عنصر quot;حزب اللهquot;: اعتقدنا أنه إنزال إسرائيلي
إعترافات مطلق النار على مروحية الجيش اللبناني

إيلي الحاج من بيروت: علمت quot;إيلافquot; من مصادر متطابقة أن العنصر الذي سلمه quot;حزب اللهquot; إلى القضاء العسكري اللبناني في قضية إطلاق النار على مروحية الجيش في تلة سجد الخميس الماضي ، ما أدى إلى مقتل النقيب الطيار سامر حنا، اعترف أمام المحققين بأنه هو الذي أطلق النار من بندقيته من نوع quot;إم 16quot;، وتحديدا رشقاً من أربع رصاصات، معتقداً أنها مروحية إسرائيلية فأصاب قائدها الطيار برصاصتين واستقرت رصاصتان في إحدى المراوح.

وأقر العنصر بأنه كان من ضمن مجموعة من أربعة مسلحين يتولون حراسة أحد المواقع العسكرية التابعة للحزب في التلة ، مضيفاً أنه أراد من إطلاق النار منع المروحية من الإقلاع مجدداً بعدما التبس عليه لونها الصحراوي، في حين أن مروحيات الجيش اللبناني زيتية اللون. وقال إنه خشي أن يكون ثمة إنزال إسرائيلي على التلة ولم يتصل بقيادته لإبلاغها بوجود مروحية عسكرية أو لأخذ تعليمات منها. ولم يتنبه إلى أن المروحية لا تحمل أسلحة وأن تحركاتها كانت تدل على أنها في مهمة تدريب على الإقلاع والهبوط. ونفى أن يكون صوّب إلى رأس الضابط الطيار لقتله.

وذكرت المصادر أن العنصر المذكور في مقتبل العمر لا يتجاوز الـ19 عاماً. وقد أفاض المحققون في سؤاله عن سبب منعهم الملازم محمد عبود الذي كان يدربه النقيب حنا من الإتصال بقيادته لإبلاغها بما جرى.

وكانت دولة الإمارات قدمت أخيراً مجموعة مروحيات عسكرية من نوع quot;غازيلquot; تتميز بسرعة حركتها إلى الجيش اللبناني الذي يبدو أنه تركها بألوانها الصحراوية، وثبت عليها صورة علم لبنان ولكن بحجم اصغر من العلم الذي تحمله المروحيات الزيتية الأخرى.

ويختلف لون مروحيات الإمارات عن لون مروحيات الجيش الإسرائيلي والجيش اللبناني. ووقع الحادث نهارا قبل الظهر وفي طقس صاف وكان إطلاق النار من مسافة غير بعيدة ، ما يعني- إذا كانت إفادة العنصر في quot;حزب اللهquot; صحيحة- أنه والمسلحين الذين كانوا معه تصرفوا تحت وطأة إرتباك شديد وبعدم أهلية ونقص فادح في الخبرة ، وبارتجال ومن دون تعليمات من قيادتهم، رغم أن كل المراكز المسلحة التابعة لـالمقاومة الإسلاميةquot; تربط بينها شبكة إتصال سلكية خاصة شديدة الفاعلية. وهذا سلوك غريب جداً من حزب يواجه إسرائيل وعرف بدقته الشديدة في الحرب .

وقد استمع مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد الذي يتابع هذه القضية إلى عدد من إفادات الشهود، وطلب تسليمه المسلحين الثلاثة الذين كانوا مع الشاب الذي سلمه quot;حزب اللهquot; ، وكذلك المسؤول المباشر عنهم .

وسواء كانت المسألة حادثة- مصادفة غير مقصودة، أم لا ، فقد عرّضت الحزب وسلاحه ndash; وحلفاءه طبعاً وفي طليعتهم الجنرال ميشال عون الذي بنى شعبيته في ما مضى على quot;تقديسquot; الجيش - لحرج كبير حيال إجماع اللبنانيين على التنديد بهذا quot; الإعتداءquot;، في وقت تتعاظم الأسئلة عن الغاية من إصرار هذا الحزب على الإحتفاظ بسلاحه وحمايته من خلال فرض أمر واقع جديد على غرار quot;إتفاق القاهرةquot; الذي فرضته التنظيمات الفلسطينية على لبنان أواخر ستينات القرن الماضي وأدى إلى حرب لبنان ودماره ومعه تنظيمات منظمة التحرير ، وتتصاعد معها الخشية من دويلة يقيمها بجوار الدولة اللبنانية أو فوقها بذرائع معلنة، تتغير من وقت إلى آخر. فمن الرغبة في تحرير مزارع شبعا بالقوة إلى تحرير فلسطين ،ومن الحماسة للدفاع عن لبنان في وجه أي إعتداء إسرائيلي محتمل، إلى إعلان الجهوزية للرد على أي هجوم إسرائيلي أو أميركي تتعرض له إيران لضرب منشآتها النووية، بصواريخ quot;حزب اللهquot; ومن لبنان!