حزب الليكود يصفه بالسائق الأعمى
أولمرت يفجر قنبلة في إسرائيل قبيل نهاية حياته السياسية

خلف خلف- إيلاف: أثارت التصريحات التي أطلقها أيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل، اليوم الإثنين، ردود فعل غاضبة في الأوساط الإسرائيلية، حيث وصفه النائب سلفان شالوم أحد أقطاب حزب الليكود المعارض، بالسائق الأعمى، الذي يقود سيارته إلى حافة الهاوية. وكان أولمرت أكد في مقابلة مع صحيفة يديعوت قبيل إنهاء حياته السياسية، أنه يتعين على إسرائيل التوصل لسلام مع الفلسطينيين وسوريا، ما يعني الانسحاب من الأراضي الفلسطينية بشكل شبه كامل، بما فيها الأحياء العربية من القدس، وهضبة الجولان. وعقب النائب سلفان شالوم من حزب الليكود على أقوال أولمرت، بالقول أن مواقف أولمرت باتت أكثر يسارية من مواقف حزب ميرتس، مشيرًا إلى أن فكرة إقامة قواعد إيرانية وحمساوية في الجولان والضفة الغربية تدلل على أن أولمرت ضل طريقه. ومن ناحيته، إعتبر القطب اليساري يوسي بيلين، أن أولمرت ارتكب خطأ لا يغتفر، لأنه كشف عن مواقفه الحقيقة، بعد تخليه عن المسؤولية، وبعد إجرائه مفاوضات عقيمة مع الفلسطينيين طوال ولايته.

وبدت تصريحات أولمرت في الأسابيع الأخيرة، حادة تجاه المستوطنين، وشدد على ضرورة التوصل لسلام مع الفلسطينيين، وقال في عدة مناسبات إن هذا الأمل قريب من التحقق، بينما عبرت الرئاسة الفلسطينية عن اعتقادها أن المواقف ما زالت بعيدة، مؤكدة أن الفجوة بين الطرفين حول مسائل اللباب لم تقترب من الحسم.

وعلى الرغم من تصريحات أولمرت حول السلام وأن الاستيطان في فترة ولايته تضاعف بشكل كبير، كما نفذت خلال عهده عدة هجمات عسكرية ضد قطاع غزة قتل خلالها المئات من القتلى والجرحى، كما شهد عام 2006 حربًا ضد لبنان، استخدمت خلالها قوات الجو الإسرائيلي قنابل محرمة دوليًا، كما أكدت بعض التقارير والمؤسسات الحقوقية.

ويذكر أن أولمرت قال في المقابلة التي نشرتها يديعوت اليوم، وأجراها الصحافيان ناحوم برنيع وشمعون شيفر: quot;نحن نقف أمام الحاجة للقرار، ولكن غير مستعدين لأن نقول لأنفسنا، نعم، هذا ما يجب أن نفعله. يتعين علينا الوصول إلى اتفاق مع الفلسطينيين، والذي يعني أن ننسحب عمليًا تقريبًا من كل المناطق، إن لم يكن من كل المناطق. سنبقي بأيدينا نسبة في المئة من هذه المناطق، ولكن سيتعين علينا أن نعطي الفلسطينيين نسبة مشابهة، إذ من دون هذا لن يكون سلامquot;.

فسأله محاوريه،- بما في ذلك في القدس؟ فرد أولمرت، قائلا: quot;بما في ذلك في القدس. مع حلول خاصة اعرف كيف أراها في خيالي في موضوع الحرم والأماكن المقدسة والتاريخية. من يتحدث بجدية عن انه يريد أمن في القدس ويريد ألا تقطع الجرافات والتراكتورات أرجل الأصدقاء الأفضل لهم، مثلما حصل لصديقي القريب المحامي المقدسي شوكي كريمر الذي فقد ساقه لأن مخربًا على جرافة دهسه، يجب أن يتخلى عن أجزاء من القدسquot;.

وأضاف أولمرت: quot;من يريد أن يحتفظ بكل منطقة المدينة سيتعين عليه أن يدخل 270 ألف عربي داخل جدران في إسرائيل السيادية. هذا لن ينجح. يجب الحسم. وهذا الحسم صعب، فظيع، حسم يقف خلافًا لمصالحنا الطبيعية، خلافًا لذاكرتنا الجماعية، خلافًا لصلاة شعب إسرائيل على مدى ألفي سنةquot;.

وتابع: quot;أنا أول من أراد فرض السيادة الإسرائيلية على كل المدينة. أنا اعترف. أنا لم آتِ كي أبرر بأثر رجعي ما فعلته على مدى 35 سنة. قسم كبير من هذه السنوات لم أكن مستعدًا لأن أرى فيها الواقع بكل عمقهquot;. وبين أولمرت أنه لو واصل ولايته لوقع اتفاقات مع الفلسطينيين والسوريين، حيث قال: quot;اعتقد أننا قريبون جداً من الوصول إلى اتفاقاتquot;.