مصر لم تكشف حتى الآن تفاصيل الإفراج عنهم ونفت دفع أي فدية
المختطفون الأوروبيون ومرافقوهم المصريون يصلون إلى القاهرة

فراتيني يؤكد إطلاق سراح الرهائن

القوات الخاصة المصرية ساهمت في الافراج عن الرهائن

إتهامات غربية للقاهرة بالفشل في إدارة أزمة السياح المختطفين

نبيل شرف الدين من القاهرة: وصل الرهائن الاوروبيون والمصريون الـ 19 المحررون الى مطار الماظة بشرق القاهرة بعد ظهر الاثنين على متن طائرة عسكرية مصرية.وكان
مصدر حكومي مصري اعلن في وقت سابق اليومأنه تم بالفعل تحرير أحد عشرة سائحاً أوروبيا وثمانية مصريين اختطفهم مسلحون في منطقة المثلث الحدودي أقصى جنوب غرب البلاد منذ نحو عشرة أيام، لافتاً إلى أنهم جميعاً بصحة جيدة، نافياً أن تكون عملية الإفراج عن الرهائن تم بدون دفع أي فدية من قبل أي طرف من أطراف الأزمة المعنيين .
ومضى المصدر الحكومي قائلاً إن الرهائن الأوروبيين والمصريين المُفرج عنهم في طريق العودة الآن إلى القاهرة، من دون الخوض في مزيد من التفاصيل حول الملابسات التي اكتنفت حادث الاختطاف وعملية الإفراج عن الرهائن بعد عشرة أيام من اختطافهم .

ولم يعرف حتى ساعة إعداد هذا التقرير ما إذا كانت عملية الإفراج تمت بموجب اتفاق أو بعد نجاح المفاوضات مع الخاطفين، أو أن ذلك جرى من خلال عملية عسكرية على النحو الذي يوحي به بيان العسكري الذي أصدره الجيش السوداني يوم أمس عن قتله 6 من الخاطفين، الذين لم تعرف بعد هويتهم على نحو قاطع، وإن أشارت الأنباء الواردة من الخرطوم أنهم ربما كانوا من متمردي إقليم quot;دارفورquot; .
بدوره، نفى وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني لتلفزيون quot;سكاي تي جي 24quot; دفع فدية للافراج عن السياح الاجانب واشار الى الدور الذي لعبته القوات الخاصة واجهزة الاستخبارات الايطالية لتحقيق هذا الهدف.وقال الوزير للتلفزيون الايطالي من بلغراد حيث هو موجود quot;لسنا بعد في وارد اعطاء تفاصيل عن عملية الافراج لكن يمكننا ان ننفي نبأ دفع فديةquot;. كما ذكر الوزير الدور الذي اضطلع به عملاء في الاستخبارات وعناصر في القوات الخاصة الايطالية للافراج عن الرهائن. واضاف quot;علينا ان نعترف انه بفضل مهنية عناصرنا العالية وفعاليتهم (اجهزة الاستخبارات والقوات الخاصة الايطالية) توصلنا الى هذه النتيجةquot;.

من جانبه رحب وزير السياحة المصري زهير جرانة بالإفراج عن الرهائن المختطفين التسعة عشر المصريين والأوروبيين، وأكد جرانة أن جميع المحررين بصحة جيدة، وأنهم سيصلون القاهرة في وقت لاحق، مشيرا الى أنه سيكون في استقبالهم للاطمئنان عليهم .

مواجهات سودانية

وفي وقت سابق من يوم أمس الأحد قال بيان عسكري أصدرته القيادة العامة للجيش السوداني إن فرقة عسكرية قد اشتبكت مع ستة أفراد من الخاطفين وقتلهم، حيث كان الجيش يقوم بدوريات روتينية لتمشيط المنطقة، حينما لمحت القوات سيارة تضم مجموعة أشخاص بمنطقة جنوب جبل العوينات .ولدى محاولة القوة العسكرية السودانية إيقافها قام هؤلاء الأشخاص بإطلاق النار تجاه قوات الجيش السوداني، مما أدى إلى إصابة عنصر من الجيش السوداني ومقتل ستة من الخاطفين من بينهم قائد عملية الاختطاف الذي يدعى بخيت، وهو أحد أعضاء حركة تحرير السودان، إضافة إلى أسر اثنين من الخاطفين أحدهما سوداني والآخر تشادي، قالا إن المجموعة المنتمية للخاطفين كانت في طريقها للتفاوض مع جهة ما لم يشر إليها البيان السوداني .
وتباينت آراء الخبراء الأمنيين والمحللين السياسيين حول دلالات هذا الحادث الذي يعد الأول من نوعه، خاصة في ظل عدم إعلان أي جهة أو منظمة مسؤوليتها عن عملية الاختطاف، أو وجود أي تصريحات من قبل الأجهزة المعنية تشير إلى هوية مرتكبي الحادث، وإن كانت هناك تسريبات بأنهم على الأرجح من دولة quot;تشادquot;، واكتفت السلطات بالتأكيد على وصفه بأنه مجرد حادث جنائي لا صلة له بالجماعات الإرهابية، وليست له أبعاد سياسية، وأن الخاطفين مجرد عصابة إجرامية تبغي الحصول على فدية مالية .
وكانت مجموعة مكونة من 11 سائحا أوروبيا quot;خمسة ألمان وخمسة إيطاليين ورومانيةquot; يرافقهم ثمانية مصريين تعرضوا للاختطاف من قبل مسلحين ملثمين أثناء قيامهم برحلة quot;سفاريquot; في منطقة الجلف الكبير في الصحراء الغربية على الحدود الجنوبية لمصر في التاسع عشر من شهر أيلول (سبتمبر) الجاري .