتعددي الجنسية والمدنيين. أصابع الإتهام تتجه تلقائيًا إلى quot; فتح الإسلامquot; لأن العبوة استهدفت حافلة ركاب يستقلها جنود الجيش الذي توعد رئيس التنظيم المتواري شاكر العبسي مرارًا بالإنتقام منه وله سوابق في التعدي عليه ، ولأن تفجير الحافلة اليوم 13 آب / أغسطس 2008 يذكر بتفجير حافلتي الركاب في بلدة عين علق المتنية يوم 13 شباط / فبراير 2006 في توقيت سياسي لافت جدًا : عشية إحياء الذكرى الثانية للرئيس رفيق الحريري، تفجير تمكنت التحقيقات الأمنية بعده بأيام من كشف مرتكبيه وتبين أنهم من quot;فتح الإسلامquot; وألقي القبض على بعضهم وحوكموا، ودار جدل quot;سياسيquot; في ذلك الوقت لم يحسمه القضاء حول ارتباط الفاعلين بالإستخبارات السورية أم لا . أما الفارون منهم فقتلوا لاحقًا في معارك نهر البارد باستثناء العبسي الذي quot;اختفى quot; في ظروف غامضة قبيل انتهاء العمليات العسكرية هناك، وبثت مواقع على شبكة الإنترنت لاحقًا رسائل تهديد بالإنتقام منسوبة إليه.

ويسبق تفجير اليوم بساعات زيارة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان لسورية مما يفرض تقدم الملف الأمني على سواه في محادثاته مع نظيره السوري بشار الأسد، ويلي بيوم عملية نيل حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الثقة بمئة صوت في مجلس النواب من أصل 127. كما أنه يجيء في مرحلة البحث في التعيينات الأمنية التي ستجريها الحكومة وفي مقدمها تعيين قائد جديد للجيش ومدير للمخابرات، وتكفي للدلالة على شدة حساسية هذه المسألة في لبنان، إشارة إلىأن مدير عمليات الجيش السابق اللواء فرنسوا الحاج الذي قاد عملانياً معارك نهر البارد دفع حياته في تفجير استهدف سيارته بعدما تسرب خبر اتفاق على تعيينه قائداً للجيش بين سليمان، الذي لم يكنرئيسًا بعد، والرئيس السنيورة ورئيس كتلة quot;المستقبلquot; النائب سعد الحريري ووزير الدفاع الياس المر الذي كشف هذا الإتفاق بعد جريمة الإغتيال.

والإحتمال المخيف أن يكون تفجير اليوم الذي أوقع نحو 17 ضحية من العسكريين والمدنيين بداية لحملة تفجيرات جديدة تتجاوز طرابلس التي اصبحت منذ نحو شهرين مرتعًا لعصابات تفجر قنابل هنا وهناك في شوارعها وأحيانًا عبوات صغيرة، في ما تعتبر رسائل سياسية تفجيرية وسط بقعة لا يسيطر عليها الأمن اللبناني الرسمي تمامًا، نظراً إلى ظروفها الطائفية والحزبية المحتقنة وعدم قدرة الجيش على ضرب أماكن مكتظة بسكانها الفقراء وتقع تحت نفوذ مسلحي السنة في باب التبانة أو العلويين في جبل محسن.

إحتمال مخيف لأن لبنان كله مكتظ هذه الأيام فوق سكانه المقيمين بعدد كبير من أبنائه المغتربين والسياح العرب يقارب المليون . وكان اللبنانيون حتى صباح اليوم يشكرون كل فريق سمح لهم بلقاء أفراد عائلاتهم الذين حلوا بينهم من الخارج والإفادة وإن مداورة من فورة السياحة، شكراً لأن أكثر من فريق كان في إمكانه بحجج وأعذار شتى إستحضار أعذار طارئة لإطلاق حرب مثلاً أو إشعال الوضع الأمني مجددًا، فيسافر الزوار أبناء البلاد والسياح على عجل ومعهم ككل مرة كثيرون من الذين كانوا مقيمين على الأمل.